Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Beirut - Humans or Walls

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Beirut - Humans or Walls
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Beirut - Humans or Walls Reply with quote
مقدمة - بيروت البشر أم الجدران ؟ بقلم الدكتور رغيد الصلح

Extract from

من ذاكرة بيروت
Order the book

تتطلع الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الى الخلاص من الأزمة السياسية الخانقة التي ألمت بالبلاد منذ منتصف العقد الحالي. لقد أصابت هذه الأزمة لبنان بضرب من الشلل الشامل، وطالت تداعياتها كل باب من أبواب الحياة الجمعية. المرافق الاقتصادية ترزح تحت وطأة الحذر الشديد الذي يطبع سلوك ومبادرات رجال الأعمال والمستثمرين. ولا يقلل من هذه الظاهرة تدفق أموال كثيرة الى المصارف اللبنانية والعاملة في لبنان. فالعبرة ليست بما جاء لبنان من هذه الأموال، بل بفرص الاستثمار الضائعة التي خسرها البلد بسبب تردي أوضاعه السياسية. والحياة السياسية تعاني من التراجع المستمر في اداء الحكومة والمعارضة معا ً. والنشاطات الثقافية تعاني من الضمور ومن غزو الشعارات السياسية الهابطة والمبتذلة لميادين العطاء الفكري. وترافق هذه الأزمة معضلات أخلاقية مركبة يطل من ورائها الفساد المستشري، وانتشار تعاطي المخدرات، والاستهتار بمبادىء حقوق الانسان مثل الحق في الحياة والحرية الفردية والتعبير عن الرأي، والاستهزاء بالقيم الحضرية مثل التسامح والتهذيب واحترام الآخرين.

هذه الأزمة لم تضرب القطاعات اللبنانية المختلفة فحسب، وانما يصيب أذاها وضررها كل منطقة من مناطق لبنان أيضا ً. يصيب الجنوب المعرض للانتهاكات والتحديات الاسرائيلية المتمادية. المقاومة اللبنانية تقوم بدور ممتاز في الدفاع عن هذا الجزء من لبنان. ولكن الجنوب سوف يظل يشعر أن ظهره مكشوف الى أن تنجلي الأزمة السياسية عن تطبيق نظام الدفاع الشامل الذي يعبىء طاقات اللبنانيين واللبنانيات قاطبة ً لحماية أرض الوطن. الأزمة المتفاقمة تصيب الشمال والبقاع والجبل حيث يعاني الريف اللبناني من اهمال لمصالح المزارعين اهمالا ً بانت آثاره في تفريغ متسارع للقرى اللبنانية وانهيار متفاقم للقطاع الزراعي، فمتغيرات ديمغرافية تثير القلق الشديد في أوساط اللبنانيين. هذه عناوين سريعة لأثر الأزمة على المناطق اللبنانية، فأين بيروت من هذا كله؟ هل تقف خارجها؟ بالطبع لا. فما دام لبنان متمركزا ً في عاصمته، فان لبيروت من الأزمة النصيب الأكبر من الضرر.

وما يزيد الأزمة تفاقما ً في نفوس الكثير من "البيارتة" شعورهم أن مدينتهم نالت أكثر من نصيبها من الأزمات والدمار والآلام، وأن كل يوم من أيام الأزمة هو فرصة مهدورة، وأن الأزمة اذا ما رحلت من ديارهم، فسوف يحل محلها عمران عظيم. ان المشاريع كثيرة والمال متوفر فلا يبقى الا الأمن والاستقرار وسحر بيروت واغراءاتها. وتصف أدبيات احدى الشركات العاملة في هذه المشاريع أنها سوف تحقق لبيروت وللبنان "أكبر مشروع للتنمية المدينية شهده لبنان منذ عقود من الزمن. ويشمل تعمير بنى تحتية حديثة من الطرقات والمنافع والحدائق والساحات العامة، والفنادق ومراكز التجارة والفن والاستجمام، فضلا ً عن المناطق السكنية التي يخصص لها المشروع نصف الأراضي التي يمتد عليها". واذ ينهض هذا المشروع في القلب من العاصمة فان الذين ينعمون بسكناه أو بالعمل فيه سوف يتمتعون بأجمل المناظر وأكثرها بهاء ً سواء أكان ذلك منظر البحر الأبيض المتوسط أم الجبال اللبنانية التي تحتضن بيروت وتعطيها عمقها الجغرافي المحض أو الجيو – سياسي.

هذه المشاريع ليست مجرد وعود فارغة، فالحق يقال ان جزءا ً منها قد أنجز بالفعل، وان ما لم ينجز بعد قابل للتحقيق اذا ما نشأت أوضاع عامة ملائمة. ويأمل العاملون على تحقيق هذه المشاريع أن تكون عنصر جذب للاستثمارات ومن ثم للنهوض بالاقتصاد اللبناني، كما يأملون أن تكون جاذبا ً للبنانيين من شتى المناطق والطوائف فتكون أرض تلاق وتمازج، وفضاء ً رحبا ً يتكرس فيه الانتماء الوطني، ونموذجا ً ورمزا ً للبنان الموحد المزدهر.

وسواء تحققت هذه المشاريع أو لم تتحقق، فانها تعبر في جوهرها عن نزوع الى شكل من أشكال الحداثة. الأكثرية الساحقة من اللبنانيين واللبنانيات يتعاطفون مع مبدأ التحديث والعصرنة. فما من بيروتي يعارض توسيع الشوارع أو تطوير شبكات توزيع المياه أو تحديث المجارير. وما عدا ذلك فان هناك كثيرا ً من اللبنانيين يبدون تحفظا ً على النمط المطبق في اعادة عمران بيروت. وينتشر هذا الموقف بصورة خاصة الى الذين يكنون حنينا ً خاصا ً الى بيروت "التاريخية" و"الأصيلة". وموقفهم هذا يشبه نظرة "أب التاريخ العلمي" المؤرخ الاغريقي ثوسيديديس الذي قال: "المدن لا تبنيها الجدران أو الأساطيل وانما الانسان"، وكذلك وليم شكسبير الذي اعتبر أن "المدن هي البشر". فالجدران لا ترتفع بصورة تلقائية والأساطيل لا تخرج من المجهول، وانما يبنيها البشر، فتعكس نمط العلاقات بينهم طبائعهم ومصالحهم ورغباتهم وغاياتهم المعلنة والدفينة. والذي يريد التعرف حقا ً الى المدن فحري به أن يطلع بدقة على كل من هذه الجوانب. ومن خلال هذه المعرفة الواعية والدقيقة يمكن لأبناء المدينة أن يمارسوا خياراتهم الجمعية وأن يصونوا حقوقهم وأن يضعوا مدينتهم على الطريق القويم. والتاريخ يمدنا هنا بأكثر من دليل على أهمية ما قام به المحامي والنقابي البارز والناشط السياسي الوطني الأستاذ عمر زين من اصدار هذا الكتاب.

ففي نهاية الثلاثينيات، على سبيل المثال، قامت السلطات بتطوير مطار بيروت وتوسيع مدرجاته، كذلك قامت السلطات بتطوير ميناء بيروت وتزويده بأحدث الآليات آنذاك. وحولت السلطات الفرنسية واللبنانيون المتعاونون معها تنفيذ هذه المشاريع الى مناسبة لامتداح فرنسا وللثناء على النظام الانتدابي وعلى المهمة "التمدينية" التي يقوم بها في المشرق. فبفضل المبادرة الفرنسية أمكن تطوير المرفأين ومن ثم فتح الباب أمام تطوير التجارة بين لبنان ودول الجوار وازدياد الاعتماد على لبنان كممر لتجارة الترانزيت. وهذه المبادرة كانت، في نظر سلطات الانتداب والمتعاونين معها، دليلا ً كبيرا ً على اخلاص فرنسا وحرصها على رخاء لبنان وتقدمه. والحال أن تنفيذ هذه المشاريع التحديثية تم في وقت وصل فيه القمع الذي مارسته سلطات الانتداب الى ذروته ضد الاستقلاليين اللبنانيين وبخاصة من قادة بيروت والناشطين من أبنائها. فما هو السر الذي جعل السلطات الانتدابية تبني الجدران وتسهل للأساطيل تحركها بينما كانت تنكل في الوقت نفسه بخيرة شباب بيروت؟ ما سر هذا التناقض الظاهري بين السياستين؟

في الحقيقة لم يكن هناك من تناقض. ففي تلك المرحلة كانت الحكومة الفرنسية تتوقع أن تنشب الحرب قريبا ً مع ألمانيا الهتلرية. واعتبر الاستراتيجيون الفرنسيون أن الأراضي اللبنانية سوف تكون نقطة ارتكاز مهمة في الحرب ضد الألمان، وأن مقتضيات الاستعداد لهذه الحرب توجب تطوير المرافىء اللبنانية الجوية والبحرية وطرق المواصلات البرية كجزء من الاستراتيجية العامة للقوات المسلحة الفرنسية. في السياق نفسه اعتبر هؤلاء أن من الضروري ضبط الساحة اللبنانية كليا ً وتوجيه ضربات قوية الى المطالبين بالاستقلال لئلا يحاولون استغلال الأوضاع الدولية من أجل تصعيد مطالبهم بالتحرر – أي تماما ً كما حدث بعد سنوات – ومن هنا كان تشديد القمع ضد هؤلاء المواطنين.

هذه الواقعة التاريخية تعيدنا الى ما قاله ثوسيديديس وتؤكد صواب نظرته الى عمران المدن ونهوضها. ومشاريع التحديث والعمران قد تبدو أحيانا ً واحدة ومتشابهة، ولكن من يدقق فيها يراها متباينة في الأهداف والمقاصد. ولا يساورنا شك في أن أكثر المشاريع التي نفذت في بيروت خلال السنوات السابقة كانت مدفوعة بنوايا حسنة. ولكن هذه النوايا قد لا تكون أحيانا ً مرشدا ً جيدا ً للعثور على الخيارات الأفضل. وتزداد احتمالات الانزلاق بعيدا ً عن هذه الخيارات أحيانا ً اذا تجاهل القائمون على هذه المشاريع والخيارات واقع المدينة التي يخططون لها، أو تاريخها أو تطلعات أهلها وتراثهم.

فلبيروت سجل وطني عريق، يرجع اليه عمر زين عبر الذاكرة الجماعية والشخصية. هذا التراث يمر بمساهمة بيروت في الدفاع عن ليبيا أمام الغزو الايطالي عام 1912، وبنضالها ضد السياسات التي نفذها حزب الاتحاد والترقي في الآستانة لتتريك العرب والقضاء على هويتهم القومية، وبالمساهمة في تأسيس الحكومة العربية في دمشق، والكفاح دون هوادة ضد الاستعمار الفرنسي في المشرق والمغرب، وانتزاع الاستقلال الناجز قبل أكثر بلدان العالم الثالث. كذلك يمر هذا التراث المتألق بالمساهمة النشيطة والمباشرة في سائر أشكال المقاومة ضد الغزو الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وتضامن بيروت مع كل نضال استقلالي عربي حتى باتت المنبر الأهم لهذه الحركات وصلتها الرئيسية بالعالم. كل ذلك يأتي عليه عمر زين بدقة، اذ كان ولا يزال ناشطا ً في العديد من هذه الحركات.

ولبيروت تراث ثقافي متألق. لقد قدمت للمنطقة وللقضايا العربية نفرا ً من أهم مفكريها ومثقفيها وفنانيها. وقطن العديد من هؤلاء مربع البسطة الذي يخصه عمر بالاهتمام وبالبحث. وفي هذا المربع قام العديد من المكتبات ونشأ الكثير من دور النشر والتوزيع التي تجاوز نشاطها التجاري المحلة والمدينة ولبنان الى الأسواق والزبائن والقراء في البلدان العربية الأخرى.

فضلا ً عن هذا وذاك فلبيروت تاريخ ديمقراطي مرموق. ففي بيروت تأسست جمعية الاصلاح البيروتية وقد تحولت الى "الجمعية الأم" لعدد من الجمعيات المماثلة التي انتشرت في مدن المشرق العربي وصولا ً الى البصرة، حاملة ً معها الأهداف والمبادىء التي قامت عليها جمعية بيروت. وفي بيروت تأسس عدد كبير من الأحزاب المحلية والعربية ومن أهمها "جماعة الكتاب الأحمر" التي انتشرت في سائر دول المشرق العربي وفي الخليج وفي المغتربات العربية. وفيها أيضا ً تأسست حركة القوميين العرب، التي انتشرت هي أيضا ً في هذه المناطق.

لئن عكس هذا الماضي وهذه الذكريات حقيقة بيروت، فان المشاريع الرامية الى النهوض بها اليوم تبدو وكأنها تخطو بعيدا ً عن هذه الحقيقة... بل يبدو هذا الابتعاد في بعض الأحيان متعمدا ً وكأن بيروت الحالية تتنصل من ماضيها وتراثها. اذا أراد المرء الوقوف على هذه الحقيقة فله أن يقارن بيروت بالمدن الأندلسية والمغربية التاريخية. لقد اجتهد حكام اسبانيا في الحفاظ على الطابع التاريخي والمميز للمدن الأندلسية بحيث باتت هذه المدن أروع وأثمن ما في اسبانيا اليوم. واجتهد الجنرال ليوتي رجل الاستعمار الفرنسي الذي فتح المغرب في الحفاظ على مدن المغرب التاريخية والرئيسية فأسدى اليها والى الحضارة الانسانية، على الرغم من وظيفته الاستعمارية، خدمة لا تقدر. بيروت اليوم تبدو مجرد جدران وأبنية متراصة بعيدة عن روح بيروت، وعن أهلها وتاريخها وتراثها، وعن حاجات سكانها ومتطلبات العيش العصري مثل الحفاظ على البيئة وتوفير الخدمات المجتمعية للمواطنين. تصحيحا ً لهذه الصورة، وحتى يعرف القاصي والداني دور بيروت وعاصمتها البسطة في التحرير وتعزيز الثقافة والعلم وضع عمر زين مؤلفه هذا، فلعله يكون اشارة تنبيه الى المعنيين بنهضة بيروت ومستقبلها.
Thu Apr 04, 2013 6:26 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits