Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Basta and components: cultural, scientifique, social etc...

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Basta and components: cultural, scientifique, social etc...
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Basta and components: cultural, scientifique, social etc... Reply with quote
البسطة ومكوناتها الثقافية والعلمية والاجتماعية والوطنية من كتاب - ذاكرة بيروت - المؤلف المحامي عمر زين


Extract from
من ذاكرة بيروت
Order the book

البسطة (جبل النار) هي المنطقة التي نشأت وتربيت فيها والتي قدمت للوطن وللأمة الشهداء والعلماء والسياسيين ورجال الدين والقضاة والمحامين والأطباء والصحافيين والكتاب والأدباء والفنانين والتجار والأساتذة والمهندسين والصيادلة والموظفين وغيرهم، كما قدمت مجموعة من المدارس والمستشفيات لم تجمعها منطقة أخرى في بيروت. وقدم هؤلاء بسخاء جهدهم ونضالهم وأفكارهم، فكانوا في مقدمة الصفوف حاملين هموم الوطن والمواطن، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

الشهداء:

ان ثلث شهداء السادس من أيار/ مايو هم من البسطاويين الذين كانوا من قياديي جمعية العربية الفتاة التي عملت على تحرير الأرض من السلطة العثمانية. وكان هؤلاء مع رفاق لهم في البلاد العربية مستفيدين من النهضة الفرنسية التي لعبت دورا ً مؤثرا ً حيث كانت ميادين وشعارات الثورة في الحرية والأخوة والمساواة هي السائدة في تلك الفترة، كما أن اليسار الفرنسي كان له الدور الفاعل في تعزيز أفكار هؤلاء للنضال من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية والتحرر. ونلاحظ المستوى الثقافي الذي تمتع به هؤلاء الشهداء حيث أضاؤوا بجهادهم وكتاباتهم على أنواعها وشعرهم الرفيع المستوى على قضية لبنان وشحذوا الهمم في كل الأرض السورية دون خوف أو وجل ضد السلطة العثمانية. وهؤلاء هم، وفي اللحظات التي سبقت استشهادهم:

ورد في "أوراق لبنانية" على لسان أحد الذين كانوا موقوفين آنذاك مع الشهداء:

"جاء الجنود بثلاثة جدد هم: عمر حمد وعبد الغني العريسي وعارف الشهابي. وكان البوليس قد طلب من عبد الغني أن يخرج من الدائرة الى الساحة مع عمر حمد وحدهما، فقال له عبد الغني:

اذهب وقل لرئيسك: ان عبد الغني يطلب أن يموت مع رفيقه الأمير عارف ولا يحب أن يفترق عنه حتى في الموت.

فذهب البوليس ثم عاد وقال له: حسن، فسيذهب معك.

وخرج الثلاثة من الدائرة وهم ينشدون نشيدهم بصوت عال، ونبرات عمر حمد ترن في ذلك السكون المظلم، فتردد صداها جدران بيروت الحزينة.

1. عبد الغني العريسي:

وجاء دوره فوقف على المنصة، وحاول السفاح أن يعجل في وضع الحبل حول عنقه فقال له باشمئزاز:

- دعنا نتكلم يا هذا، واحترم ارادة رجل يموت.
- ولماذا الكلام؟ ومن يسمعك ويعتبر كلامك الآن؟ دعنا من هذا الخلط يا عبد الغني.

وأسرع الى وضع الحبل حول عنقه. فنفر الشهيد منه، وقال بصوت جهوري:

بلغوا جمال باشا أن الملتقى قريب، وأن أبناء الرجال الذين يقتلون اليوم سيقطعون في المستقبل بسيوفهم أعناق أبنائك. ان الدول لا تبنى على غير الجماجم، وان جماجمنا ستكون أساسا ً لاستقلال بلادنا...

وكان الكرسي قد سقط من تحت الشهيد، فتغلغل صوته في صدره، وانتفض جسمه قليلاً ثم قضى. وعجل السفاح باعدام المرحوم الأمير عارف الشهابي فلم يتركه يتكلم أكثر من بضع كلمات.

2. عمر حمد:

بدأ يلبس ثيابه قبل المناداة باسمه... ومضى ربع ساعة، ففتح الباب للمرة الرابعة، ونادى مناديه:
عمر حمد، البس ثيابك...

اني لم أر أشجع من هذا الفتى، وهو أصغرنا سنا ً، في أطواره كلها. فقد كان في السجن، وفي الاستنطاق، وأمام المحكمة الظالمة، وتحت المشنقة، شعلة ملتهبة بالحمية والشجاعة.

أكمل عمر لبس ثيابه، وكان قد بدأه لما نودي باسم عبد الغني، لعلمه أن نصيبه مقرون بنصيبه، وخرج من بيننا وهو ينشد بأعلى صوته:

نحن أبناء الألى شادوا مجدا ً وعلى..

وكان صوته يرن في آذاننا وهو سائر بخطواته القوية تحت أروقة السجن الى المكان المعد لهم في تلك الليلة، "فداء الأمة العربية".

وقيل انه كتب على الطاولة، في دائرة البوليس، ثلاثة أبيات حماسية من الشعر، رددها وهو صاعد الى المشنقة.

ولما وقف على المنصة خاطب رضا باشا ومدير البوليس باللغة الفرنساوية بما تعريبه:

اني أكلمكما باللغة الفرنساوية لأنكما لا تفهمان العربية، فبلغا حكومتكما الظالمة: ان هذا العمل الذي تعمله الآن سوف يكون سببا ً في خرابها وتقويض أساساتها.

ثم التفت الى الحاضرين وقال باللغة العربية

"اني أموت غير خائف ولا وجل فداء الأمة العربية، فليسقط الأتراك الخونة، وليحيا العرب!"

ولما وصل الشهيد الى قوله: "فليسقط الأتراك الخونة" اشمأز منه المولج بأمر اعدامه فضرب الكرسي من تحته قبل أن يتمكن الحبل من عنقه فأهوى عمر الى الأرض وهو بين حي وميت، وكان من لؤم ذلك الوحش وقساوته البربرية أن وخزه بسيفه شاتما ً لاعنا ً، ثم حمله مع شرطي شرير مثله ووضع الحبلة في عنقه رغما ً من سيلان الدم بغزارة من جرح كبير أصابه في رأسه.

3.محمد محمصاني و4.محمود محمصاني:

كتبت الأديبة الراقية السيدة وداد محمصاني الدباغ ابنة رجب المحمصاني ووالدة الزميل الدكتور صلاح الدباغ ل "أوراق لبنانية" تقول: "ان أول من دعي من الأخوين الشهيدين محمد ومحمود محمصاني الى التحقيق في قضية حزب اللامركزية هو المرحوم محمود لا محمد. وأكدت السيدة الفاضلة أن أحدا ً من الأخوين البارين لم يبح للمحقق بكلمة، اذ المشهور والمحقق أن الأخوين ماتا شريفين شجاعين، وأنه رغما ً من التعذيب لم يبح أحدهما بما يعرفه، ولم يذكر أحدهما اسم أحد من الرفاق، حتى أن والدتهما رحمها الله، حينما أتاها خبر ذلك عن حبيبها محمود: (محمود هو الذي عذب دون أخيه) كانت تصيح في غمرة أحزانها: كيف استطاع أن لا يبوح رغم هذا التعذيب. انه لنبيل. كانت تقول هذا، وأمومتها المكلومة الجريح تنزف جراحها آلاما ً مضطرمة اللهيب".

"ورحم الله الوالد الذي نالت الكارثة من بصره ولكنها لم تنل من مبادئه: فحينما احتل الفرنسيون لبنان بعد الحرب العالمية، اشتروا الكثيرين بالمال الغرار وأرادوا شراء والد الشهيدين، السيد مصباح محمد محمصاني، بالأموال الطائلة، وأغروه بمنحه رواتب دائمة له ولأفراد أسرته، فرفض باباء قائلا ً: لست الذي يبيع دم ولديه بالمال". رحمات الله عليهم أجمعين!

وكان المرحوم محمد المحمصاني مقيدا ً بيد أخيه المرحوم محمود، فلما سمع الحكم عليهما، امتلأ صدره حزنا ً وغضبا ً وقال للجلادين:

"حكمتم علي فلا بأس... اني أتقبل حكمكم بابتسام لأني فخور بما عملته: لقد اشتركت في المطالبة بحقوق العرب، وسعيت مع اللامركزيين في المسألة الوطنية، وناديت العرب وأيقظتهم. نعم لقد عملت هذا كله، وأنا معتز بما عملت، ولكن ما ذنب أخي؟ وهو لم يأت أي عمل مما عملته أنا... احكموا علي وحدي واعفوا عنه فهو غير مذنب... ويشهد الله أنه بريء!.."

وجيء بالمرحومين محمد ومحمود المحمصاني فتعانق الأخوان طويلا ً قبل الصعود الى منصة المشنقة، ثم أخذ كل واحد يشجع الآخر على الموت وهما يبتسمان، وكان كل منهما يلح بأن يشنق قبل أخيه لئلا يراه يموت، ثم اتفقا على أن يموتا معا ً، صعدا الى المشنقة بقدم ثابتة، وعين الواحد منطبعة على عين شقيقه.

وقال المرحوم محمد للمأمور المولج بتنفيذ الحكم:

"لي رجاء اليك قبل موتي، وهو أن تتكرم وتنفذ الحكم بي وبأخي في وقت واحد حتى لا يتعذب الواحد منا بمرأى أخيه يموت أمامه".

ولما وقف محمد تحت الحبل أجال نظره في من حوله وقال بصوت عال:

"يشهد الله: أني لم أخن وطني دقيقة واحدة. يشهد الله: أن ما فعلته وقمت به من الحركات التي اتهمت بها انما كان عن اعتقاد ثابت لا يتزعزع بأني أخدم بلادي، وأنجيها من الذل والخراب والظلم... اني أموت شهيدا ً. فلتحيا أمتي وليحيا العرب!..."

ودفعت الطاولتان بحركة واحدة من تحت الأخوين.

5.محمود محمد نجا العجم:

وهو من مواليد البسطة عام 1881، والدته سعدى الجارودي عمة المحامي والوزير محمد وصائب وسعد الدين الجارودي، وهي شقيقة عبد القادر وابراهيم (جد المربي وجيه صبحي الجارودي). كان الشهيد عضوا ً في جمعية العربية الفتاة مع رفاقه الشهداء عبد الغني العريسي والمحمصانيين وعمر حمد الذين استشهدوا جميعا ً في دفعة الشهداء الأولى.

- رؤساء الحكومات:

بلغ عدد الذين تولوا رئاسة الحكومة اللبنانية من هذه المنطقة والذين سكنوا فيها أكثر من نصف الرؤساء. هذا الواقع ميزها عن سواها لجهة تردد معظم المسؤولين والمواطنين من كل لبنان اليها من الذين يتعاطون الشأن العام وأصحاب الحاجات الخاصة، بل وأكثر من ذلك محاولة التفتيش عن محل اقامة لهم ولعائلاتهم في ربوعها بغية أن يكونوا على مسافة قريبة من مركز القرار.

ويلاحظ المراقب أن أربعة زعماء من عائلة واحدة هي عائلة "الصلح" ترأسوا الحكومة اللبنانية لعدة مرات وعلى فترات متباعدة وضاهوا بذلك أعرق الأحزاب الأوروبية حيث نالوا ثقة البيروتيين بخاصة واللبنانيين بعامة.

لقد تحولت هذه العائلة في نظر الناس الى حزب له فكره وسياسته اللذان اتسما باللبنانية المبنية على الميثاقية، وبالعروبة المبنية على القومية. وكانت من معالم هذا الحزب جريدة "النداء" التي كانت هي الاطار الحزبي والاعلامي والتحريضي ضد الانتداب الفرنسي حيث ان أبناء منح أحمد باشا الصلح أنفقوا كل ثروتهم على العمل الوطني وبغية استمرار جريدة "النداء" في تحريض الشعب ضد المستعمر، فأعطت هذه العائلة "الحزب" سبعة مفكرين وكتاب قل أن يعطي حزب في العالم مثلهم وهم: عادل وكاظم وتقي الدين وعماد ومنح وفريد ورغيد الصلح.

ورؤساء الحكومات في هذه المنطقة هم:

دولة الرئيس الزعيم رياض بك الصلح، دولة الرئيس سعدي المنلا، دولة الرئيس سامي الصلح، دولة الرئيس تقي الدين الصلح، دولة الرئيس رشيد أنيس الصلح، دولة الرئيس شفيق الوزان.

- النواب و/ أو الوزراء:

يلاحظ المراقب في هذه المنطقة أنها كانت فريدة في سكن أكبر عدد من النواب والوزراء فيها ولم تحظ سواها بذلك. وهؤلاء هم:

رياض رضا الصلح، سامي الصلح، تقي الدين منح الصلح، كاظم منح الصلح، رشيد أنيس الصلح، نسيم مجدلاني، الصحافي عبد الله المشنوق، الدكتور صائب الجارودي، رئيس حزب النجادة عدنان الحكيم، الدكتور صبحي المحمصاني، رشيد بيضون، جميل كبي، السفير والشاعر سليم حيدر، ابراهيم حيدر (جبار البقاع)، الدكتور أسامة فاخوري، المهندس أمين البزري، أحمد اسبر، نهاد المشنوق، غازي يوسف نايف وعبد المولى أمهز.

- العلماء

لم تنجب مدينة أو بلدة في لبنان كوكبة من العلماء والفقهاء مثل هذا الحجم والنوع من أبناء البسطة. وهؤلاء الرجال سنقوم بتسميتهم والتحدث عن بعضهم مباشرة هنا في هذا الفصل أو عند ذكر بعضهم في محل اقامتهم في فصل آخر:

1- الشيخ عبد الرحمن سلام،
2- الشيخ مختار العلايلي (أمين الفتوى).
(سنأتي على ذكرهما تفصيلا ً في معرض الحديث عن العائلات في كل شارع من شوارع البسطة).
3- الشيخ عبد الله العلايلي:

في محلة من مدينة بيروت العتيقة كانت تعرف باسم الثكنات وهي القسم الواقع اليوم بين بناية البريد المركزي والسراي الكبير ولد الشيخ عبد الله العلايلي في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1914م. وأسرة العلايلي قديمة العهد ببيروت، فهي ترقى الى القرن الحادي عشر الهجري كما تثبت شواهد القبور التي عثر عليها في حفريات منطقة الريفولي، حيث كانت مقبرة الخارجة، وهي محفوظة لدى آل العلايلي.

وقد ساهم بعض أفرادها في عمارة المساجد، ومن هؤلاء الحاج على العلايلي عم الشيخ عبد الله العلايلي الذي وقف أرضا ً له في محلة رأس النبع الشرقي وهي التي بني عليها جامع الحسنين المعروف بجامع العبيد أو الجامع الأبيض. وكان للشيخ مختار العلايلي مكانة دينية محترمة وتولى أمانة الافتاء في لبنان حتى آخر عمره.

بدأ الشيخ عبد الله العلايلي نشأته الأولى في مدارس كانت أشبه بالكتاتيب، من ذلك كتاب المعلم عيسى كتوعة وكان قرب الجامع العمري الكبير، ومنه انتقل الى كتاب الشيخ نعمان الحنبلي الذي عرف أيضا ً باسم المدرسة السورية وكان في محلة الخندق الغميق. انتقل بعده الى كتاب الشيخ مصطفى زهرة في منطقة زقاق البلاط.

وفي سنة 1920م التحق بمدرسة الحرج الابتدائية التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية وكانت أبرز المدارس الاسلامية الأهلية آنذاك. وظل في هذه المدرسة حتى في سنة 1923م.

وفي سنة 1924م توجه الى الجامع الأزهر الشريف في القاهرة برفقة الشيخ مختار وظل يتابع الدراسة في هذا الجامع حتى سنة 1935م.

وفي سنة 1936م عاد الشيخ عبد الله العلايلي الى مدينة بيروت وانصرف للوعظ والارشاد في الجامع العمري الكبير، وداوم على ذلك حوالي ثلاث سنوات. وكان في أثناء ذلك يطرح آراء حول قضايا اصلاحية في رسائل.

ولقد لفت الشيخ عبد الله نظر المؤسسات العربية ومجامع اللغة العربية التي رأت الافادة من علمه وفكره ونشاطه. ففي سنة 1952م انتدبته جامعة الدول العربية كمستشار عند طرح موضوع "الزكاة في الاسلام". وبدعوة من لجنة الثقافة التابعة للجامعة المذكورة برئاسة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عين الشيخ عبد الله العلايلي عضوا ً في اتحاد مجامع اللغة العربية الذي انعقد في دمشق.

وللشيخ عبد الله العلايلي العشرات من الكتب التي ألفها في موضوعات مختلفة، بعضها في فقه اللغة العربية، وبعضها في المعاجم اللغوية وأهمها المنجد العربي، وكتب أخرى تناول فيها شؤون المجتمع العربي اللبناني من خلال توجهاته الوطنية والسياسية.

ويمكن القول ان هذه الكتب يمكن أن تعتبر مكتبة قائمة بذاتها لتنوع مادتها وتعددها وكثرتها.

ومن أفضل ما شهد به العلماء المعاصرون على أهمية الشيخ عبد الله العلايلي وتأثيره في احياء اللغة العربية وتجديد حضورها في أمة العرب تلك الشهادة التي أثبتها رمزي البعلبكي عند كلامه على "النظرية اللغوية عند العلايلي" حيث قال:

"من منن الله على العربية أنه سبحانه وتعالى لا يفتأ يبعث من يحيي هذه اللغة الشريفة في نفوس أبنائها، وينهض بها لتستقيم في معترك البقاء على نقاوة في التشذيب ولدانة في التخير واندفاع في الوثب، ولا جديد في القول ان الشيخ العلايلي هو محيي العربية على رأس هذه المائة، فهو المقدمة وهو المرجع ومنه الفكر والنظر والاقتراح والبرهان".

كانت وفاة الشيخ عبد الله العلايلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في الرابع من شهر كانون الأول / ديسمبر سنة 1996م. ومن أبنائه الدكتور المهندس بلال العلايلي نقيب المهندسين في بيروت.

4- الشيخ محمد محمد جمعة الداعوق (رئيس المحاكم الشرعية العليا):

ولد في عام 1910. وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى، وخلالها توفي والده المرحوم محمد جمعة. وبعد قرابة عامين، لم تلبث والدته آمنة أن أسلمت الروح، وهي توصي شقيقتها الحاجة فاطمة بالاعتناء بطفلها الذي قست عليه الأيام وأطلقته الى الحياة، يتيم الأبوين، في ظروف الحرب الصعبة وما رافقها من صنوف المجاعات والمخاطر.

يعرف عنه المؤرخ الدكتور حسان حلاق، فيقول:

"كان العلامة الشيخ محمد الداعوق جريئا ً يعمل على اقرار الحق. وكما هو معلوم، فان (الداعوق) لغة، هو الرجل صاحب الوطأة القوية والشديدة والذي يغضب من أجل الحق.

نشأ يتلقى العلم المدني الأول في مدارس تلك الأيام، والعلم الديني الأولي على مشايخ زمانه، وعرفته مساجد بيروت في طليعة رواده ولم يترك مجتمعا ً دينيا ً الا دخله... وهناك تعرف الى علماء تلك الأيام، ومن بينهم رفيق عمره الشيخ مختار العلايلي، الذي كان يكبره سنا ً، فتلمس فيه خيرا ً كبيرا ً، وسهل له كثيرا ً من مصاعب السفر الى مصر.

وفي العام 1927، سافر الى الأزهر الشريف ورافقه في هذا الشيخ محمد الغزال (خالي)، والشيخ مختار العلايلي، والشيخ محمد عمر سوبرة، وتلقوا العلم في رحابه، وصولا ً الى نيلهم للشهادة العالمية. وأطلق عليه أساتذته وعلماء مصر الذين خالطهم لقب علامة بيروت. وهناك تلقى العلم على كبار علماء ذلك الزمان وفي طليعتهم العلامة المتبحر الفقيه محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية، والمحدث الكبير الشيخ محمد السمالوطي، والعالم العلامة الشيخ محمد الشنقيطي، والفقيه الصالح الشيخ يوسف المرجوي".

وقد ربطته علاقة نشاط مشترك دينيا ً وفكريا ً مع العلامة الشيخ محمد رشيد رضا، والعلامة الشيخ الجوهري، وأمير الشعراء أحمد شوقي، في كل ما يتعلق بالأمور الدينية والفقهية والفكرية عموما ً.

بعد تخرجه عام 1932، قضى في مصر سنة، ثم عاد أدراجه الى لبنان، وعمل أول ما عمل في التدريس، حيث درس الدين واللغة العربية في عدد من المدارس بينها مدارس جمعية المقاصد الاسلامية. كما درس الدين واللغة في أزهر لبنان. وكان من طلابه أدباء كبار تحولوا عن المشيخة الى حقل الأدب ومن بينهم: الدكتور سهيل ادريس، الدكتور حسن صعب، الأديب بهيج عثمان، الأديب رمضان لاوند، كما كان من تلاميذه كبار علماء بيروت ومن بينهم سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد ورئيسا المحاكم الشرعية السابقان سماحة الشيخين محمد المغربل وعبد الحفيظ سلام وفضيلة القاضي محيي الدين خالد.

كان المرحوم الشيخ محمد الداعوق، الى جانب ثقافته الدينية الواسعة، أستاذا ً كبيرا ً من أساتذة اللغة العربية.

وقد أوصى رحمه الله أفراد عائلته قبيل وفاته أن يكفن بقميص لشيخه الشيخ محمد أمين البغدادي وأن توضع على رأسه طاقية له. وقد احتفظ بهذا الأثر من أستاذه طوال خمسة وستين عاما ً، ولم يكن يعلم أحد أين كان يضعها، الى أن قاربته المنية، ونفذت وصيته بحذافيرها. ووفاء لأستاذه أطلق على ابنه البكر اسم محمد أمين زميل الدراسة منذ الطفولة وزميل المهنة وهو المحامي محمد أمين الداعوق، رئيس المركز الاسلامي ورئيس نادي النجمة الرياضي.

وفي سنة 1944، التحق الشيخ محمد الداعوق بالمحاكم الشرعية، متدرجا ً في ميادينها، وعين قاضيا ً لمدينة صيدا ومن ثم قاضيا ً لجبل لبنان (شحيم)، ومن ثم قاضيا ً للعاصمة بيروت.

وفي سنة 1966 أسندت اليه سدة رئاسة المحكمة الشرعية السنية العليا. وذكر عنه المرحوم الأستاذ أنور الخطيب: "انه كان طليعيا ً وجريئا ً بل وثوريا ً في أحكامه، وكان يأخذ من المواقف القضائية ما يؤكد على وحدة المسلمين في مذاهبهم المختلفة. وله أحكام في هذا النطاق كنت أدرسها لطلاب كلية الحقوق، كنموذج للأحكام المتينة والمتماسكة في هيكليتها الشكلية وفي مضمونها الشرعي والقانوني. ويذكر عنه أحد مريديه فضيلة الشيخ صلاح فخري أنه كان رحمه الله في رئاسة القضاء، كأنه شريح زمانه، وكان نزيها ً".

ويذكر عنه الحاج عبد الرحمن بكداش العدو في كتابه "أيام من الحياة" أنه قد أسس مع مجموعة من الشباب الوطني أيام الانتداب الفرنسي منظمة أطلق عليها اسم "منظمة الشباب الوطني" السرية، وكانت تصدر نشرات بأسماء مختلفة لتضليل الفرنسيين والايهام بأن هنالك عناصر أخرى كثيرة من المواطنين يناصبونهم العداء مع حلفائهم الانكليز. ومن هذه النشرات، نشرة "هيئة العلماء" التي كان يناصرها ويؤيدها في اصدارها آنذاك القاضي الكبير الشيخ محمد الداعوق.

وكان رحمه الله في أيام الانتداب تلك خطيب جامع البسطة، فكانت خطبه الوطنية النارية مدعاة تحرك وتحريك للمواطنين، كما كانت مدعاة تحرك وتحريك ضد سلطات الانتداب. وقد لوحق رحمه الله أكثر من مرة من قبل السلطات المحتلة.

يوم الجمعة في 6 تشرين الأول / أكتوبر 1995، شهد جامع الامام عبد الرحمن الأوزاعي، كما شهدت بيروت، يوما ً كبيرا ً من الوفاء والتقدير لرجل كبير من رجالات لبنان، حيث ووري الثرى في جبانة الأوزاعي.

وجاء في مذكرات السيدة اسعاف نور الله التي لم تنشر بعد ما حرفيته:

"كان لسماحة الأستاذ محمد الداعوق رئيس محكمة الاستئناف الشرعية السنية العليا السابق في بيروت أثر كبير محمود في توجيه الثورة الفلسطينية خاصة من جامع البسطة الفوقا في أواخر الثلاثينيات، كما كان له أثره في تعرفه الى فريق من شباب الثورة الفلسطينية وقادتها، والذين نالوا نعمة الاستشهاد خلال تلك الأيام التي تضافرت أثناءها أيدي المستعمرين على مطاردة "المجاهدين" البواسل كما هو حالهم في كل زمان ومكان. وفي رسالته الكريمة التي خص بها زوجي وهو "متخف مستكشف" يؤدي بعض الواجب الوطني، نلمس مدى تعاطفه مع الثائرين الفلسطينيين وشعوره السابق الصادق النبيل وايمانه القوى الذي زادته الأعوام متانة واشراقة نور على نور. جاء فيها:

رسالة سماحة الأستاذ محمد الداعوق الى عاطف نور الله

صوت تقي نقي وفي من البسطة الى أخوانهم المجاهدين دعاء الأبرار وعنفوان الثوار

بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على المرسلين

حضرة الأخ النبيل الموفق بعطف ونور من الله كان الله له

سلام عليك وبعد، فان شخصك الباسل الذي غاب من عيوننا فان روحك الفاضل حاضر في قلوبنا يرفرف بمعاني السمو في أقطار نفوسنا ونسلتهم منه معاني الاخلاص والاقدام والثبات. وان يكن من شيء نأسف له فانما هو غيبة شخصك عن الأنظار ولكن كما قال السيد الأعظم: واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. وكما قال شاعر حكيم عسى:

"فرج يأتي به الله انه له في خليقته كل يوم أمر"

أما نحن فاننا معكم بالقلب والشعور والدعاء وحبذا لو كنا نملك شيئا ً آخر نذلل به الصعاب ونزيل العقبات من طريقكم، ولكن يد الله خير من كل يد وأقوى، وهو وحده المسؤول أن يفتح لكم الأبواب ويسهل في وجوهكم الصعاب ويلبسكم من حفظه ورعايته وتوفيقه أسبغ الأثواب. هذا ولكم ولاخوانكم الأبرار مني خالص السلام والاحترام، ولأخينا الشهم الكريم عبد الرحمن خالص الشكر على ما سهل لي من الكتابة اليكم، وجزاه الله خيرا ً على عطفه ومروءته ومواقفه النبيلة من اخوانه الأبرار. هذا وأرجو ألا تنساني واخوانك من جميل الدعاء ودوام المحبة في الله، ودم لأخيك.

محمد الداعوق"

أما ذلك الشهم الكريم عبد الرحمن الذي جاء ذكره في رسالة الأستاذ الداعوق فهو السيد عبد الرحمن علوان ( أبو خالد) من الأبطال البيروتيين القدامى وشبابها الأشاوس الذين ضرب بهم المثل في مساندة الثورة الفلسطينية وتزويدنا بالسلاح والكفاح بالاضافة الى أنه فتح لنا قلبه ومنزله (عرينا ً) بين آلة وأشقائه. أنزله الله تعالى فسيح جناته وطيب ثراه." (انتهى الاقتباس)

ومن العلماء أيضا ً:

5- الشيخ بدون عمامة محمد طاهر اللادقي،
6- الشيخ عبد الله العريس، كان المرشح الوحيد بوجه المرشح المفتي الشيخ حسن خالد يوم انتخابه مفتيا ً للجمهورية في الستينيات.
7- الشيخ أحمد العجوز،
8- الشيخ محمد علي الأنسي،
9- الشيخ عبد الباسط الأنسي (نقيب الأشراف)،
10- الشيخ عمر الأنسي،
11- الشيخ محمد محيي الدين الغزال.

الشيخ محمد الغزال وجه مقاصدي بارز، وواحد من قادة التربية والعمل الاسلامي، ولد في بيروت عام 1910، ونشأ في بيت وطني ملتزم، يؤمن بالعلم والفضيلة، ويعمل على تعزيز شأن المسلمين، وتعميق الروح الوطنية والعربية.

تلقى علومه الابتدائية في مدرسة البنين الأولى – الحرج. وتابع دراسته في مجال الدراسات الاسلامية في الجامع الأزهر الشريف حيث نال الشهادة الأزهرية العالمية من مجلس الأزهر الأعلى عام 1350ه، ليخرج الى ميدان العمل والدعوة ملتزما ً قواعد الدين الحنيف عاملا ً في خدمة الوطن والمجتمع، بتقوى الله وحب الخير للناس جميعا ً.

في المقاصد:

- بتاريخ 10/10/1932، دخل سلك التعليم في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، واختار هذه المهنة طريقا ً الى اعداد الأجيال وخدمة الوطن. وقد رافق مراحل التعليم في بيروت وفي مدارس القرى التابعة لجمعية المقاصد، وأدى قسطا ً كريما ً في التوجيه والارشاد كمدرس ومرب ومدير ومفتش في المدارس المذكورة.

- وفي عام 1942 انتدب للعمل في الكلية الشرعية لمدن سنتين عاد بعدها الى متابعة العمل في مدارس المقاصد منذ عام 1944، وخاصة في مدرسة عمر بن الخطاب وعثمان ذي النورين.

- في عام 1953 عين مديرا ً لمدرسة عثمان ذي النورين التي بقي فيها بهذه الصفة حتى عام 1966 حيث نقل الى العمل في مديرية التعليم في الجمعية.
- وفي سنة 1967 تولى مهمة التفتيش والتوجيه في مدارس المقاصد لتعليم التربية الدينية، وكان من أبرز مقترحاته اقامة دورات لتعليم القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، واقترح على الجمعية تعيين المرحوم الشيخ حسن دمشقية، شيخ القراء معلما ً في هذه الدورات.

- تولى التدريس في مركز اعداد المعلمين، في الأعوام 66-67-68، كما تولى التدريس في معهد التمريض منذ عام 1982 حتى عام 1987.

وقبل احالته على التقاعد في 30/9/1974، لبلوغه السن القانونية، اقترح على المعنيين في الجمعية فتح دورة مسائية لتعليم العلوم الدينية لأبناء المسلمين في المدارس الأجنبية. وفي العام ذاته وبعد احالته على التقاعد قررت جمعية المقاصد التعاقد معه للعمل في مدارسها والاشراف على تعليم مادة التربية الاسلامية والقيام بمهمة موجه للمراكز الدينية للتلاميذ غير المقاصديين، حيث بقي في العمل حتى 30/9/1982، وقد كان خلال المدة المنصرمة يعلم كذلك في مركز اعداد المعلمين المقاصدي.

- وفي عام 1982 ذاته، رأت جمعية المقاصد أهمية استمرار عمله في متابعة رسالته التربوية الاسلامية والافادة من خبرته الطويلة وعمله الواسع، فكلفته مجددا ً بادارة مراكز تعليم القرآن الكريم والفقه الاسلامي والاشراف على تنفيذ برامجها، كما كلفته متابعة الاشراف على تعليم تلاوة القرآن الكريم ومادة التربية الاسلامية في مدارسها الابتدائية ودراسة أوضاع هذه المدارس التي بقي يؤدي واجبه فيها حتى عام 1991.

- وفي مجال التأليف له اسهام مشكور في سلسلة كتب المبادىء الاسلامية التي أصدرتها جمعية المقاصد، وقد تم لاحقا ً تكليفه بتنقيح وتعديل هذه الكتب. وقد قام بمهمته على أكمل وجه. ومن مؤلفاته، بالاشتراك مع الشيخ أحمد العجوز، كتاب "النهج الجديد في فن التجويد"، وله كذلك كتاب "مناسك الحج".
Sun Apr 28, 2013 8:04 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits