Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Patriarch of Antioch for the Maronites Elias Peter Hoayek

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Patriarch of Antioch for the Maronites Elias Peter Hoayek
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Patriarch of Antioch for the Maronites Elias Peter Hoayek Reply with quote
المونسنيور عبدو توفيق يعقوب
قاض في محكمة الروتا الرومانية / الفاتيكان

الياس بطرس الحويك بطريرك الموارنة بطريرك الموارنة بطريرك لبنان 1843-1931
مقتطف من كتاب

تمهيد


انها علامة من علامات الأزمنة أن يقدم المونسنيور عبدو يعقوب على نشر كتابه عن البطريرك الياس الحويك أبي دولة لبنان الكبير بعد ست وثلاثين سنة على تقديم أطروحته في باريس، وفي ظروف يبدو فيها أن وطننا لبنان يترنح في صيغته وكيانه متأثرا ً بالأزمات التي مر ويمر بها منذ أربعين سنة وبالحروب القاتلة والمدمرة التي تدور من حوله مسببة تحولات جذرية وطارحة ً السؤال حول تقسيمات الجغرافيا التي تقررت بعد الحرب العالمية الأولى.

يهدف المونسنيور عبدو يعقوب الى توعية ذاكرتنا التاريخية ووجداننا الجماعي بالتوقف عند شخصية البطريرك العظيم الياس الحويك، رجل العناية الالهية، الذي قاد شعبه قبل الحرب العالمية الأولى وفي خلالها وحصل بعدها على اعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول سنة 1920. ويهدف تاليا ً الى تسليط الضوء على هذا الرجل العظيم من خلال عرض مراحل حياته كاهنا ً ثم مطرانا ً ثم بطريركا ً، شارحا ً المواقف التي اتخذها والأدوار التي أداها على المستويات كافة: الروحي والكنسي والتربوي والثقافي والديبلوماسي والوطني.

يسنعرض أدواره كاهنا ً أولا ً وأمينا ً للسر وكاتبا ً لأسرار البطريرك بولس مسعد، ثم مطرانا ً نائبا ً بطريركيا ً للبطريرك يوحنا الحاج ويركز على دوره الفاعل والحاسم في المفاوضات مع البابا لاوون الثالث عشر لاعادة فتح المدرسة المارونية في روما، ومع فرنسا في تعزيز الصداقة الفرنسية المارونية والفرنسية اللبنانية في العلاقات الكنسية والثقافية والتربوية والديبلوماسية، وفي تأسيس جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات في لبنان (لتعليم الفتاة اللبنانية).

يتوقف أخيرا ً عند دوره بطريركا ً في قيادة شعبه خلال الفترة الأخيرة والأصعب من حكم السلطنة العثمانية، وفي مساعدته على الصمود لمواجهة الظلم السياسي والاقتصادي والمجاعة الكبرى قبل الحرب العالمية الأولى وفي أثنائها ما جعل اللبنانيين بكل طوائفهم ينتدبونه للذهاب الى فرنسا بعيد انتهاء الحرب ليشارك في مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1919 ويفاوض باسمهم ويحصل من الحلفاء على اعلان دولة لبنان الكبير. كلفه مجلس الادارة في حينه التفاوض للحصول على المطالب التالية:

1- "اعادة لبنان الى حدوده التاريخية والطبيعية بارجاع المناطق التي سلختها عنه السلطنة العثمانية بحيث يكون بلدا ً قادرا ً على القيام بحياة شعبه بما تقتضيه منافعه الاقتصادية".

2- "الاعتراف باستقلال لبنان في ادارة شؤؤنه بواسطة حكومة راقية منظمة ومجلس نيابي ينتخب من الشعب على مبدأ التمثيل النسبي حفاظا ً على حقوق الأقليات، وله حق التشريع ووضع القوانين الملائمة وكل الصلاحيات التي تتمتع بها المجالس النيابية في البلدان الراقية".

صاغ البطريرك الحويك مشروعه للبنان الكبير وطن رسالة وشهادة في العيش الواحد المشترك بين كل طوائفه وبين جميع أبنائه، وفي الحرية والكرامة واحترام التعددية، وطنا ً يليق بالانسان، محققا ً بذلك أمنية جميع اللبنانيين.

راح يعلن مشروعه هذا في باريس أمام قادة العالم قائلا ً: "اسمحوا لي أن أقدم اليكم مشروع لبنان الكبير وألفت انتباهكم الى أن العيش المشترك الذي يشهد له جميع اللبنانيين هو ميزة تكشف عن تطور عميق عظيم التبعات، وهي الأولى في الشرق، التي تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية. وبحكم هذا الواقع، ينعم لبنان بطابع خاص وبشخصية يحرص على الحفاظ عليها قبل كل شيء. انه لا يستطيع، وفقا ً لمصلحة الحضارة نفسها، أن يضحي بها لأي اعتبار مادي الطابع".

انها أيضا ً علامة من علامات الأزمنة أن يقرر المونسنيور عبدو اطلاق كتابه هذا في التاسع من أيلول سنة 2016، بينما بدأ لبنان واللبنانيون يتهيأون للاحتفال بالمئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير، وننتظر جميعنا جواب الكرسي الرسولي في روما على دعوى تطويب خادم الله البطريرك الياس الحويك التي تقدمت بها جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات والتي اختتمنا المرحلة الأولى منها في التحقيق الأبرشي في 22 حزيران 2014.

اننا ننتهزها فرصة لنجدد مع المونسنيور عبدو يعقوب ومع جميع اللبنانيين ايماننا بلبنان الوطن الذي عمل على تأسيسه البطريرك الياس الحويك: دولة لبنان الكبير والجمهورية اللبنانية والوطن الرسالة وطنا ً لجميع أبنائه. ونعلن مع صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي:

"ان البطريركية المارونية، المؤتمنة على تاريخ هذا الوطن وعلى تراث هذا البطريرك العظيم، لا يسعها الا أن تعيد التأكيد على الثوابت التي تؤمن بها... ولا تستطيع الا أن تكون أمينة ً لتاريخ شعبها وقادتها، وعلى رأسهم بطاركتها العظام، الذين سجلوا صفحات زاهية من الصمود والمقاومة رسخت بالدم والدموع حرية الجبل اللبناني وكرامة الانسان فيه".

المطران منير خير الله مطران أبرشية البترون المارونية

تقديم


عندما تبادر لتقديم كتاب وجمع صفحاته في أسطر، واختزال ما بين دفتيه في كلمات، تسعى جاهدا ً للملمة الأهم من المهم، وشد القارىء نحو الجوهر، غير أنك الآن مع هذه المقدمة ترى نفسك كأنك تجمع البحر بين راحتيك وتبحر في هدوء أديمه، خاشعا ً من صمت أفقه، مدهوشا ً من مداه اللامتناهي، عاشقا ً مده وجزره، متأملا ً ثورته دفاعا ً عن قضية ربه وشعبه، ساجدا ً أمام جبروت كاهن مارد، خرج من قمقمه يوم ولد بالجسد ويوم ولد ثانية ً على مذابح الكنيسة، خادما ً بورع وغيرة، ثم أسقفا ً يرعى القطيع الصغير ويبعد عنه ألوان الخطر، فبطريركا ً وراعيا ً للرعاة.

كنيسة في رجل، ورجل في كنيسة يصلي لشعبه، وأمه تصلي له، ومن كان له، في الأرض أم وأم في السماء، لا يخذل أبدا ً.

فالبطريرك الياس بطرس الحويك، في مسيرته بين حلتا مهد الولادة وكرسي بكركي المارونية، رجل العظائم بامتياز، متسلحا ً بالعناية الالهية، ساعيا ً نحو بناء البشر والحجر، راصدا ً حاجات شعبه، منفذا ً المشاريع التي لا تحصى ولا تعد على مساحة الوطن وخارجه حيث حل أبناء كنيسته، حاملا ً هم لبنان الصغير الى كل المحافل الدولية ليعود به دولة لبنان الكبير، دولة حرة سيدة مستقلة، مواجها ً بصمود وجرأة كل أنواع القهر والاستبداد التي ألمت بأرضه وشعبه منذ نشأته، طاويا ً عهد الاحتلال والانتداب، وزارعا ً في مختلف أقضيته ونواحيه المؤسسات الكنسية والاجتماعية باقدام وجرأة، حتى ضاقت سني حياته بمشاريعه وانجازاته، وكل ذلك لمجد الجود الالهي الأعظم وخير النفوس. فكانت "جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات" حلمه المحقق كالمنارة على جبل، وتوالت الكنائس والأبرشيات ودور العبادة والمشاريع الانمائية والخدماتية في لبنان وخارجه. وكل هذه الانجازات حاكها ساجدا ً أمام القربان المقدس، متأملا ً صليب ربه، وسبحته بين أنامله يناجي والدته العذراء مريم فترد نجواه بالرضى والتوفيق.

فهنيئا ً لكنيسة رجالاتها أسود في عرينها وحمائم سلام ووداعة في أرجائها. وهنيئا ً لأجيال وأجيال تكشف أعمال رجال عظام، وهذا العمل المنجز، بين أيدينا، واحد من أهم المراجع والوثائق، فهو كنز من كنوز الكنيسة المارونية التي لا تقدر بثمن.

الأخت ماري أنطوان عساكر من راهبات العائلة المقدسة المارونيات (ابنة شقيقة المؤلف)

مقدمة

بطريرك الموارنة بطريرك لبنان الياس بطرس الحويك 1843-1931


جاء في المذكرة الوطنية الصادرة عن البطريركية المارونية في عيد مار مارون في التاسع من شباط سنة 2014: "في خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، وتأثره بما يجري من حوله في المنطقة من تحولات جذرية، نقف اليوم على مسافة ست سنوات من الاحتفال بالمئوية الأولى على اعلان لبنان دولة في سنة 1920، باسم "لبنان الكبير"... والكل يعلم أن اعلان "لبنان الكبير" أنجزته جهود البطريرك الياس الحويك، الذي حمل الى مؤتمر السلام في فرساي، سنة 1919، أماني اللبنانيين المشتركة في تحقيق وطن يليق بالانسان. فلا يسع الكنيسة المارونية المؤتمنة على هذا التاريخ الحضاري، وعلى تراث هذا البطريرك العظيم، كما درجت العادة في الأوقات المفصلية من تاريخنا، وعبر اصدلرها مذكرات وطنية، الا أن تعيد التأكيد على الثوابت التي تؤمن بها، وتطرح الهواجس التي تراود الشعب، وترسم أسس المستقبل، وتحدد أولويات يتمسك بها اللبنانيون، من أجل مستقبل أفضل...

وقد أرادت الكنيسة المارونية أن تضع هذه المذكرة، ونظرها متجه نحو سنة 2020، لتشدد على استمرار فعل ايمانها بلبنان...

العيش المشترك: ليس مقولة العيش معا ً التي يتمسك بها اللبنانيون شيئا ً عرضيا ً أو شعارا ً مرحليا ً، انما هي لب التجربة اللبنانية، على الرغم من بعض التصرفات التي تحدو بالبعض أحيانا ً الى الشك في هذه التجربة. وهذه المقولة تحمل مضمونا ً صريحا ً، كان البطريرك الحويك قد ترجمه بعبارات بليغة، يوم حمل مشروع لبنان الكبير باسم جميع اللبنانيين الى مؤتمر السلام في فرساي بفرنسا (1919). وقد لخص هذه التجربة بقوله لرئيس حكومة فرنسا: "اسمحوا لي (...) بأن ألفت انتباهكم الى هذه الميزة التي تكشف عن تطور عميق عظيم التبعات، وهي الأولى في الشرق، التي تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية. وبحكم هذا الواقع، ينعم لبنان بطابع خاص، بشخصية يحرص على الحفاظ عليها قبل كل شيء. انه لا يستطيع، وفقا ً لمصلحة الحضارة نفسها، أن يضحي بها لأي اعتبار مادي الطابع".

جاءت هذه المذكرة خريطة طريق للاحتفال بالمئوية الأولى على اعلان لبنان الكبير. لما قرأت هذه المذكرة غير مرة قررت أن أنفض الغبار عن مئات المخطوطات التي تكدست في مكتبي منذ سنة 1975.

حملت القلم وفتحت الكومبيوتر بكل حماسة فجاء نتيجة حماستي هذا الكتاب الذي اعتبره مساهمة مني وضيعة لاحياء ذكرى البطريرك الياس بطرس الحويك واحياء ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير على مشارف المئوية الأولى لهذه الذكرى.

السلطة الدينية والسلطة المدنية


الانسان كائن ديني وسياسي ولا يجوز الفصل بين الاثنين، حتى عندما يطالب الانسان بفصل الدين عن الدولة فهذا الطلب هو سياسي. الحدث السياسي يؤثر في حياة الانسان كما يؤثر في حياته الحدث الديني، فالسياسة هي عمل الانسان في خدمة المجتمع والخير العام ولا يمكن للانسان الا أن ينتمي الى سياسة ما، فهو ينتمي اما الى قبيلة واما الى أمة واما الى دولة مدنية ولا يمكن له أن يكون فاعلا ً في السياسة الا اذا انتمى الى جماعة محددة لكي يؤسس جماعة انسانية. اتخذ السيد المسيح موقفا ً من السياسة فنزع عنها الطابع المقدس: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، دان السيد المسيح كل سلطة لا تكون للخدمة وكل موقف يسحق الانسان. وقف المسيح الى جانب الفقراء والضعفاء والمسحوقين. الانجيل لم يكن محايدا ً، والذين يقولون بأن المسيح وبالتالي الانجيل كان محايدا ً لا يفهمون لا المسيح ولا الانجيل. المؤمن اذا ً مدعو للعمل السياسي حيث تتعرض كرامة الانسان للخطر، ففصل الدين عن الدولة هو غلطة جسيمة، والادعاء أن المجالات الاقتصادية والسياسية والزمنية هي غريبة عن الكنيسة شكلت غلطة العلمانية عبر التاريخ، فالمؤمن يعيش انتماءه الى الجماعة السياسية من ناحية، ويعيش أيضا ً انتماءه الى الجماعة الكنسية من ناحية أخرى، فالسلطتان المدنية والكنسية تتلاقيان على الصعد كافة، فاما أن يكون هناك لقاء لخير الانسان واما أن يكون صراع لويل الانسان. فاذا تجاهلت الكنيسة الوضع السياسي للانسان فخطابها يتحول الى خطاب فارغ لا يسمعه الانسان. الكنيسة تطالب فقط بالحرية، حرية المعتقد وحرية التبشير بالايمان، فهي لا يجب أن تعلق مصيرها بمصير أية دولة وأي حزب لأنها تعرض ذاتها للزوال. ان البابا لاوون الثالث عشر الذي أثر في البطريرك الياس الحويك قد أسس قواعد هذه الاستقلالية وليس الفصل بين السلطتين. الحبر الأعظم داخل الفاتيكان هذه الدولة الصغيرة قد حررته من العبودية، لم يعد بحاجة الى أمبراطورية تحميه أو الى أرض شاسعة واسعة لكي يحقق رسالة الكنيسة الكونية الجامعة، فهذه الدولة الصغيرة قد أمنت له الحرية.

لما كانت تعالج هذه المواضيع في كلية القانون الكنسي التابعة للجامعة الكاثوليكية في باريس سنة 1975 من قبل الأستاذ الشهير المتخصص في القانون الاداري وعلاقات الكنيسة بالدولة فرانسوا لو روا (Francois Le Roy) طلب مني أن أحضر أطروحة للدكتوراه في هذا الموضوع أي دور الكنيسة في السياسة من خلال دراسة دور البطريركية المارونية السياسي آخذا ً في الاعتبار بطريركية البطريرك الياس بطرس الحويك. دافعت عن الأطروحة في 22 حزيران 1979 أمام اللجنة المؤلفة من:

Francois Le Roy, Rapporteur, Jean Passicos, Assesseur, Jean Milet Assesseur

مرت السنوات فكانت هذه الأطروحة أساسا ً لهذا الكتاب: الياس بطرس الحويك بطريرك الموارنة بطريرك لبنان..

انه البطريرك الماروني الثاني والسبعون من سلسلة البطاركة الموارنة، استمرت بطريركيته ثلاثا ً وثلاثين سنة قضاها في أربع مراحل تاريخية هامة شهدها لبنان:

مرحلة المتصرفية: 24/12/1898 لغاية 22/11/1914

همه الدفاع عن امتيازات لبنان التي لم تكن تحترمها السلطنة العثمانية، كان يطالب باصلاحات ادارية ويسعى الى تأمين العيش لشعبه ومعالجة مشاكل هجرة شعب لبنان ففي كل ذلك كان يستعين بالكرسي الرسولي وبالدبلوماسية الفرنسية للدفاع عن مصالح لبنان من هنا تأتي أهمية أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية. علاقته بالمتصرفين كان يسودها الاحترام أحيانا ً كعلاقته بالمتصرف أوهانس باشا والتشنج أحيانا ً أخرى بسبب سوء معاملة هؤلاء المتصرفين لشعب لبنان، فالمتصرف مظفر باشا قد اتهم البطريرك بخيانة الباب العالي لتغطية فساده ما جعله يقوم بزيارة اسطنبول في شهر تشرين الأول 1905 حيث قابل السلطان عبد الحميد الثاني وحصل منه على وسام رفيع وقد رافقه سليم وحنا ملحمة في هذه الزيارة.

مرحلة الحرب العالمية الأولى: 22/11/1914 لغاية 10/10/1918


انها مرحلة الاضطهاد المبرمجح. حلت تركيا المجلس الاداري فلا دور للبنانيين في ادارة شؤون لبنان وقد ألغي نظام المتصرفية وألغيت الامتيازات التي كانت تحافظ على استقلالية لبنان وفي سنة 1915 خضع جبل لبنان لحصار قاتل برا ً وبحرا ً وحل الجراد فأكل الأخضر واليابس، فتفشت الأمراض والأوبئة، انها حرب الابادة المبرمجة. كان الصراع بين البطريرك وجمال باشا السفاح الذي حاول نفي البطريرك لأنه جابه الظلم بالمقاومة، فانتصر البطريرك وقضي على السفاح.

مرحلة المفاوضات في مؤتمر الصلح في فرساي وولادة لبنان الكبير: 10/10/1918 لغاية 1/9/ 1920


ذهب الوفد الأول الى مؤتمر الصلح في فرساي في التاسع من كانون الأول سنة 1918 وهو مؤلف من بعض أعضاء مجلس الادارة برئاسة داود عمون دون أن يحصل على أية نتيجة. ذهب الوفد الثاني في الثالث والعشرين من آب 1919 برئاسة البطريرك الياس بطرس الحويك مفوضا ً من قبل أكثرية السياسيين اللبنانيين وقدم مذكرته الشهيرة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول 1919 وقد حصل على تعهد خطي من قبل الحكومة الفرنسية بتحقيق استقلال لبنان ضمن حدوده التاريخية في العاشر من تشرين الثاني سنة 1919 وقد أرسلوا الوفد الثالث للمتابعة برئاسة المطران عبد الله الخوري. في الأول من شهر أيلول سنة 1920 أعلن المفوض السامي الجنرال هنري جوزف أوجين غورو ولادة لبنان الكبير في قصر الصنوبر في بيروت.

مرحلة الانتداب الفرنسي:1/9/1920 لغاية وفاته في 24/12/1931


بشر شعب لبنان ورباه على محبة الوطن والعيش المشترك والوحدة الوطنية التي تشكل ركائز لبنان وضمانة استقلاله وأفهم السلطات الفرنسية أن الانتداب لا يعني الاستعمار بل يجب مساندة لبنان للوصول الى الاستقلال التام. رسائله الرعوية الأخيرة تدل على مدى تعلقه بالله وبالمسيحية وبالكنيسة وبالوطن، فقد أصدر في آخر سنواته الرسائل الرعوية التالية:
المحبة المسيحية 21/111927؛
محبة الله 21/11/1928؛
محبة الكنيسة 5/12/1929؛
محبة الوطن 5/12/1930.

المؤلف المنونسنيور عبدو توفيق يعقوب قاض في محكمة الروتا الرومانية

الفصل الأول

من مار مارون الى البطريرك الياس بطرس الحويك


ولادة شعب وكنيسة في انطاكية

كلمة بطريرك يونانية ومعناها يساعد على فهم دور البطريرك في كنيسته وجماعته و تعني: العرق والبلاد أو الأب أو القائد، أي الذي يقود فئة أو طائفة. ترد كلمة بطريرك في الكتاب المقدس في العهد الجديد وهي تعني أبا ً ورئيسا ً. المؤسسة البطريركية في الكنيسة المارونية كما في الكنيسة عموما ً نشأت وتطورت وتنظمت تدريجا ً بين الجيل الرابع والجيل السادس. نشأت البطريركيات حول بعض كراسي الأساقفة بتأثير العوامل الدينية والثقافية والسياسية وقد ابتدأ انتشار المسيحية في المدن الكبرى الثلاث: روما والاسكندرية وانطاكية. نشأت المؤسسة البطريركية عمليا ً في المجمع الخلقيدوني. دعوا بطاركة الأساقفة الذين لا سلطة أعلى من سلطتهم سوى سلطة الحبر الروماني، فكان في الشرق أربع بطريركيات: الاسكندرية، انطاكية، القسطنطينية والقدس. وعرف البابا بالبطريرك الوحيد في الغرب.

انطاكية مدينة تأسست في الجيل الثالث قبل المسيح من قبل سلكيوس نيكاتور الذي أعطاها اسم والده أنطيوكيوس. أصبحت مركزا ً ثقافيا ً وسياسيا ً وتجاريا ً بسبب وضعها الجغرافي. في الجيل الأول قبل المسيح أصبحت عاصمة المقاطعة السورية الرومانية وكانت تزاحم روما والاسكندرية بتجارتها.

مولد المسيح غير وجه التاريخ. بقدر ما ضعفت الأمبراطورية الرومانية كانت الكنيسة تنتصر بفضل تبشيرها بحضارة المسيح حضارة المحبة. دخلت المسيحية بلاد الأرز في عهد المسيح والرسل وتجذرت في صور وصيدا وبيروت وجبيل، تلك المدن عرفت الاضطهاد الفظيع حيث ألزم المسيحي أن يختار بين الوثنية أو القتل، ولكن كلما تردت أحوال الأمبراطورية تحسنت أوضاع المسيحية. الأمبراطور قسطنطين الكبير قلب المعادلة وأقر أن دين الدولة الرسمي هو الدين المسيحي، فتحولت مراكز الوثنية الى كنائس، فهو الذي حول هيكل أفقا الى كنيسة على اسم السيدة العذراء.

بشر في انطاكية بالمسيحية مسيحيو القدس، ففي هذه المدينة اتخذ تلاميذ المسيح لأول مرة اسم مسيحيين. كان فيها القديس بطرس سنة 48 بعد المسيح، وهو الذي أسس كنيسة انطاكية ما جعل سكانها يحتفلون بعيد القديس بطرس احتفالا ً مهيبا ً ويرددون بكل كبر بأن تلاميذ المسيح دعوا لأول مرة في انطاكية مسيحيين.

تمازجت فيها الحضارة اليونانية والسامية. ومنذ البدء سعت انطاكية الى الاستقلالية. نشأت الكنيسة المارونية في انطاكية في عصر اشتهر بالخلافات حول شخص المسيح وبالاحتلالات من قبل من اشتهروا بسفك الدماء. اضطرت الكنيسة المارونية منذ نشأتها الى مجابهة خطر زوالها.

مار مارون مؤسس كنيسة وشعب

عاش القديس مارون في الجيل الرابع على قمة جبل بالقرب من قلعة كالوتا على مقربة من قلعة سمعان على مسافة 30 كلم من حلب، عيشة تقشف وصلاة وتوبة وتبشير. كتب عنه الأسقف تيودوريطس في كتابه الشهير "تاريخ أصفياء الله" فوصفه بالمظفر وبمارون الملهم وبمارون الشهير وبمارون العظيم. عاش في كوخ، أعطاه الله موهبة الشفاء، انتابه مرض سريع ففارق الحياة، "فقامت معركة عنيفة بين السكان المجاورين للاستيلاء على جثمانه وكانت الغلبة لبلدة مكتظة بالسكان فأقبل هؤلاء وانتزعوا هذا الكنز المرغوب فيه جدا ً وشيدوا عندهم ضريحا ً فخما ً". دفن القديس في بلدة براد في كنيسة جوليانس وهي الأكبر بعد كنيسة مار سمعان. اشتهر القديس مارون في المنطقة فتبعه كثيرون وكتب اليه سنة 404 يوحنا فم الذهب رسالة عنوانها "من يوحنا فم الذهب الى مارون الكاهن والناسك" يطلب فيها أن يصلي لأجله. شكل التلاميذ الذين تبعوه بعد موته نواة الكنيسة المارونية في أفاميا أي قلعة المضيق على ضفاف نهر العاصي في منطقة جبل سمعان. من هذه الأديار في منطقة تسمى اليوم - المدن الميتة أو المنسية - التي كانت كثيفة السكان على بعد 60كلم من حلب، انطلق الموارنة في كل الاتجاهات بعد أن اقتحم مار مارون بشجاعة المناطق الوثنية بفضل نشاطه الارسالي وقد حافظوا على جثمانه ذخيرة حية في كنيسة جوليانوس في براد.

في سنة 517 وقعت الكارثة حيث قتل اليعاقبة 350 راهبا ً من دير مار مارون. زار هذا الدير سنة 628 هرقل ودعم رهبانه. لم تنشأ الكنيسة المارونية في زمن معين بل نشأت رويدا ً رويدا ً. في انطاكية نشأت كخط فلسفي لاهوتي روحي في عدة أديار اشتهر منها دير مار مارون. الرهبان والمؤمنون الذين اتبعوا قديسهم مارون وجابهوا اضطهاد اليعاقبة والعرب الذين حاولوا ابعادهم عن انطاكية هم الذين أسسوا الكنيسة المارونية.

عمليا ً نشأت البطريركية المارونية حوالى سنة 702 عند شغور كرسي انطاكية، والذي عزز دور البطريركية المارونية، هو الفكرة اللاهوتية التي كانت تقر أن المؤسسة البطريركية هي متأتية من أولوية مار بطرس وقد ثبت هذه المؤسسة اعتراف الكرسي الرسولي بها في الألف الأول من المسيحية، ولم يكن ذلك لدى البطريركيات الأخرى: البطريرك الكلداني اعترف به سنة 1781، والسرياني سنة 1782، والروم الكاثوليك سنة 1772، والأرمني سنة 1742، والقبطي سنة 1947.

حدث فراغ في كرسي انطاكية سنة 609 في عهد البطريرك أناستاز الثاني، فبسبب الفتح العربي لم يكن باستطاعة مسيحيي انطاكية أن ينتخبوا بطريركا ً. أخذ الموارنة المبادرة...

Sat Jun 17, 2017 8:58 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits