Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
The Cedar of Lebanon rescued him

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
The Cedar of Lebanon rescued him
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post The Cedar of Lebanon rescued him Reply with quote
الأرزة انقذته

... تقولين، يا جدتي، ان أخاك يوسف ما زال في السبعين. أما أنا فيبدو لي وقد بلغ الثمانين.

انه محدودب الظهر، شحيح النظر، ثقيل السمع، لا تفارق العصا يده. يمشي وكأنه يحمل أثقال الدنيا على كتفيه. ما سبب هذا برأيك؟

- خالك يوسف، يا حبيبي، جاهد كثيرا ً في حياته: قضى أربعين عاما ً في المهجر؛ تنقل خلالها في أميركا. بدأ تاجرا ً متجولا ً يحمل البضاعة على ظهره ويدور بها في القرى والمزارع. والمزارع الأميركية تفصل بينها غابات واسعة موحشة، تسكنها قبائل هندية ما زالت تعيش حياة بدائية. كان خالك يوسف يجتاز هذه الغابات سعيا ً وراء الرزق. فيجوع ويعطش ويخاف. وأحيانا ً يضيع أو يداهمه الليل وهو بعيد عن أي منزل أو مسكن فيبيت ليلته في الغابة معرضا ً نفسه لأخطار الهنود والوحوش. وحين عاد روى لنا الكثير من قصصه مع الهنود.

- هل تذكرين يا جدتي احدى هذه القصص؟؟؟
- لماذا؟
- اني أحب قصص المغامرات والمخاطر خاصة وانها تجري في بلد لا أعرفه. أخبريني يا جدتي أخبريني. - كرمى لعينيك يا حبيبي

في أحد الأيام كان خالك يوسف يجتاز غابة كبيرة واسعة. سمع ضجة بين الأشجار فوقف ينصت، وما هي الا لحظات حتى ظهر أمامه شبح يرتدي زي الهنود وفي يده رمح طويل يصو به نحوه. استولى الخوف على يوسف فقذف هذا الشبح بحجر كبير وترك بضاعته وولى هاربا ً.

- وبعد يا جدتي ؟؟؟
- وبعد أصيب الهندي اصابة خطرة وصرخ صراخا ً غريبا ً. ركض رفاقه اليه وأخذوا يصرخون وينادون...
- وخالي يوسف؟
- خالك يوسف كان يركض في الغابة محاولا ً الافلات منهم. لكنه شعر بعد حين وكأن الغابة كلها هنود تلاحقه. ولم تمض دقائق حتى قبضوا عليه وربطوا يديه بحبل غليظ وقادوه الى رئيسهم...

- حرام - خالي يوسف. ماذا حدث بعد ذلك؟؟؟
- هناك عند الرئيس، في خيمة كبيرة، انعقدت هيئة المحكمة لمحاكمته بجرم الاعتداء على أحد أفراد القبيلة. ووقف خالك يوسف مكبل اليدين ينتظر الحكم.
- ألم يدافع عن نفسه؟
- كيف يدافع، ياحبيبي، وهو يجهل لغتهم، وهم يجهلون لغته. حاول بالاشارة أن يظهر براءته وحسن نيته. لكنه لم ينجح. وصدر الحكم. وتلي عليه بالاشارة: وقف أحدهم وأشار الى رقبته وهز سيفه.
- هز سيفه؟ هل يعني ذلك أنهم سيقتلونه؟
- هكذا فهم خالك يوسف. وانحدرت الدموع من عينيه أسفا ً ولوعة ً: وقال في نفسه: تركت بلادي، تركت أرضي، تركت أهلي وأصحابي طمعا ً بالمال والثروة. ان الطمع ضر ما نفع. ها أنا أواجه الموت في أرض غريبة وعلى يد شعب غريب. رباه!! رباه!! أنقذني. يا وطني لبنان سامحني. لقد تركت أرضك وخيراتك. لكنني كنت عازما ً على العودة اليك لأعيش في ظلال أرزك وأجبل دمي بترابك. أيتها الأرزة أنقذيني. وسأعود، سأعود لأعيش ولو فقيرا ً معدما ً في وطني بين أهلي وأصحابي. ولكن... هيهات أن أعود...
- حرام خالي يوسف. حرام. وبعد يا جدتي.
- أخذوه الى مغارة حيث سجنوه بانتظار اليوم التالي لتنفيذ الحكم فيه.
- لماذا انتظروا اليوم التالي؟
- لأن تنفيذ الحكم يحتاج الى تحضير المكان ودعوة أهل القبيلة واقامة احتفال رسمي.
- آه فهمت وفي الليل هرب خالي يوسف.
- كلا، يا حبيبي، لم يهرب.
- كيف خلص اذا ً. وهو اليوم حي يرزق؟
- رحم الله شكري العيوق. هو الذي أنقذه.
- من هو شكري العيوق؟
- شكري، أحد أبناء ضيعتنا، سافر، مثل، خالك، الى أميركا، ولكنه استطاع أن يقيم علاقات ودية مع الهنود ويتعلم لغتهم ويتعامل معهم تجاريا ً.
- كيف يا جدتي؟ وهل هذا ممكن؟
- نعم يا حبيبي. ان شكري بدأ أيضا ً تاجرا ً متجولا ً مثل خالك يوسف وفي المنطقة نفسها. وفي أحد الأيام كان مارا ً بتلك الغابة، حيث مر خالك، فسمع أنينا ً بين الأشجار. اقترب من مصدر الصوت واذ به يرى هنديا ً وقد وقعت صخرة كبيرة على رجليه فبات لا يستطيع التخلص من تحتها. ركض نحوه وخلصه وضمد جراحه. ثم سمع صراخا ً بعيدا ً ما لبث الهندي الجريح أن صرخ مثله. فارتبك وخاف ونظر الى الهندي وفي عينيه علامات استفهام.

ابتسم الهندي ومد يده وصافح شكري وشد على يده وكأنه يقول: لا تخف، لا تخف.

وبعد لحظات وصل الهنود وتحلقوا حولهما. بادرهم الهندي الجريح ببعض الكلمات لم يفهم شكري منها شيئا ً. لكنه لاحظ أنهم انشرحوا وفرحوا به. ثم حملوه على أكتافهم مكرما ً معززا ً الى رئيس القبيلة حيث أقاموا على شرفه احتفالا ً عظيما ً. وأصبح يتردد عليهم فيبيعهم بضاعته ويشتري منهم ما ينتخبون. ومع الزمن تعلم لغتهم وأصبح وكأنه واحد منهم.

وصدف أن حضر شكري ذلك اليوم، يوم ألقوا القبض على خالك، الى رئيس القبيلة. وفيما هو هناك وقع نظره على حقيبة رسمت عليها أرزة كبيرة. فأقلقه الأمر، وسأل رئيس القبيلة عن قصة هذه الحقيبة. فروى له الرئيس قصة خالك يوسف. اذ أن هذه الحقيبة حقيبته.

- وهل علم شكري أن الحقيبة هي لخالي؟
- طبعا ً لم يعرف أن الحقيبة هي ليوسف بالذات. لكنه فكر أن صاحب هذه الحقيبة هو لبناني بلا شك وقرر مساعدته.
- كيف؟ كيف؟
- مهلا ً يا حبيبي. طلب شكري من رئيس القبيلة أن يرى السجين، صاحب الحقيبة وهكذا كان. ولما وقع نظر يوسف على شكري عرفه وصرخ: شكري... شكري... هل قدر لنا أن نولد في ضيعة واحدة ونموت على أرض واحدة؟...
- ألم يكن يوسف يعلم أن شكري صديق الهنود؟
- كلا يا جدتي لم يكن يعلم بذلك.
- اذا ً ماذا حدث؟
- تقدم منه شكري وقبله وقال له: لا تخف يا يوسف. ولدنا في ضيعة واحدة ولن نموت الا فوق ترابها.
- كيف يا شكري، كيف؟ يا ليت ذلك يتحقق.
- اهدأ يا يوسف وأخبرني ماذا حدث لك بالتفصيل؟
- فروى يوسف قصته كاملة.

عاد شكري الى رئيس القبيلة وأخبره قصة يوسف على حقيقتها وطلب منه أن يعفو عنه خاصة ً وأن الهندي الذي أصابه لم يمت.
- ولما كان رئيس القبيلة يحب شكري ويقدره، جمع أعيان القبيلة وأصدر عفوا ً عن خالك يوسف.

وفي طريق العودة. قال يوسف: يا شكري أنا مدين لك بحياتي.
- قال شكري: لا يا يوسف، انما أنت مدين بحياتك للأرزة التي حفرتها على حقيبتك كما هي محفورة في قلبك.

منذ ذلك الحين زاد تعلق يوسف وشكري بوطنهما لبنان وعادا اليه حاملين المال الوفير يساهمان في تعميره وازدهاره ليبقى قلعة ً لا تقهر.

ومنذ عاد يوسف الى الوطن يزور الأرز كل عام حيث يركع ويصلي من أجل الأرز ولبنان.

جميلة وشيقة أخبار يوسف وشكري، ألا تذكرين يا جدتي، قصصا ً أخرى؟

- لا يا حبيبي يبدو أنك لم تر الساعة انها تشير الى العاشرة. قم الليلة الى فراشك. ولنترك الحكايات لليلة
أخرى.
Sun Jan 08, 2012 6:09 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits