Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
The History of Maronites

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
The History of Maronites
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post The History of Maronites Reply with quote
مقتطف من تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري للأب بطرس ضو

الفصل الأول - الكنائس المكرسة للسيدة العذراء بوجه عام

1- كنيسة السيدة - اسمر جبيل: الابرشية البطريركية - محافظة الشمال - قضاء البترون.


الهندسة: سوق واحدة السقف عقد قصبة بدون أعمدة أو ركائز - قدس الأقداس أي موقع المذبح عقد رومي غير مروس - يزين حنيته اطار نافر في وسطها ونجمة في الوسط ونافذتان مستطيلتان مربعتا الزوايا - قنطرة الحنية مستديرة ذات قفل - الحنية بارزة في الخارج.

أمام المدخل رواق مستدير عقد القناطر - في القسم من حائط الكنيسة المرتفع فوق الرواق نافذة بشكل صليب. في الرواق قطعة عمود بارزة وحجر بارز.

الزاوية الغربية الجنوبية ضخمة الحجارة وبعض هذه الحجارة من النوع "المبوز".

الحائط الشمالي فيه حجارة نافرة بارزة خارج صفيحة الحائط. وفي زاويته الغربية حجر ضخم طوله نحو ثلاثة أمتار وهو مصقول وله برواز وقسم منه نافر وفيه حفرت صلبان.

يتضح من نوع البناء ذي القواضب البارزة خارج صفيحة الحائط انه ماروني الأصل والصنع. الحنية مجوفة في الداخل وبارزة في الخارج. والحنية والقواضب البارزة من خصائص البناء الوطني السرياني الماروني.

أنظر الصور العادية1، 2، 3، ،4،5،6،7،8،9،10،

2- كنيسة السيدة - آسيا: محافظة الشمال - قضاء البترون

كنيسة قديمة العهد - حالة البناء سليمة - السقف عقد قصبة - طول البناء ثمانية أمتار، عرضه ستة أمتار وعلوه سبعة.

تقع الكنيسة في البرية خارج البلدة في "محلة السيدة".

3- السيدة - أفقا: في أفقا، محافظة جبل لبنان - قضاء جبيل - بالقرب من نبع أفقا المشهور. جاء عنها في التاريخ الأزمنة للدويهي: "سنة 1482 - بالقرب من المنيطرة على نهر ابراهيم بأرض أفقا كان الوثنيون قديما ً بنوا هيكلا ً للأصنام واليه كانوا يصعدون لقضاء الصيف وارتكاب كل فاحشة. يخبر أوسابيوس أسقف قيسارية فلسطين (265-340م) ان قسطنطين الملك الكبير (270-337م) أمر بهدمه وأقام برجا ً متينا ً على اسم السيدة ليمنعهم عن فعلهم الردى". أنظر الصور العادية 11،12،13،14،15.

4- كنيسة السيدة، في أنطلياس كرسي مطرانية قبرص

5- السيدة في اهدن أو سيدة الحارة.

كنيسة قديمة العهد بنيت سنة 1512 صغيرة الحجم معقودة بالحجارة موقعها في أطراف حي اهدن السفلي للجهة الجنوبية من البلدة ذات باب واحد لجهة الغرب ونافذة صغيرة لجهة الجنوب مذبحها قديم البناء يقوم تحت دائرة معقودة وقد اشتهرت هذه الكنيسة بعجائبها العديدة يلجأ اليها الاهدنيون وكثيرا ً ما تستجيب توسلاتهم، حول هذه الكنيسة توجد مدافن اهدن القديمة وكان لهذه الكنيسة أوقاف خاصة بها استلم ادارتها الكرميون مدة: القس موسى كرم ثم ولده حنا كرم سنة 1770 والخواجة الياس كرم سنة 1818. كما جاء ذلك في تاريخ اهدن للأستاذ خازن. (الجزء 2، ص361).

يقول البطريرك اسطفان الدويهي في تاريخ الأزمنة ما يلي: في سنة 1512 اجتمعوا أهل هدن ووضعوا أساس كنيسة السيدة التي في الحارة السفلية وكانت الكلفة أكثرها على بيت معوض وزوجة المقدم الياس عساف من بيت البها بنت قاضي طرابلس وهبت ماية قرش في عمارها - ص 382. (الأصول التاريخية، الجزء3، ص97).

رسامة جرجس عبيد القسحنا كاهنا ً على سيدة الحارة اهدن سنة 1683 ثم رقاه الدويهي مطرانا ً سنة 1690:

سنة 1670 وصل الى المدرسة المارونية في روما جرجس ابن سركيس عبيد القسحنا الاهدني ورجع الى لبنان سنة 1683، رسمه البطريرك الدويهي كاهنا ً على مذبح سيدة الحارة في 7 من تشرين الثاني ولما توفي المطران بولس الدويهي رقاه علامتنا مطرانا ً على اهدن سنة 1690 ومن مآثره انه عمر أقبية ومساكن داخل قلعة زغرتا لسكن الرهبان ولتعليم الأولاد ثم دخل الرهبنة اليسوعية في 7 كانون الأول 1724 وتوفي في رومة سنة 1755 وقد مدحه آباء المجمع اللبناني... (مجلة المنارة 1935، ص 808).

صك لسيدة الحارة اهدن سنة 1818 مصادقة مطران اهدن والوكيل الياس كرم: هو انه قد حضر قدام الشهود المدونة أسمائهم موسى ابن بطرس معوض من قرية اهدن وباع الى حافظ هذا السند الشرعي الخواجا الياس كرم وقد اشترى بالوكالة الشرعية عن وقف سيدة الحارة كامل توتاته جيرة العقيبة المعلومين الحدود والجهات عند كل منهم شرقا ً الخوري انطونيوس طيون غربا ً ملك الوقف المذكور. قبلتا ً ملك أخيه شمالا ً ملك حنا ديب بمبلغ قدره وبيانه من الغروش الأسدية معاملة 125 غرشا ً مقبوضة في الحضرة والمعاينة وذلك بيعا ً صحيحا ً شرعيا ً خاليا ً من الموانع الشرعية في 18 آب 1818.

شهود الحال: محرره الشدياق أنطونيوس معوض - يوسف الجعيتاني - بولس المكاري - مطانيوس فرنجية - الخوري يوسف معوض.

حضر قدامنا موسى ولد معوض وقرر رضاه في هذا البيع الى سيدة الحارة في قرية اهدن كما حرر أعلاه. الحقير المطران اسطفان الدويهي

كتاب صلوات الى سيدة الحارة في اهدن سنة 1823:

جاء في آخره العبارة الآتية: قد انتهى هذا الكتاب المبارك (الحسايات) عن يد الخاطي الحقير الشدياق أنطونيوس يمين من قرية اهدن وأنا أسأل كل من نظر الى هذه الأحرف لا يلوم حقارتي لأنه ليس معلم بل متعلم والكمال لله وحده وهو وقف مؤبد الى كنيسة سيدة الحارة وذلك سنة 1823.

6- السيدة في دير مار سركيس رأس النهر في اهدن: كنيسة دير مار سركيس رأس النهر في اهدن مزدوجة سوق منها على اسم السيدة وسوق على اسم مار سركيس. هذا ما يتضح من كلام الدويهي: "في سنة 1550 عندما قضى أجله مطران اهدن قورياقوس انتدب عوضه الراهب أنطون الحصروني ابن الحاج فرحات.. وعندما قدم السلطان سليمان الى مدينة حلب حضر عليه مع جملة المشتكية الذين ساروا من مدينة طرابلس. فأنعم عليهم بخمس مراسيم سلطانية، ومن جملتها ان غلال الزيتون ينقسم تحت أمه على البساط، وان لا أحد يعارض النصارى في دينهم ولا في زواجهم وأن تترمرم الكنائس. وتسجلت هذه الأمور في طرابلس في زمان حسن بك.

ويقال ان بعد عودته عمر سوق السيدة الذي في كنيسة رأس النهر في اهدن"

والبطريرك الدويهي سام كهنة لكنيسة السيدة بدير رأس النهر باهدن: "سنة 1695 في عيد الرسل 29 من حزيران انتخب الشماس الياس ابن جرجس الهدناني من بيت الحاج حنا قسيسا ً على كنيسة السيدة بدير رأس النهر باهدن. وبذات التاريخ سيم كاهنا ً الشماس جبرايل بن توما ابن الحواء على كنيسة السيدة بدير مار سركيس سنة 1695".

ويوضح الدويهي في وصفه بناء دير مار سركيس انه يحتوي على كنيستين: "انه لما كان تاريخ سنة 1690 في التشارين كان تجديد مجلس دير مار سركيس رأس النهر وذلك ان العمارة القديمة كانت على قناطر في الطابق السفلي والعلوي بعدما تزعزعت رممها ابن عمنا المطران بولس المرحوم مرتين. وبعد منه سكن في الدير ابن أخينا الخوري مخايل ورمم قناطره في زمانه. ثم بعد مدة من الزمان القناطر رفست الحائط الغربي وانشق السقف وثبت مدة لا أحد يسكنه ولا يجرف عنه الثلج ولا يحدله حتى دثرت كل موجوداته وأثاثه. فوضعنا يدنا عليه وعزلنا القناطر كلها وأقمنا حائطا ً متينا ً في الوسط وعمرنا قبوين في السوق الجواني قدام كل كنيسة قبوة وفوق منهما قلالي للسكن والسوق البراني على خشب وأقمنا الحائط من الغرب فصاعدا ً وكان المعلمين من رشميا والمتوكل عليهم ولدنا جرجس البناء الماروني أصله من أميون في الكورة ودورنا طاحونة الدير وكل دايرته وأرجعناه الى ما كان أولا ً"... هذه المعلومات دونها الدويهي على كتاب قديم وبالكرشوني.

7- السيدة العذراء - أيطو: محافظة الشمال - قضاء زغرتا.

8- السيدة - ايلات: محافظة الشمال - قضاء عكار.

9- السيدة - باب مارع: محافظة البقاع، قضاء البقاع الغربي.

البناء قديم ولكنه جدد حوالى السنة 1935 - طول البناء 12 مترا ً، عرضه سبعة أمتار وعلوه أربعة أمتار.

يبتدىء سجل العماد في السنة 1903 وسجل الزواج في 1905، والتثبيت في 1922، والوفيات في 1933. وتوجد ضمن خراج البلدة آثار قلاع قديمة متهدمة كليا ً.

10- السيدة - بان: محافظة الشمال - قضاء بشري.

11- السيدة - بحبوش: محافظة الشمال - قضاء الكورة.

12- السيدة بدادون: محافظة جبل لبنان - قضاء عاليه
زرت هذه الكنيسة في 19 أيلول 1973. (أنظر الصور العادية 1 صفحة 318). وانقل هنا نبذة عن هذه الكنيسة وضعها أهالي بداودون: ان فقدان المستندات التاريخية يجعل تاريخ بدادون في الحقبة السابقة للقرن الخامس عشر غامضا ً بل مجهولا ً. كان النظام السياسي في تلك الحقبة اقطاعيا ً فوضويا ً. كان الأقوياء يتمركزون على الأراضي ويمتلكونها بوضع اليد.

خلال القرن الخامس عشر:

وضعت عائلة تلحوق الاقطاعية اليد على بدادون وحومال وكانت هذه العائلة تتألف من المشايخ الكبار والمشايخ الصغار، فاستوطن الكبار بدادون والصغار حومال. اقتسمت العائلة أراضي القريتين ووزعت مياه نبع بدادون عليها بواسطة نظام معقد يسمى (العدان) وهذا النظام لا يزال معمولا ً به لتاريخ اليوم، ولا تزال العدادين تحمل حتى اليوم أسماء الاقطاعيين الذين كانوا يتقاسمونها.

خلال القرن السادس عشر:

وسع التلاحقة نطاق اقاطعهم بحيث أصبح يشمل عدة قرى مجاورة. وفي أواخر القرن السادس عشر قدم بعض رجال الاقطاع من عائلة أبي نجم من عيتات - قرب سوق الغرب الى بدادون وحومال وتحالفوا مع التلاحقة في هاتين القريتين. سلم التلاحقة أراضيهم في بدادون وحومال الى شركاء دروز وذهبوا وسكنوا مع حلفائهم في عيتات.

في القرن السابع عشر:

كانت الاقطاعيات تشكل وحدات ادارية وقانونية وسياسية مستقلة. فاذا اقترف شخص جريمة في اقطاع وهرب الى اقطاع آخر يصبح في مأمن من الملاحقة والثأر. هذا النظام سهل لكثير من الموارنة في الشمال أن يلجأوا الى الشوف. فسكان بدادون والقرى المجاورة لها أموا هذه القرى لأسباب متشابهة وفقا ً للتسلسل التالي بيانه:

حوالي سنة 1616 قام شخصان نسبيان من عائلة مرعب وعائلة أبي خليل بقتل أحد أبناء ميروبا كسروان ولجأ الى مشايخ بني تلحوق في عيتات ووضعا نفسيهما تحت تصرفهم: سلمهما التلاحقة عودة في بليبل واعتبروهما شريكين لقاء حصص متدنية جدا ً عن التي يأخذها الشركاء الدروز في بدادون وحومال وبليبل. وهكذا يتم أول اتصال بين الموارنة ومشايخ بني تلحوق الدروز في منطقة ساحل عاليه.

على أثر موت الأمير فخر الدين الثاني في سنة 1635 انتشرت الفوضى والاضطرابات في اقطاعات جبة بشراي والبترون وجبيل لأن آل الخازن أنصار فخر الدين فقدوا سيطرتهم على هذه الاقطاعات وحل محلهم فيها آل سيفا الذين اضطهدوا أنصار آل الخازن. فهذه المشاكل أحدثت هجرة كثيفة للسكان باتجاه الشوف وخاصة منطقة عاليه. وحوالي سنة 1634 غادر أحد أفراد عائلة بني ضو قرية شننعير في كسروان وجاء يضع نفسه في خدمة بني تلحوق فسلموه عودة في حومال.

وفي 1655 انتقل عدد من عائلة الفغالي من فغال في جبيل الى وادي شحرور حيث سكنوا بصفة شركاء عند الشهابيين. وفي سنة 1665 انتقل قسم منهم الى بدادون على أثر خلاف مع الشهابيين.
وفي 1636 جاء اخوان من عائلة عون من جبة بشراي الى معلقة الدامور. وفي 1711 عين التلاحقة البدوي عون (خولة) على أرزاقهم في بددون تقديرا ً لبني عون لقاء أمانتهم واخلاصهم.

وفي 1675 غادر حصارات في جبيل عدة اخوة من عائلة الحويك مع أولادهم على أثر قتلهم احد الأشخاص ولجأوا الى بني تلحوق فسلموهم عودة في بدادون.

حل آل الحويك محل آخر شريك في بدادون. ومنذ ذلك التاريخ أصبح سكان حومال وبدادون وبليبل من الموارنة دون غيرهم، وذلك بعد فترة انتقالية امتزج فيها الموارنة بالدروز في هذه القرى نفسها بين 1616- 1675. وخلال هذه المدة كان التلاحقة يبدلون الدروز بالموارنة في هذه القرى وتفسير هذه الظاهرة التي تبدو لأول وهلة انها غير معقولة يتم على الشكل التالي:

أ- وضع المشايخ التلاحقة: يستمد الاقطاعيون قوتهم وسلطتهم من أمير البلاد ولا يحتاجون الى أية قاعدة شعبية لبقائهم في السلطة السياسية. ويدفع أمير البلاد جزية سنوية الى السلطان العثماني، كما يقوم بتجهيز قوة عسكرية مهمة. فعلى الاقطاعيين تقع مسؤولية تغذية خزينة الأمير حتى يستطيع تغطية نفقاته.

فيكون من الطبيعي اذن أن يقوي الأمير الاقطاعي الذي يدفع له أكثر من الآخرين. فلكي يحافظ التلاحقة على اقطاعهم ولكي يقووا مركزهم عند الأمير أصبحوا بحاجة الى موارد اقتصادية متزايدة حتى يدفعوا الى الأمير. فالشركاء هم الذين سوف يتحملون أعباء هذه النفقات المتزايدة.

ب- وضع الشركاء: كان الشركاء الموارنة هاربين من الجور والظلم والثأر والموت وهم يفتشون عن ملجأ بأي ثمن. فبينما كان الشريك الدرزي يتسلم الأرض على أساس الربع. ان ذلك يعني بالنسبة للمشايخ الدروز مضاعفة دخلهم وأرباحهم وكان هذا كل ما يطلبونه لكي يعملوا على تقوية اقطاعهم. وهكذا أصبح هذا الفرق غير الطبيعي يعني ان وجود الماروني في الاقطاع الدرزي يشكل قوة بالنسبة اللاقطاعي الدرزي. بينما وجود الشريك الدرزي خسارة لهذا الأخير.

ج- العلاقات الطائفية: لم يكن وجود الموارنة مع الدروز في القرى نفسها طوال الفترة الانتقالية التي دامت من 1616- 1675 يمنع الشركاء الموارنة من ممارسة واجباتهم الدينية وذلك دون وجود كنيسة في القرية. كان قسم الأهالي المؤمنين المتدينين يضطرون الى الذهاب الى قرى كسروان لكي يشاركوا في الاحتفالات الدينية أيام الآحاد والأعياد وكانوا يتركون حقولهم ايام السبت صباحا ً لكي يذهبوا الى قراهم الأصلية في كسروان وجبيل لسماع القداس بين أهلهم وأقاربهم هذا ليعودوا ايام الاثنين مساء. كان هذا الذهاب يضيع ثلاثة أيام عمل في الأسبوع فيتأثر الانتاج في الحقول وتخف بالتالي حصة الاقطاعي في آخر الموسم.

ولما كان الاقطاعيون يتمسكون بحصص أكبر من أجل تدعيم موقفهم السياسي قاموا بمعالجة هذا الهدر ببادرة عطف طائفي حيث انهم وهبوا الشركاء الموارنة قطعة أرض في بدادون حوالي سنة 1675 لكي يبنوا عليها كنيسة لهم ويوفروا عناء الذهاب الى قراهم الأصلية من أجل ممارسة الطقوس الدينية.

هكذا رأت كنيسة السيدة في بدادون النور على أرض بدادون وكانت في البداية تدعى (بالأنبوب) نظرا ً لشكلها المستدير (عقد) والمستطيل والضيق. تجدر الاشارة هنا ان جو عدم اثقة والتفاهم بين الشركاء الموارنة والمشايخ الدروز بقي قائما ً وعلى هذا الأساس بني باب الكنيسة منخفضا ً كيلا يستطيع الاقطاعي دخول الكنيسة وهو ممتط صهوة حصانه حتى لا يدنس أقداس بيت الله.
د- أوضاع أجدادنا الاقتصادية والاجتماعية: كان أجدادنا يعيشون من الزراعة - كانت وحدة الاستغلال الزراعي (العودة) مؤلفة من جنينة تزرع فيها أشجار التوت وبعض الأشجار المثمرة والخضار وغالبا ً ما كان يتبعها بالقرب منها أو في المنطقة التي تعلو نبع بدادون بستان من الزيتون واللوز. أما بيت الشريك فكان يتالف من غرفة مربعة كبيرة يتوسطها عامود من حجر لكي يسند السقف.

لم يكد عدد العودات في قرى بدادون وحومال وبليبل يتجاوز الثلاثين عودة وكان مجموع سكان هذه القرى لا يزيد 150 شخصا ً على أكثر تعديل.

كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشركاء آنذاك تتسم بسيطرة الاقطاعي المطلقة. فكان هذا الأخير محبوبا ً ومخيفا ً في الوقت نفسه. فالشركاء يحبون التلاحقة لأنهم عطفوا عليهم واستقبلوهم في اقطاعهم ويخشون بطشهم لكثرة ما كانوا يلاقونه من الأهوال في معاملتهم.

ه- الحياة الدينية: لم يكن باستطاعة الأهالي دفع نفقات الكهنة في بداية الحقبة التاريخية لوجود الموارنة في بدادون وجوارها. فكان خدام الرعية يتركونها الواحد تلو الآخر. ان أول كاهن أتى واستوطن بدادون هو من عائلة مبارك. جاء الى بدادون وسكنها مع أهل بيته سنة 1700 وتعاون أهالي بدادون وحومال وبليبل ووادي شحرور العليا وبسابا لدفع نفقاته لكي يخدم كنيسة السيدة التي كانت الكنيسة الوحيدة المتوفرة للقرى الخمس. فكان كل بيت يقدم حملا ً من ورق التوت للكاهن في السنة كي يؤمن بواسطته معيشته.

ان أول ذكر نعرفه لكنيسة السيدة في التاريخ المكتوب هو في المجمع اللبناني السرياني الماروني المنعقد سنة 1736 في سيدة اللويزة حيث جاء بين أسماء الحاضرين "موسى الحلبي خادم كنيسة سيدة بدادون ابرشية بيروت". كان الكاهن هو الشخص الوحيد تقريبا ً الذي كان يهتم بتعليم النشىء بالاضافة الى تعليم المبادىء المسيحية. وكان التلاحقة يختارون معلمين لأولادهم من بين المتفوقين من أبناء رعية سيدة بدادون.

و - المرحلة الانتقالية بين 1840- 1864: بدأ بعض التجار المسيحيين يهجرون بيروت في أول القرن التاسع عشر وينقلون تجارتهم الى الضواحي الواقعة في منطقة جبل لبنان. وكان بنو فياض وهم من الروم الأرثوذكس من بين هؤلاء فجاؤوا واستوطنوا قرية حومال وأقاموا فيها صناعة الحرير وسوقا ً تجارية كبيرة يؤمها المتبضعون من أنحاء الجبل كافة. بدأ آل فياض يشترون الأراضي من الاقطاعيين وكان هؤلاء قد دخلوا مرحلة بداية النهاية. لأن سلطان الاقطاعيين بات ضعيفا ً. حاول آل فياض أن يحلوا محل الاقطاعيين التلاحقة وأن بنفردوا بشراء الأراضي ويتقاسموها من أجل ذلك مع التلاحقة، ولكن الأمور سارت بعض الشيء ضد رغبتهم هذه لأن قسما ً من الشركاء استطاعوا شراء الأرض التي كانوا يقيمون فيها ويشغلونها.

سادت هذه المرحلة الانتقالية فترة من الريبة والشك وسادت شائعات تفيد ان الاقطاعيين سوف يستردون الأرض التي باعوها للشركاء ولآل فياض بقوة السلاح والبطش. ولكن ما ان أتت سنة 1864 حتى ألغي حكم الاقطاع وحل محله حكم المتصرفية التي ضمنت لأصحاب الأرض حقهم فيها الى الأبد.

وبذلك طلع فجر جديد على الموارنة من أبناء قرى ساحل عاليه وشعروا انهم تحرروا وأصبحوا أسيادا ً بعد تاريخ قاس من الشقاء والعبودية.
ز- سيدة بدادون خميرة الكنائس في المنطقة: دشن أهالي بدادون العهد الجديد بترميم شامل لكنيستهم سنة 1870 فأصبح هذا التاريخ بداية عهد جديد بين أهالي بدادون وبين أم الله التي كانت لهم العون الدائم في المحن والشدائد. وعند ذلك التاريخ انطلق أهالي القرى الخمس ليبنوا كنائس لهم وفي بدادون نفسها بنى الأهالي ثلاث كنائس اضافية. لقد بات من الواضح تعلق سكان بدادون والقرى المجاورة بأم الله مريم، وظلوا يطلبون شفاعتها ومعونتها في الشدائد والمحن: يا سيدة بدادون كوني عونينا...يا سيدة بدادون خلصينا. تلك هي الطلبات الحارة ترتسم على كل شفة في كل لحظة، ساعة حلول الويلات والنوازل وقد جرت عجائب ومعجزات كثيرة تحققت بقوة السيدة في بدادون ومعونتها ما زال الأهلون يذكرونها ويتناقلون روايتها الى أولادهم وأحفادهم.

الكهنة الذين تعاقبوا على خدمة كنيسة السيدة - بدادون

الخوري أنطون الخوري مبارك، الخوري يوسف أبو واكد الفغالي، الخوري بولس الحويك، الخوري بطرس مرعب، القس عمانوئيل الرشماوي، القس فرنسيس لطيف، الخوري جبرائيل الشبطيني، الخوري بطرس ديب، الخوري حنا صليبا، الخوري بولس فضول، الخوري جرجس سعد.

الكهنة الذين ولدوا في بدادون

الخوارسقف بطرس مبارك، الخوري بولس الحويك، الخوري لويس فغالي، الخوري الياس الفغالي.

13- السيدة - البرامية: محافظة الجنوب - قضاء صيدا طول البناء ستة عشر مترا ً، عرضه ثمانية أمتار، علوه أثنا عشر مترا ً، السقف عقد. فيها صورة يدوية للسيدة من عمر الكنيسة. يبتدىء سجل العماد في السنة 1808، والزواج 1808، والتثبيت 1808، والوفيات 1808. قدم هذه المعلومات الأب بطرس الحلو كاهن رعية البراميه في 15/1/ 1973. 14-

14- السيدة - بزعون: محافظة الشمال - قضاء بشري

البناء قديم أحدثت فيه اصلاحات بين السنة 1923 و1928 - فوق المدخل كتابة هذا نصها: سنة 1928 تقدمة سليم كرم وعائلته.وعلى الحائط الداخلي بقرب المدخل هذه الكتابة: قد تم تجديده في سنة 1823. الحنية المحتضنة المذبح مجوفة مستطيلة بيضاوية الشكل. السقف عقد. الصحن سوق واحدة.

طول البناء نحو عشرين مترا ً والعرض ثمانية والعلو ثمانية. فوق المذبح صورة جميلة جدا ً لسيدة الانتقال مجهولة المصدر وتاريخ تصويرها 1823. (أنظر الصورة 2 صفحة 319 والعادية 19).

15- السيدة - العواميد - بزيزا: محافظة الشمال - قضاء الكورة

هيكل فينيقي تحول في القرن الخامس أو السادس الى كنيسة على اسم العذراء يتألف قدس الأقداس فيها أي موقع المذبح من حنيتين. (أنظر الصور العادية 20،21، 22،23،24).

16- السيدة - البساتين: سوريا - محافظة اللاذقية.

17- السيدة - بسري: محافظة الجنوب - قضاء جزين.

تاريخ بنائها: شيدت الكنيسة سنة 1252 كما يتضح من كتابة سريانية فوق المدخل (1). والكنيسة كانت قائمة في السنة 1300 حسب مخطوطة سريانية كتبت في القرن الرابع عشر(2). رممت في أيام البطريرك سمعان عواد (+ 1756) الذي دشنها. والمعلم المعماري الذي قام بالترميم هو ميخائيل ابن الخوري عقل من عازور. السقف عقد مصالب - السطح من الباتون. الصحن سوقان - طول البناء 11 مترا ً والعرض 12 مترا ً ونصف والعلو سبعة أمتار ونصف.

صورة العذراء استقدمت من رومية منذ نحو سبعين سنة. يبتدىء سجل العماد في 1880 وكذلك سجل الزواج والتثبيت والوفيات. وكنيسة سيدة بسري مزار عجائبي قديم ولها في المنطقة المجاورة شهرة واسعة وعجائب كثيرة يتناقل القديمة منها الأهلون الخلف عن السلف.

أحد أبناء بسري سأله الأب غودار في 1903 عما يعرف عن تاريخ الكنيسة فأجابه ما ملخصه: "كانت هذه المنطقة فيما مضى تخص بيت جنبلاط. منذ مائتين وخمسين سنة أتى أجدادنا من لبنان الشمالي وأقاموا في بسري وشيدوا كنيسة على اسم العذراء حيث كان لوالدة الله كنيسة قديمة. يقصد كنيسة السيدة هذه الموارنة والروم والدروز والمتاولة لحضور الصلوات والقداسات ولتقديم النذور. وعجائب السيدة تشمل الجميع (1)".

تقع بسري في واد عند ملتقى نهر جزين ونهر الباروك. في هذا الموضع أربعة أعمدة وبقايا جدران تدل على موقع بسري الفينيقية القديمة التي منها اتخذ نهر الأولي اسمه القديم. والمدينة القديمة هدمها الزلزال كما يقول المؤرخ بوسيدونيوس من أفاميا سوريا. (أنظر الصورتين العاديتين 25،26).

18- السيدة - بسكنتا: محافظة جبل لبنان - قضاء المتن

زرت هذه الكنيسة وأجريت الكشف عليها وأخذت لها صورا ً في 19 و20 آب 1974. تاريخ البناء 1712 - جدد سنة 1907 حسبما يتضح من كتابة فوق المدخل: "أنشأ هذا الهيكل المبارك أهالي بسكنتا عموما ً برسم والدة الاله الدائمة البتولية مريم بتاريخ 1712. جدد بناء هذا المعبد المبارك سنة 1907". الصحن سوق واحدة.

السقف باطون فوقه قرميد. طول البناء 24 مترا ً- عرضه 12 - علوه ثمانية أمتار ونصف. في الكنيسة أربع صور زيتية:

1- صورة قديمة للسيدة على خشب وعليها كتابة يونانية "مريم أم الله".
2- صورة عماد المسيح.
3- صورة مار جرجس عمل الراهب اللبناني.
4- صورة العذراء "عمل بطرس القس الراهب اللبناني القبرصي".
(أنظر الصور الملونة 2،3،4،5،6).
(أنظر الصور اعادية 27، 28،29،30،31،32،33، 34، 2 صفحة 320).

19- السيدة - بسوس: جبل لبنان - قضاء عاليه
تاريخ البناء: يتضح تاريخ البناء من كتابة بالكرشوني (ألفاظ عربية مكتوبة بأحرف سريانية) في كتاب المتعيد السرياني هذا نصها:

"فلما كان تاريخ سنة أع ل م مسيحية (1743م) تكرست هذه الكنيسة المباركة التي على اسم والدة الهنا مرت مريم من الحقير في الرؤساء المطران يوحنا اسطفان الغسطاني مطران الرعية. كان ذلك باهتمام أهالي بسوس المكرمين جعلها الله شفيعة فيهم دنيا وآخرة آمين. في شهر كانون الثاني ش ط (19) صح. كذلك المذبح كرسناه يوم تاريخه".

تكرست الكنيسة اذا ً في 19 كانون الثاني 1743م. وعلى المذبح كتابة ثانية، هذا نصها: "باذن سيادة المطران يوسف الدبس وباهتمام الخوري جرجس صادر وأصحاب الخير من أهل البلد -عمل نخلة دمر في 15 آب 1890". هذه الكتابة دونت على المذبح لما احترق المذبح القديم وكان من خشب فأقيم مكانه مذبح من حجر في التاريخ المذكور.

طول الكنيسة 17 مترا ً وعرضها عشرة أمتار وسبعون سنتمترا ً والعلو عشرة أمتار. الصحن سوق واحدة - السقف عقد متكون من مصالبين. الكلين ضخم يحتوي في الزاوية الغربية الشمالية على درج داخلي يصعد الى السطح. بناء هذه الكنيسة متين ضخم وكانت تتخذ كحصن في الاضطرابات. الباب الغربي باق على شكله الأصلي وهو صغير علوه متر ونصف وعرضه متر. هكذا كانت أبواب الكنائس القديمة.

فوق المذبح صورة العذراء وهي نسخة عن صورة رافائيل. من المطبوعات القديمة في الكنيسة المتعيد والريش قريان والشحيم والحاش. ومن المخطوطات السنكسار والافراميات.

يبتدىء سجل العماد في السنة 1877 والزواج في 1873 والتثبيت في 1912 والوفيات في 1873.

يحتفل في الكنيسة بالعيد السنوي في 15 آب (انتقال العذراء). جاء في المعلومات التي أتحفني بها حضرة كاهن رعية بسوس الخوري الياس يونس ما يلي: "سيدة بسوس مشهورة بشفاء الحمى الدورية. وحتى أيامنا هذه تشفي من التالول. مثلا ً: اذا كان أحد فيه تالول يذهب الى الكنيسة ويمسحها بحائطها فيشفى. وسابقا ً كان المرضى ينامون في الكنيسة فيشفون من أمراضهم. هكذا كان ايمانهم الحي القوي بالعذراء مريم عليها السلام. وقيل انه لما حدثت الفتنة بين النصارى والدروز بأيام الحركة سرقت امرأة درزية بدلة القداس من كنيسة بسوس وعملت منها صدرية لولدها علي فأصيب علي بالعمى. وقيل أيضا ً ان أحد اللصوص لما سرق آنية الكنيسة وهم بالخروج لم يعد ينظر طريقه فأرجع الآنية وذهب بسلام".

"يوجد في بسوس مزار يدعى مزار دير النورية وهو قديم. وجيران بسوس يسمونه مزار دير سيدة الحقلة ويقال انه كان هناك دير بأيام الافرنج الصليبيين. تهدم في تاريخ لا يعلمه أحد وبقي منه مزار صغيرة يقال له مزار دير النورية حتلى أيامنا هذه". (أنظر الصورة العادية 35، والصورة العادية 36).

20- السيدة - بشري: محافظة الشمال - قضاء بشري

كانت كنيسة قديمة صغيرة هدمها ووسعها الخوري غسطين الفخري. وكملها بعده طنوس مبارك سنة 1840. وهدمها أنطوان الخوري يوسف طوق وبنى كنيسة جديدة. الصحن ثلاثة أسواق يفصل بين كل منها صف من ست قناطر فوق خمسة أعمدة وركيزتين في كل جهة. السطح باطون.

من الصور صورة سيدة الانتقال تصوير أو نسخة عن صورة للمصور الايطالي جوستي الذي رسم صورة سيدة الانتقال في دير ميفوق ودير قزحيا. يقال ان الصليب الكبير من صنع ميكال انج.

حجاب الهيكل طوله سبعة أمتار ونصف وعرضه خمسة أمتار ونصف. عليه صورة المسيح على الصليب وحوله الرسل الاثنا عشر شاخصون ببصرهم اليه: هذا الرسم عمل لحود جبران من بشري. المذبح الكبير هدية من يوسف بك كرم عندما كان في ايطاليا سنة 1869.

المدخل الرئيسي من جهة الغرب ويتألف من ثلاثة أبواب. يتقدمه رواق فوق أربع ركائز. يقابل أشباه القناطر في الوجه الداخلي من الجدران أشباه قناطر في الوجه الخارجي تكتنف الأبواب والشبابيك خارجيا ً. يتوج الجدران الخارجية كورنيش.

الواجهة الغربية مؤلفة من الرتاج والرواق ومن خمسة أقسام: قسم يقابل كلا ً من السوقين الجانبيتين وقسم كلا ً من المنورين القبلي والشمالي. والقسم الأوسط برج عال فيه أربعة صفوف من الشبابيك والنوافذ: الصف الأول مشرقية من خمس فتحات غوطية الطراز، والصف الثاني مؤلف من شباك عال غوطي، والصف الثالث قمندلون غوطي الطراز، والصف الرابع نافذة مستديرة. يتوج هذا كله مثلت في أعلاه كورنيش. البناء الخارجي حجر ملبس داخليا ً بباطون. والبناء الحجري متقن تماما ً.

الحنية باطون على شكل قبة نصف دائرية مجوفة يتصدرها قوسا نصر قوس أمام المذبح وقوس أمام القسطروما. الأعمدة أنيقة ورشيقة وهي من الباطون تعلوها تيجان من الطراز الدوري والقناطر مصنوعة من الباطون وهي مروسة القوس.

فوق كل من السوقين الجانبيتين تريبون يتصدرها صف من القناطر الصغيرة على شاكلة قناطر الصحن. يعلو التريبون منور مؤلف من نوافذ مستديرة مغلقة بزجاج ملون في وسطه صليب. الشبابيك في السوقين الجانبيتين من الطراز الغوطي يسدها زجاج ملون. في الطرف الشرقي من كل من السوقين الجانبيتين حنية صغيرة من الطراز اللبناني المحلي. لزيادة الايضاح اليك ما يقوله عن هذه الكنيسة مؤورخ بشري المرحوم الخوري فرنسيس رحمة:

كنيسة السيدة العذراء مريم
"بعد أن غشيت الطوائف بشري وحلت العيال ربوعها أمنوا بين ظهرانيها فنموا وكثروا وتألبوا آلافا ً. ولولا الهجرة لكاد يبلغ عدد ساكنيها الرقم الذي كان يغدو فيها ويروح أيام عهدها اذ كانت تسمى: "برزو - بويسرا أو بشري" التي هدمها الملك سمسق سنة 974 على ما يظن. لذلك ضاقت بالمؤمنين الكنائس والمعابد. فمن بناء كتدرا الى تشييد كنيسة الى ترميم معبد. حتى اذا كانت سنة 1798 فكر المشايخ والشعب ببناء كنيسة جديدة تسع العيال المتكاثرة والطوائف المتقاطرة. فطلبوا الى البطريرك يوسف التيان الذي رقي السدة البطريركية سنة 1796 وتخلى عنها للبطريرك يوحنا الحلو سنة 1809 فأجاب طلبهم وبارك مشروعهم فأخذ الوكلاء من ذلك الحين يعدون لهذا المشروع عدته من حجارة تقطع وكلس يصول وجهاز يجمع. حتى اذا كانت سنة 1804 بدىء بتشييد كنيسة السيدة العذراء. فحفرت أسسها. واذ لم يصلوا الى صخر أمر الفعلة مهندس البناء آنئذ الأب مارون الحجار أن يفرشوا أرض الأساس من قضابة الكرم زرجونه كذا أخبرني الشيوخ الأقدمون ففرشت وبني عليها فيكون الأساس أشد تماسكا ً فقام البناء الى ما قبل العقد. وبينا كانت القوالب تحكم والأساقيل تربط بادارة الأب مارون المومأ اليه فاذا باسقالة تزعزعت تحت قدميه فسقط واياها الى الأرض مكسرا ً مرضوضا ً. فشدخ رأسه شدخا ً بليغا ً فقضي للحال على حياته. فأعلم ولاة الأمر غبطة السيد البطريرك في قنوبين بما حدث للقس فأعلمت البطريركية رئيس دير قزحيا اغناطيوس بليبل بقضاء القدر على ابنه. فأرسل للحال رهبانا ً الى بشري فأتوا بالأب مارون الى قزحيا ميتا ً تواكبهم بشري آسفة فأضجعوه في جوار اخوانه مأسوفا ً على مهارته مبكيا ً على فنه ذلك في 17 آب سنة 1804 على ما جاء في يوميات دير قزحيا ونقله صاحب المخطوط الأب يوسف الحصروني.

وبعد أن صار الأب مارون الحجار الى ربه أتي ببنائين من حلب أكملوا الكنيسة وتعاقب عليها وكلاء وفروا لها الدخل وكونوا لها مستغلات وأغنوها جهازا ً. وممن كان لهم الفضل بتشييدها والاهتمام بتجهيزها المرحومان ميخائيل خطار كيروز وابن عمه أنطونيوس والى اليوم لم تزل بعض أوان كنسية محفورة عليها أسماهما. ثم توالى في الوكالة عليها كل من الخوري أنطون عريضة الثاني وخلفه في الوكالة الشيخ هندي عريضة بموجب رقيم من لدن البطريرك بولس مسعد مؤرخ في 6 تشرين الثاني لسنة 1868 عينه به وكيلا ً عاما ً على أوقافها. فظبط ادارة أرزاقها وزاد في أملاكها. وما زال اسمه قدوة ومثالا ً في أمانة أموال الأوقاف شأن بني عريضة حتى يومنا هذا. وفي سنة 1875 وليه الخوري يوسف عريضة رئيس كهنة بشري الشهير تقى وطهارة ومهارة في اللاهوت الأدبي كما سيجيء فلم يقل عن سالفه غيرة ومحافظة رغم اشتغاله بالوكالة البطريركية وهو الذي بنى لها سنة 1889 الخزانة جانحا ً كبيرا ً جنوبيها وشيد مدرسة باسمها تقع منها في الجهة الشرقية سنة 1890 ثم خلفه في الوكالة الخوري يوسف رزق رئيس الكهنة والوكيل البطريركي.فزاد في المدرسة وجعلها صالحة للتدريس كحسب المنهاج العصري.

ومن تحفها السنية تحفتان غاليتان: المصلوب الثمين وسوف نأتي على ذكره في متروكات الخوري أنطون عريضة الأول المؤسس الأول لجمعية المرسلين اللبنانيين 1819 يرفع طيلة أسبوع الآلام وتقام أمامه صلوات الخوروس صباح مساء وليل نهار مع سائر الاحتفالات الطقسية وبالخصوص يوم الجمعة العظيمة حيث تنزع من كفيه ورجليه المسامير وينزل من عن الصليب بين بكاء العذارى وتأوه المؤمنين. هي دفنة يسوع ابن الانسان الاله المتأنس يقصدها الجوار من أقاصي الجبة ليحضروها في السيدة وماري سابا ويشهدوا في ساحة ماري سابا يهوذا الدافع مشنوقا ً تتلهب أحشاؤه نارا ً ثم تتساقط على الأرض فتترافسها الجماهير بين قهقهة التشقي وصرخات الانتقام. وأول من أوجد هذه الفكرة ميخائيل بن بشارة الخوري توما (زرزوره) رحمه نقلها عن عادات مهجره وأتى بها الى وطنه سنة 1797 عندما جعل جلواذا ً لبلدية بشري بحسب النظام الجديد. وانما كان هذا الصلبوت غاليا ًلأن صاحبه أتى به من فينا هدية من صاحب عرشها وقد كان أستاذا ً في بلاطه. والتقليد يقول انه من نحت المصور والنحات الشهير ميكال انجلو الايطالي الطائر الصيت. أما كيف وصل الينا فسنوفي الكلام عليه في حينه ان شاء الله تعالى.

وأما التحفة الثانية فهي البدلة الغالية. ومما يحكى عنها ان شريفة افرنسية بعد أن زارت الأرز المقدس عرجت على المدينة نهار أحد لتحضر الذبيحة الالهية. واذ رأت عظمة الاحتفاء بها وتهافت المؤمنين على اكرامها شاءت لدى عودتها الى وطنها أن تهدي الى الكنيسة هذه البدلة الثمينة. وقدمت مثل هذه البدلة الى دير قزحيا وكلتا البدلتين محفوظة في مبسط معدني يفصل بين مطاويها ويقي محتكاتها القطن الملبد. وكثيرا ً ما فتشت في مطاوي سجلات السيدة القديمة لعلي أعثر على اسم الواهبة فلم أفلح. ونقل اليي بعض الشيوخ الثقة ان واقف هذه البدلة الثمينة هو الخوري أنطون عريضة الثاني شقيق الشيخ هندي عريضة. وقد أتى بها من فرنسة. بيد ان التقليد الأول أعم. ومن أراد أن يخبر خبري فما عليه الا أن يطلب الى واهف الكنيسة فيريه التحفتين الغاليتين.

ومن الآثار الثمينة في هذه الكنيسة حجاب هيكلها. ستار يبلغ السبعة الأمتار ونصف المتر طولا ً والخمسة والنصف عرضا ً. صورت عليه الرسل الأثنا عشر شاخصين ببصرهم الى السيد المسيح مرفوعا ً على الصليب ذلك من رسوم المرحوم لحود جبران. وهو صاحب الصلبوت الذي نحته على مثال صلبوت السيدة وأهداه الى كتدرا القديس سابا وهو من الآثار الخالدة التي أدهشت الفنيين. كما ان له آثارا ً أخرى تشهد له بالحذق وطول الباع. ولسوف نأتي على آثاره في ترجمة حياته. ومما يجب الالتفات اليه أن قماش هذا الحجاب من (خام) بشري المشهور والمطبوع فيها على عهد الموصلي الذي شرع بمعمل طباعة على القماش في بشري حوالي سنة 1811 ونزل ضيفا ً على بشارة الطباع الشدياق حفيد الخوري روفائيل الشدياق. وهو البادىء بتزويق الأقمشة فطبع المناديل للنساء والأمراط للحف وزوق أوجه الفرش والمتكآت وملابس النساء وقمصان الرجال قبل أن بدأ يرد لبنان وسورية مثل هذا القماش من أوروبا سنة 1831 على ما قال صاحب دواني القطوف. فأخذ بشارة الطباع عن الموصلي هذا الفن لذلك لقب بالطباع. وما لبث أن انقرض هذا البيت بعد أن مثلت أبطاله أدوارا ً على مسرح أمجادنا وميادين كفاحنا. ويوجد مثل هذا الستار حجاب هيكل في كنيسة ماري يوحنا مارون كفرحي من الخام البشراوي بالرسم عينه مكتوب على قفاه: "نسج ورسم وطبع في بشري". وفي كنيسة العذراء مريم أربعة مذابح ما خلال المذبح الأكبر المصنوع من الرخام الأبيض أهداه الى السيدة مريم العذراء عابدها البطل اللبناني يوسف بك كرم حوالي سنة 1869 اذ كان مبعدا ً عن لبنان". (صورة عادية 37)

21- السيدة - بشناتا: الشمال - قضاء طرابلس
22- السيدة - بشوات: البقاع - قضاء بعلبك
.... .... مقتطف من تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري للأب بطرس ضو

Fri Oct 16, 2015 7:48 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits