Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Youssef Habchi el Achkar

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Youssef Habchi el Achkar
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Youssef Habchi el Achkar Reply with quote
يوسف حبشي الأشقر، رواياته كأسٌ تُشرَب وكأسٌ تُصَبّ
بقلم : الدكتور جورج شبلي


إذا كانت الطبيعة منتزهات العيون، فالرواية منتزهات القلوب، لأنها مدخل من مداخل الناس لإرواء عطش التشوّق الى البهجة. وفي الرواية، حيث تكرّ سبحة الأحداث والأحاديث، يعيش الإنسان موزّعاً بين واقع حقيقي مليء بالمتناقضات، وواقع إفتراضي يحلم به. ويخطئ مَن يحسب أنّ في هذا التوزّع ضياعاً، لأنّ الإندماج في الرواية تمرّد على الضّياع، يحثّ الإنسان على التّصالح مع نفسه.

يوسف حبشي الأشقر مفطور على الرواية، وهي معه " الأرض القديمة" وشطر من زمن التّهذيب، لذلك لم تقطع أمراً من دونه. لقد ردّت الرواية ليوسف حبشي تحيّته ودار بينهما كلام منمّق، فطابت نفسها به وصار لها من أكرم الناس عِشرة، فهي معه تمتّعت بالشّبع، لأنه تكفّل بتدبير أعوازها فلم تعد جائعة إلاّ إليه. والأشقر لم يستظهر كغيره ما حوله ليصنع منه مادةً يصوغ منها رواياته، بل فتح على الرواية آفاقاً جديدة بما فيها من دقائق وجزئيّات، تحوّلت معه مجموعة من الإشعاعات الفنية والتأمّلات العقلية والنفسية. لقد حوّل الأشقر ما هو حيّ الى رواية، وتيّار التّحويل هذا لا يستطيع النهوض به إلاّ الروائيّ الفنّان الذي أوتي حظاً واسعاً من التأمل الدقيق في حياة الناس، أوليس هو مَن قال إنّ كلّ ما يمتزج بحياة الناس صالح للتعبير، وكلّ شيء فيه رواية إذا كان فينا حياة.

التصوّر عند الأشقر هو أساس بناء الرواية، فمِن "الظلّ والصدى" نَسج الحُلل التي أضفاها على مشاهد العيان ومأثور الشعور. وهذه المَحاسن لن تهزّنا إليها إذا لم يزيّنها لنا الحسّ الناشط والخيال المتوفّر، فبهما استطاع الأشقر أن يستمدّ من المرئيات والمشاهدات مجاميع من الأصداء انسكبت في نفسه فحوّلها قلمه فنّاً. هذه المرئيات كان بيننا وبينها حواجز، فما إن مسّتها يد الأشقر حتى بُثَّت بها حياة، وانقشعت البُقع عن إبصارنا إيّاها، وذُهلنا لأنه كم مررنا بها ولم نفكّر في أن تكون موضوعاً لعمل أدبي. لكنّ الأشقر الجامح الجرأة بلا تكليف، وهو يقفِّز خياله التصويري، أخرج من خيوط ذهنه وتراً جديداً أضافه الى قيثارة الرواية الفنية.

في رواية الأشقر قلق المشتاق للوصول الى ما بعد الرواية لمعاينة ما وراءها من أسرار الإبداع، وكيف أخذَ الروائيّ رقابَ الأمور بيديه، وجمعت مقدرته اللاقطة الّلفتاتِ من حول ما يصوّره ويحيله قصّة. فرواياته لا تلوح عليها علامات الصّنع فسقطت عنها تهمة الإختلاق، إذ ضالته قصة تتهادى في جسم خصب رشيق، يخفق وسطها الفنّ خفقاناً يهزّ إحساساتنا ويؤثّر عميقاً في مشاعرنا. لقد التقى الأشقر بالرواية ومادتُها لمّا تزل رخوة، فتلقّفها بدقيق حسّه ورقيق بيانه ورونق أسلوبه، لكنّه لم يعلن أبداً أنّه المُنشِئ الأول لفنّ الرواية، وإنّما حاكى الحياة التي هي كلّ يوم في شأن، وبلا ضوضاء. وكان الروائيّ النجّاح الذي لم يخُنْ صور الواقع، بل أمتع النفوس والقلوب والأذواق بجوّ الحياة المشبَع بمزيج من الشك واليقين، والهدى والضلال، والغيّ والرّشد، بأسلوب أربعينيّ ناضج.

لقد كالوا لرواياته بعض الخطايا، ولكن أيّ عمل فنيّ سلم سلامة مطلقة من العيوب، فكثيراً ما كان الرأي هنا ألاعيبَ لفظية أو خدعة بإمكانها أن تُنبِط الماء من الحجارة. لكنّ الأشقر، الذي أساءت إليه ظنون بعض النُسّاخ، والجارُ يُستَعدى على الجوع، لم يُنتج تحفاً إلاّ بعد أن ذاق "طعم الرماد"، ولم يحصد إعجاباً إلاّ بعد كَلَفٍ بتقديم صور لم نكتشف من حسنها سوى القليل. وبالرغم من أنّ طباع الناس تحبّ الإنتقال من معهود الى مستَجدّ، لأنّ ما يُنتَقَل إليه أشهى، فانّ هذا الجذب خلف طريقة أفسحت للأشقر ليكون بين العارفين بأهواء النفوس، لهو برهان على أنّ القرّاء لم يُحرموا بعد من القصص الشائق التي تحتاج إليه العقول المكدودة.

عندما سادت الرواية الوعظيّة وما أُخِذ عليها من كثرة الإملاء، ما حوّل الرواية شهيدة، ربّما كان الأشقر "آخر القدماء " في إضفاء النّضارة على القصّة بتقديمه لها كرعة نبيذ. فهو لم يُلقِ فوقها لون العاشق المريض بالجفون ليغرق في طبقات الأخيلة، كما أنه لم يحشر قلمه في عدسة آلة جوفاء مسلوبة الإنفعال بين لقطة ولقطة، لكنّ ثوب رواياته كان ملتقى الواقعيّة بالإبتكار، فهي سمعت له طائعة بدون احتراس، وهو لم يتوهّم أبداً بأنّ ما تحت عينيه جدّ صراح. من هنا، أبرأ الأشقر ذمّته عند مَن يريد الأقاصيص صورة ناطقة لحياة الأشخاص وما يحيط بها من مختلف الظروف، وعند مَن يُفتَنون بمذاقات الإبداع الغلاّب حيث يظفر الفرّ الى الفوق الخلاّق، بالرغم من وعي لاوعيهم بأنّه " لا تنبت جذور في السماء ". يوسف حبشي الأشقر ليس يكبر عليه أن يكون روائياً بارعاً، فشهرته في كنف القصة لم تكن جيباً مرقوعاً. إنّ رواياته دينار منقوش، ورزقة للفنّ قبّل رجليها يوم دخلت عليه، فهي في مجلسه كأس تُشرَب وكأس تُصَبّ.
Sun Jan 11, 2015 5:14 pm View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits