Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Youssef Ibrahim Yazbek

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Youssef Ibrahim Yazbek
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Youssef Ibrahim Yazbek Reply with quote
يوسف إبراهيم يزبك بقلم الدكتور جورج شبلي

يقول هيغل إنّ الأفكار هي التي تقود العالم. والفكر حالة فوق مادية تبدأ بمدى قدرة الإنسان على معرفة الأشياء، ثمّ تتدرّج نحو اقتراح مفاهيم تصلح حلولاً لمسائل المجتمع والكون. من هنا حصّل الفكر صفة مِهنيّة، هي إعمال الوعي للابتكار.

يوسف إبراهيم يزبك الخارج من مدنيّات المجتمع، لخّص ثمار الوقت الغابر في الفكر، ما عبّد الطريق أمام التمهيديّات الميسورة التي راحت محصولاتها تنتشر كبعثات مُنضِجة لتفكير نَيِّر. لقد نمت مع يزبك مستويات زاخرة من الطروحات في مفاهيم القوميات، ما كرّس سلطاناً بديهياً لمركز العقل في خطواته التي هدمت الحواجز بين جمود الفكر وثرواته.

لقد انبجس من منابع يزبك الباحث الموثِّق نهران متقاربان في المجرى، وإن ابتعدا في البدء الواحد عن الآخر، لكنها أمسيا في اقتراب عندما شقّا طريقهما خلال كرور الأفكار وتوالي المضامين. وقد تكدّست فُجاءاتهما بإتقان إذ استجابا لتنظيم هذا المفكّر الذي حصرهما ضمن سدود، فصبّا في حساباته.

إنطلق يزبك من فكرة الصّهر التاريخي لعادات الشعوب ومعتقداتها، هذا الصّهر الذي لم يمرّ عَبَثاً لأنه، في حال من الأحوال، عامِل صياغة للقيم وحامِلُ دور في رقيّ الأمم. والتاريخ مع يزبك لم يعُد مُحتلّاً لتذوب منه نُظُمه، وأوراقه إنضمّ بعضها الى بعض لتطهير إرادته وخلق عصمة لها. ففي ظلّ القبضات التي أطبقت على حيثيات التأريخ، كانت إرادة يزبك الخصيبة تبلور القدرة القاطنة في ذات التاريخ على استعادة حراكها، لتنتج قراءة موضوعية تجعلنا لا نزيغ النظر عن الإستفادة من دروس الوقائع.

وقف يوسف ابراهيم يزبك طويلاً أمام الزّاد الحضاري الشّرقي، وهو العالِم بالّلقاحات المتعاقبة التي أُجبِر الشرق على هضمها، وهو الواضِع يده على الثّغرات الطارئة على الذاكرة التاريخية لهذه الأمة. وإذ فقد مسار رقيّ الشرق الكثير، وغاب التراكم التاريخي في دورات الصراعات المتشابكة، لم تتعثّر خريطة يزبك أو تتكلّس حركتها في التصدّي للتأثير السّلبي الذي وضع أسلاكاً شائكة أمام مسيرة الشرق وغيّب تواصل حقباته، لأنّ يزبك لم يكن يوماً ساكناً. إنّ نضاله، قبل أن يكون في صلب القومية وتحرير التاريخ، كان للتأكيد على حقيقة حيوية الإنسان في وعيه لوجوده، من دون أن يتّخذ ستاراً إرتباطه بمعركة القوميّات ومفاهيم الإنتماء. فالإنسان ليس "ضرراً جانبياً" في غزوات الأزمنة ليحلو لبعض التاريخ تصغيره، ولا هو حالة إنزوائية فكّت ارتباطها بريادة الكون، إنّ الإنسان مع يزبك هو وحده عودة روح الأمّة، أو " حكاية أوّل نوّار"، وهو امتداد الرقعة المكانية الزمانية فوق أرضِ خطّة تحرّر الذات من ظروف مصادرتها.

أما القومية التي لم يكن لها في شرقنا معالم واضحة، فلم يجعل يزبك نفسه أسير تعريف ضيّق لها، أي مجرّد تيّار يقود مجموعة أقوام تشكّل أمّة في منطقة جغرافية محدّدة. وفي ظلّ الإطار الملتبس لمفهوم القوميات، ولتشابكها بحيث أنها نادراً ما تظهر بحالة صافية، ذهب يزبك الى إشكالية المعلّلات الإيديولوجية التي يمكن نسب القومية اليها. فالمصطلح ليس مهماً بقدر ما هو مهمّ إخلاصه لنظام قِيَم تُعتبَر أساسية، وفي مقدّمها الوجدان القومي والمتّحد القومي. وهذا لا يعني أنّ يزبك ملتزم ببعض التشبّثية الضيّقة في تأطير مفهوم القومية، أو العروبة كما يحلو للبعض تسميتها، لكنّه يحاول أن يضفي على الشمولية الإيديولوجية العلمية التي ترتبط بهذا المفهوم، بُعداً إنسانياً واعياً لا تنفصل مظاهره عن ضمير التاريخ، ولا يقوده إلاّ " المحرّرون ".

لقد وثّق يزبك الموسوعيُّ الثقافة الرابطَ بين الحضارة والحياة، فالحضارة هي نموذج الحياة وتمجيد لقيمتها. وإذا قيل إنّ يزبك يتبنّى موقفاً دفاعياً عن حضارة أمّة بعينها، فلِقَلق من سيطرة طارئة وكصرخة احتجاج على ما اعتادته الأمم القوية من فوقية رهنت غيرها بالهيمنة وبخديعة التأثّر التلقائي. لذلك، يمكن مقاربة موقف يزبك على أنه حالة رفضوية ثورية تطلق حقّ الفِرقة بين السيادة والإرتهان. وليس المقصود هنا فقط السيادة الحقوقية للحضارة، والتي غالباً ما يتمّ تجاوزها بطبقيّة القوة ليستديم " مؤتمر الشهداء "، بل سيادة العظمة الحضارية النوعية للأمة، والتي لا يُمنَع تذويبها إلاّ بالوسائل ذات الطَابع الثوري الإنفصالوي، ولكن من دون إغفال لعائدات التفاعل بين الحضارات على مستوى الترقّي والتقدّم.

أما في ما خصّ " اللبنانية "، فنشاط يزبك محموم في أروقتها، لكنّه لم يعمل في السياسة بمفهومها التّقني التقليدي بل بمفهومها اللاّهوتي غير الطائفي. " فأوراقه اللبنانية " مسرح عمل منظَّم لثوابت عقائدية متقدّمة تخترق ذهنية الإقصاء والمطاوعة، الى مشروع حق الناس بالتنعّم بوطن متخلّص من دفع أكلاف فادحة ليكون. و" على البركة " يتآخى يزبك مع الوطن، ويستضيفه بنقاء ومن دون رواسب، ليظهّر صورة المجتمع الذي يجب أن يتمدّن "عقلاً لا فولكلوراً وأن ينضج إيجابياً لا غيبياً". فالإنتقال من ظلام الى ظلام عبر الإقطاع من كلّ نوع، كإقطاع المشيخة والمذهبية والسياسة ووصاية الباشاوات، وكذلك إقطاع الحرب التي عاد بنا يزبك الى "جذورها التاريخية"، هذا الإنتقال لا يمنح الناس سوى الإنهزام بالحماية وبفرمانات القهر. من هنا، إمّحى تميّز الجبل اللبناني عندما استجار بمن وراء الحدود فتلوّن بألوانهم وارتدى مزاجاتهم، فأضحت الأسرة الواحدة كلاماً لا واقعاً معيوشاً. لقد ضخّ يزبك في أوراقه دعوة غير متحفّظة تعيد الى لبنان القيادة بنفسية الفلاّح لا بنفسية القطيع، وبوجدان البراءة الحرّة لا بالمصلحة المخرِّبة والتمايز الغريزي، وبالمدنيّة العلمانية لا بالكفر الطائفي.

إنّ الحضّ على العيش الحرّ والإنعتاق من التبعيّة لم يشأه يزبك ليسطو عليه الناس، فيعود مكسور الخاطر. فجريدة " الإنسانية" لم تصدر في الوقت الضائع، وكذلك جريدة " السيار " الملتزمة، وقد بناهما يزبك على جرأة في المطالبة بحقّ لبنان بالإستقلال، وعلى مواجهة قاسية للمستعمر كلّفته اعتقالاً ونفياً مشرِّفَين. والحرية معه ليست ماركسية أو ليبيرالية او مُؤدلجة بعِقَد، إنها لحظة لقاء الوطن مع كرامته، أو جدلية العيش معها. من هنا فالحرية، وبالإضافة الى كونها مُعطىً قانونياً إجتماعياً ينظّم مقدرة الناس على عدم الخضوع للقهر، هي كفالة الخبز الطّاهر وطأطأةِ رأس الفَحم. ولا عجبَ من وِقفات يوسف ابراهيم يزبك مدافِعاً عن الحرية، فهو لم يكن يوماً مملوكاً.
Sun Oct 18, 2015 2:50 pm View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits