Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Maronite historical conscience - Philosopher Hamid Mourani

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Maronite historical conscience - Philosopher Hamid Mourani
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Maronite historical conscience - Philosopher Hamid Mourani Reply with quote
حضارية: حميد موراني "الوجدان التاريخي الماروني"، كتابه: هوية مرتكزاتها ثوابت ست، والموارنة، جماعته، منطلق بحثه في الكيان والأرض والتاريخ. بقلم: الأب كميل مبارك - مجلة الحكمة

من يقرأ فكر حميد موراني الذي امتد نتاجه طوال خمسة عقود من الزمن، وبني على تجربة ثقافية وحياتية وتربوية ودينية، يجد أن مفهوم الهوية عنده يرتكز على ثوابت ست هي: الدين، الأرض، التاريخ المشترك، الاضطهاد، التنظيم الاجتماعي والمصير المشترك.

في كلامه هذا يقارب موراني ماكس فيبر، القائل بأن كل جماعة تقوم على معتقدات واحدة، تجعل هذه منها وحدة ً متماسكة منذ نشوئها، وقد تربط بينها أحيانا ً صلات القربى الدموية والروحية، وقد تتسع هذه الصلات الى أن تنتقل من الميدان الشخصي الى الميدان الموضوعي لتشكل، بوعي أو بلا وعي، رابطا ً عصبيا ً من الصعب تفكيكه. كما يذكر المؤثرات الدينية أو اللغوية أو تلك المرتبطة بأرض معينة.

ويقارب موراني تحديد أنطوني سميث. الذي وضع ستة عناصر مكونة للجماعة الاتنية، هي: ألاسم، التسلسل بالولادة، التاريخ الخاص، الثقافة، المرجعية أي الأرض التي عاشت عليها خاصة ً في أول نشوئها، وأخيرا ً الحس التضامني بين أبناء الاتنية الواحدة.

أضف الى ذلك الميتولوجيا والحكايات والأساطير التي تدور حول واحد أو أكثر من أبناء الجماعة، وهذه تدخل حيز الذاكرة الجماعية والقيم الخاصة والرموز، فتغدو كأنها القلب النابض لحياة كل اتنية.

ان الحدود التي تكلم عليها الأنترويولوجيون، تشكل المصفاة التي تحدد الانتساب الى شعب وليس الى آخر، كما تشكل المجهر الاجتماعي الذي يميز الدخيل من الأصيل، حتى انها تمنع من في الداخل التحرر منها والانخراط في مجتمعات أخرى. وهي بالتالي تضع حدودا ً بين المجتمعات تكون حائلا ً بينها وبين الاختلاط وبناء العلاقات، بل قد تؤدي الى التصادم.

خير من يمثل شارحي مفهوم الاتنية شرحا ً حديثا ً معاصرا ً بارت Barth، وقد أظهر فعالية الاتنية ودورها في المحافظة على الشخصية المميزة للجماعة الاتنية.

أولا ً.. الدين:

يرى موراني كما يرى سلفه اسطفان الدويهي أن الدين، بالرغم من كونه عرقا ً من أعراق الثقافة الواسعة، يطغى في مسألة تشكيل الهوية على سائر أعراق الثقافة الأخرى، وقد يبتلعها ليظهر كأنه وحده يشكل ثقافة جماعة من الجماعات أو شعب من الشعوب. لذلك يقول مستندا ً الى الدويهي: "الهوية تنبع من الدين وتتخذ حدودها ووحدتها من السلطة الروحية، وقد تشعر الجماعة بالظلم والقسوة، اذا ما ظلم رئيسها الروحي". هكذا يغدو الايمان، ليس فقط مجموعة عقائد يلتزم بها المؤمن الفرد وبالتالي الجماعة، بل يصبح قرارا ً يرتبط به الشعب، فيصبح قدرا ً تاريخيا ً يربط الأفراد والأجيال برباط الفاعلية التاريخية، ثم يتحول الى كثافة الوجود، فيأخذ الشعب موقعه ويحدد اتجاهه، للمحافظة على ذاته بين آفاق غريبة عنه، لا يرى من وجودها الا دافعا ً لحسن قراءة وجوده. هكذا يرى موراني في المعتقد الايماني والقرار الديني، نسغا ً روحيا ً ثابتا ً وصلبا ً ومتشعبا ً، يكسب الجماعة صلابة ً ويعطيها ثقة ً كبيرة بالاستمرار مهما قست عليها الظروف المحيطة بها، كالاضطهاد والحروب والحصار والضيق والعزل والعدائية، أو النابعة من داخلها كالانقسام السياسي أو الاقتتال في سبيل مكاسب داخل الجماعة، بل، يضيف موراني، ان الاضطهاد يشكل حافزا ً للوحدة، حربا ً وسلما ً، ازاء الهجمات الخارجية عسكرية ً أكانت أم ثقافية، فيزداد التماسك كي تتجاوز الجماعة الأحداث المهددة لوجودها على مر التاريخ.

هذا وقد يصل رابط الدين بين الجماعات في مراحل تكوين الهوية كلها، الى خلق محاور رمزية مرتبطة بالقادة الروحيين، وأحيانا ً بالقادة الزمنيين متى كان لهم الفضل الكبير في المحافظة على الجماعة الايمانية الواحدة، وغالبا ً ما يكون هذا الدفاع الذي تقوم به الجماعة، مبنيا ً على المشاعر الدينية التي تخلق عند الأفراد، أقربين وأبعدين، شيئا ً من الحس المشترك الذي يغلب العداوة بين أفراد هذه الجماعة، ويتخطى الخصومة ويتجاوز كل أسباب الشقاق أمام الأخطار التي تهدد هذه الجماعة، سواء أكانت هذه الأخطار حروبا ً تهدد الكيان والمصير، أم هجرات بعثرت الجماعة في أصقاع الأرض.

هذا الحس المشترك يربط الجماعة بربط نفسية وشعورية عاطفية من دون أن يكون للمنطق العمل الفعال فيها. وهو القادر على أن يجعل كل فرد من الجماعة يعبر تجاه أي أمر يصيبها من خارحها، كالاحتلال أو القهر الديني، بالأسلوب عينه وأحيانا ً بالمفردات عينها، تماما ً كما يعبر أي فرد آخر، قائدا ً أكان أم واحدا ً من عامة الشعب على حدً سواء. والأغرب من هذا، أن الحس المشترك الذي يفرز الناس جماعات جماعات من حيث وسائل تعبيرها عن مواقفها، قبل هذه المواقف أحيانا ً، يخلق في الأفراد المنتمين الى هذه الجماعة أو تلك ، قدرة ً على المحاجة والمقارعة تبنى على سلم منطقي، حتى ولو كانت كل أسسه قائمة ً على أمر خاطىء وغير مقنع للفرد بالذات. غير أن الضرورة الدفاعية عن الجماعة، تقدم الحس المشترك على القناعة، لينتهي الأمر وصولا ً الى القناعة التي كانت غير واردة أصلا ً. وغالبا ً ما يدافع الفرد عن قيادته الروحية والزمنية أمام الأخطار، وحتى ولو لم يكن راضيا ً عنها في زمن الطمأنينة والهدوء.

الى جانب ما ذكر حول دور الدين في تشكيل الهوية، نقف عند الدافع الديني الايماني الذي يربط الجماعة بمثيلاتها، ولو كانت هذه بعيدة ً جغرافيا ً عن الأولى. فالرابط الديني يتخطى الحواجز المكانية والزمانية، بحيث تجد الجماعة الرمزية نفسها أقرب الى مثيلاتها دينيا ً خارج البلاد التي تنمو فيها، منها الى الجماعات المختلفة عنها دينيا ً وتجاورها في قلب البلاد. هذا، وما كان للدين من دور في بنيان هذه الجماعة، كان هو نفسه في مسألة بنيان الجماعات الدينية الأخرى. كذلك من الصعوبة بمكان أن تتعايش جماعات مختلفة دينيا ً في وطن واحد، من دون أن يكون النظام السياسي الذي ينظم هذا التعايش، قد أخذ بعين الاعتبار مفاعيل كل دين ودوره في بنيان هوية المجتمعات وتحريكها سياسيا ً.

ثانيا ً.. الأرض:

غالبا ً ما تكون الأرض أرضين: واحدة للمنشأ وأخرى للملجأ. واحدة للاضطهاد والتهديد بازالة الذاتية الكيانية وبالتالي، الحق بالوجود كجماعة، وأخرى تكون للحرية واستمرار نمو الذاتية. غير أن هجرة أرض دخولا ً في أخرى، لا يمكن أن تتم لولا وعي الجماعة لذاتيتها المختلفة عن الجماعات الأخرى. أما قيام هذه الذاتية على أرض محددة في مكان معين يتميز عن البلدان المحيطة شكلا وربما مناخا ً وتضاريس، فيدل على أن الأرض تعني للجماعة، المكان الحافظ للهوية التي لم يكن بمقدورها التأقلم مع ما يجري بأرض الاضطهاد، فأتت لتبني عالمها الخاص الذي يشكل مجال تحركها ونموها وتحقيق ذاتيتها، بينما يبقى كل ما هو خارج حدودها غريبا ً أو عدوا ً يستدعي الحذر بالتعاطي وبناء العلاقات. من هنا نستنتج أن الأرض قادرة على رسم الحدود الذاتية وتشكيل المجال الحيوي، الذي لا تشعر فيه الجماعة بالغربة، واذا ما حصل هذا التمايز، يشعر الدخيل أنه غريب، وما عليه هو اما الرضوخ لطريقة عيش الجماعة واحترام مقاييسها، واما الرحيل. قد يكون للأرض دورها الفعال في عملية اكتساب الهوية ميزات جديدة عبر مراحل نموها، تماما ً كما لتداخل الثقافات، غير أن الجماعة الرمزية تبني جدرانا ً ثقافية بينها وبين الجماعات الأخرى، تشكل حاجزا ً حائلا ً من يريد الخروج، وسدا ً مانعا ً من يريد الدخول.

لذلك نلاحظ في معظم الأحيان، تزاوجا ً روحيا ً بين الجماعة وأرض الحرية التي فيها ترسخت ورسمت حدودها. هكذا تأخذ الجماعة اسم الأرض وتأخذ الأرض اسم الجماعة. فيتداخل الأمران، أي ذاتية الجماعة والأرض التي تقيم عليها، بحيث يصبح صعبا ً على الغريب التمييز بين الجماعة وأرضها تمييزا ً واضحا ً. ويصل الأمر عند بعض الجماعات" الى كتابة تاريخها ليس في كتب من ورق انما في كتاب أرضها"، مخضعة ً الأرض لحاجاتها جاعلة ً منها أرض عطاء ومكان عبادة، وقد سكنت تشعباتها بطريقة يسهل فيها الدفاع عن الجماعة، وهكذا تعود الأرض ليس ترابا ً وشجرا ً وصخورا ً وينابيع، بل تتحول الى تعبير عن روح الاستقلالية عند الجماعة ومجالا ً ذاتيا ً أساسيا ً في سلوكها الحضاري.

من كل هذا تأتي الصعوبة القاسية في امكانية استبدال أرض الحرية التي جعلتها الجماعة مقرا ً، بينما يسهل عليها استبدال أرض الاضطهاد واعتبارها ممرا ً. واذا ما كان هذا الواقع آتيا ً من الماضي فانه ينسحب كذلك على المستقبل، وبالتالي يبدو خطيرا ً بل مستحيلا ً في معظم الأحيان أن تلغى هوية جماعة قبل أن تبعدها عن أرضها التي بنت فيها هذه الهوية. والأصعب من اقتلاع الجماعة اعادة بنيان الهوية من جديد، اذا ما ضاعت هذه بين هويات الجماعات الأخرى، لذلك تدعو جميع الجماعات الى التشبث بالأرض حيث ربي الفرد وربى، حيث زرع وأكل، وصلى وصام، وفرح وحزن، وشارك الآخرين همومهم وحمل واياهم أثقال الحياة، فعرف بهم وعرفوا به، وجميعهم انتسب الى الأرض التي حددت عاطفيا ً ورمزيا ً بالانتماء اليهم كجماعة. وبما أن أرض حط الرحال وبنيان الهوية، كانت، والحلم أن تبقى، أرض الحرية، تنمو عليها جماعة حرة، كان لا بد أن تأتي اليها جماعة قريبة منها تتعايش معها وتلتصق بها الى حد الوحدة، ما يعني أن الأرض كما الجماعة ليست مقفلة الى حد الرفض، كونها واحة ً مفتوحة للشبيه قلبا ً وقالبا ً، بخاصة لمن ينزعون نزعة الحرية ويؤمنون بديمقراطية العقل والقلب، قبل ديمقراطية النظام والتشريع.

ثالثا ً.. التاريخ:

يرى موراني أن أحد أهم أسباب نشوء الهوية للجماعة، بعد الدين والأرض، ونموها وثباتها هو الوجدان التاريخي، وهو بذلك منسجم مع الدويهي، الذي بحث في الوجدان التاريخي وجعله عنصرا ً متكاملا ً، معه يدرك الفرد، وبالتالي الجماعة، الأصول المشتركة، فيعرف كل واحد ذاته وحدودها ويحدد بشكل واضح ما يميزه عن غيره وما يجمعه بمثيله.

ويؤكد موراني على أن بقاء الوجدان التاريخي، وتفاعله مع المتغيرات دون أن يتلاشى في تحولات التاريخ الواسع، ويضيع في مسافات الزمن، هو العنصر الفعال في شروط فهم الذات وحدودها، وهو الذي يسمح بالتحرك نحو كل ممكن. به تبدو الجماعة أشبه بالنهر الغزير المياه، الذي تصب فيه روافد حضارية متعددة، فيبتلعها ويتابع سيره محافظا ً على اسمه ومجراه وكيانه، الى أن يصب في محيط البشرية جمعاء، تاركا ً خلفه مساحات طويلة ثابتة لا تقوى على محوها مؤثرات التواريخ الخاصة للجماعات الأخرى. هكذا يكون الوجدان التاريخي للجماعة حافظا ً لماضيها، بانيا ً حاضرها وممهدا ً لمستقبلها.

غير أن موراني يخالف الدويهي الى حد ً ما، حين يرى أن الوجدان التاريخي مشروط ومحدود، ويعتبره وجودا ً أكثر منه وجدانا ً، مستندا ً بذلك الى غادامير Gadamer الذي يدخل في التاريخ ليس ما نفعل أو لا نفعل فقط، بل ما يحصل معنا وهو خارج عن ارادتنا؛ لأن فهم أحداث التاريخ وعيشها أحيانا ً، لا يعتبر بانيا ً للذاتية الوجدانية المكونة للهوية، بل هو دخول ما يجري من أحداث وتقاليد، تجمع في بعض الأحيان ماضي الجماعات المتعددة مع حاضر جماعات أخرى، ما يشكل تفاعلا ً مستمرا ً يؤثر الى حد ً قليل أو كبير، في الوجدانية الذاتية لشعب من الشعوب.

وحين يؤكد موراني على هذه الحقيقة يخالف رأي جماعة فلسفة الأنوار الأوروبية عامة والفرنسية خاصة، تلك التي تعلم أن الانسان قادر على التحرر من جميع المؤثرات السابقة لبناء ذاته الفردية التي تنعكس على الجماعة، علما ً أن جماعة الأنوار لا تؤمن كما يؤمن موراني بالهوية الجماعية، فيشدد أعضاؤها أن الفرد هو أساس المجتمع، وأن العلاقات هي نتيجة عقود بين أفراد عقلاء وأحرار، وبالتالي على امكان كل واحد منهم، فك هذه العقود وحلها، ليعود ويرتبط بعقود جديدة، قد تكون متضاربة مع تلك التي تخلص منها. وهذا الأمر مناف لبنيان الهوية الجماعية أو الذاكرة المشتركة التي تظهر بوضوح حدود الجماعة وتميزها عن غيرها.

واذا ما خالف موراني مذهب الأنوار في هذا الأمر، فهو لا ينفي اطلاقا ً امكانية فهم الفرد والجماعة لمحدودية الانسان، ما يجعل كل واحد وكل شعب، يقبل بالاختبارات الجديدة وبالأخرى التي تدخل في تكوين ثقافته وتنضم الى دائرة هويته، ذاك أن الهوية تبنى مع الزمن وتنمو في أحداث التاريخ مع المحافظة على ما يميزها.

لذلك نستطيع أن نقول ان الفرق شاسع بين الهوية والجنسية، لأن هذه الأخيرة تكتسب أحيانا ً بمجهود شخصي خاضع لقوانين محددة، أما الهوية فهي تيار نولد فيه وننمي ذاتنا بمعطياته، فنصبح كما هم سائر الأفراد الذين يشكلون هذا التيار، من دون أن يفقد الانسان ذاته التي تعبر عن فرادة الشخص البشري، تلك التي تسمح في بعض الأحيان بكسر أطواق الثقافة الجماعية للتحرر ودخول المجتمع البشري العام، الى زمن ينطلق في خلاله الشخص نحو كسب ما يجعله من جديد، من هذه الجماعة وليس من تلك.

من هذا كله ندرك أن هناك فاعلية خفية تحمل الأحداث البارزة وتعطيها معناها الحقيقي، الذي غالبا ً ما يكون غير المعنى الظاهر. واذا توصل الانسان الى اكتشاف هذه القوة الخفية يصبح قادرا ً على تجاوز الأحداث وتخطي الجمود، ليعود من جديد الى مرحلة الحركة الجماعية التي تخلق أطرا ً شبيهة الى حدً كبير بتلك التي أوجدتها أحداث التاريخ السابقة، فتعود معها الجماعة الى البروز بفعالية، وتثبت أن كل المتغيرات أعجز من أن تمحو ذاكرة الشعوب.

هكذا يخلص موراني مستعيرا ً كلمة هيغل Hegel حين تحدث عن التقليد "الجوهر"، الى أن وجود الجماعة ونموها وتطورها وبقاءها تلك الجماعة الثقافية التي تمحورت حول الدين والأرض، تستند الى التاريخ الذي يعنيها مباشرة ً ويحدد سلوكها الذاتي الداخلي والخارجي، بالتعاطي مع الجماعات الأخرى. متحررا ً بهذا الرأي من توجه فلسفة الأنوار كما من المثالية (الايدالية) الألمانية، التي تعتبر أننا نستطيع أن نضع ذاتنا في التاريخ الذي بنيناه ونبقى فيه مستعيدين من الماضي ما يرسخ هويتنا في الحاضر؛ لأن موراني يميل الى مواقف غادمير في هذا الموضوع حين عبر عن أن فعل التاريخ محدود ومشروط.

واذا ما ذهب موراني هذا المذهب، فهو لا يخرج عن انطلاقته في تعداد ثوابت بنيان الهوية، لأنه يعتبر التاريخ ذاكرة الحياة، كونه مدفونا ً في عمق أعماق الجماعة وأفرادها. وبالتالي ليس تاريخا ً جامدا ً متحجرا ً وميتا ً، بل هو اختبار دائم واختمار تأملي لما كان وما قد يكون. هذا التاريخ لم ينته مرة ً ولم يبدأ مرة، انما هو بدايات ونهايات متعددة، تتخلى فيه الجماعة في كل مرة عما يموت ويميتها، لتعود وتنطلق وتستمر. وغالبا ً ما يكون الجانب المائت من التاريخ هو ذاك الزمن الذي تتداخل فيه رغبات الغرباء، الذين هم من خارج الجماعة، مع الحراك الخاص بها، فيخلقون مناخا ً من الاشكالات أكثر مما يسعون الى ايجاد وسائل للحلول. وقد يخلق هذا التدخل عيوبا ً في قادة الجماعة وشرائحها، يوقعهم في سياسة الارتجال وعدم التنسيق والمصالح الفردية. وهذا ما يجب اصلاحه في كل مرة على ضوء التاريخ والأرض والدين والحس المشترك.

رابعا ً.. الاضطهاد:

يعتبر المؤرخون أن الاضطهاد فاصلة من فواصل التاريخ وهذا صحيح، الا أن حميد موراني يرغب في أن يفرز للاضطهاد مكانا ً مميزا ً في هذا التاريخ، لأنه يشكل بحد ذاته مهمازا ً نافرا ً ليقظة الجماعة والتشبث بهويتها، خاصة اذا أصاب هذا المهماز دينها أو أرضها أو عرضها. فالاضطهاد حين يشتد ويأتي من خارج الجماعة بالطبع، أي من الجماعات الأخرى المتميزة هي أيضا ً، أرضا ً وتاريخا ً ودينا ً، انما يهدف الى ازالة هذه الجماعة كليا ً، وذلك بالوسائل القهرية التي تتطور وتشتد، كلما تشبثت الجماعة بذاتيتها. لذلك يشكل الاضطهاد عاملا ً من عوامل الذوبان اما عبر التهجير والهجرة، واما عبر الارتداد عن الدين ودخول دين المضطهدين القادمين، واما عبر التزاوج القسري، فينتهي الأمر بالجماعة المغلوبة الى الانحلال والانصهار.

يمكن القول ان الحدود الفاصلة اجتماعيا ً، بين جماعة رمزية وأخرى، ليست نتيجة التوالد أي ليست طبيعية، في كل جماعة، بل هي مكتسبة من خلال العلاقات الاجتماعية، ما يحملنا على أن نقول انها تقوى وتشتد في كل مرة تتعرض الجماعة الرمزية لخطر الزوال أو الذوبان، وهذا ما يجعلها تحافظ على رمزيتها ومادية كيانها، كلما تعرض وجودها للاهتزاز أو التهديد أو الانحلال. من هنا نستنتج أن لحدود الجماعة الرمزية تأثيرا ً كبيرا ً بل أساسيا ً على علاقات هذه الجماعة مع الجماعات الأخرى، وهي بالتالي كما الهوية، تعرف أكثر وتبرز بوضوح، في أزمنة الشدة.

أما اذا اشتد ساعد الجماعة المطلوب قهرها وصمدت أو تغلبت على الجماعات الأخرى، فيزداد بروزها كجماعة محصنة مستقلة ذات صفات متميزة، وتفصل ذاتيتها عن الذاتيات الأخرى، ما يسمح لها بالعيش طويلا ً وبالثبات في وجه التحولات التاريخية الخطيرة، كما جرى للجماعة الدينية المسيحية بعد الفتح العربي وانتشار الدعوة الاسلامية باللين حينا ً وبالشدة أحيانا ً، أو كما حصل مع الجماعات البلقانية التي عاشت مراحل طمس الهوية أو التذويب العرقي تحت ضغط النظام السوفياتي، وما لبثت أن ظهرت كلها بعد انهيار هذا النظام، وعادت الى الحالة المجتمعية ذات الهويات المتعددة والعرقيات المختلفة، التي كانت عليها قبل خضوعها للنفوذ الروسي والسوفياتي. واذا شئنا تعداد الأمثال الكثيرة المطابقة لهذا النمط، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، أقباط مصر، مسيحيي جنوب السودان، الاسبان تحت الاحتلال العربي، تيمور الشرقية في أندونسيا، مسلمي الشيشان، والى ما هناك من الأمثلة على مساحة الكرة الأرضية.

الى جانب التشبث بالهوية يخلق الاضطهاد روح العنفوان ويشيع نفسا ً من الحرية، يجعل الجماعة التي تقوى على الاضطهادات المتكررة والمتنوعة، ملجأ لجميع طالبي الحرية في محيطها، وسندا ً لجميع الجماعات التي تتعرض لمثل ما تعرضت له الجماعة الفائزة. ويزيد هذا العنفوان من محاولات اثبات الوجود عسكريا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً، حتى لتشكل الجماعة توازنا ً، ما كان ليكون لولا محاولات الاضطهاد التي باءت بالفشل عبر التاريخ.

هذا، ويضيف موراني، أن الجماعة التي زاد الاضطهاد من تحصينها وغدت ملجأ لطالبي الحرية، تقبل جميع الداخلين اليها، شرط ألا يخرجها هؤلاء الداخلون عن ثوابتها، لأنها ترفض بوعي أو من دونه، كل ما يشكل خطرا ً على ذاتيتها الموحدة، ما يقوي أواصر التوحيد شبه الكامل، بين الجماعة وكل من تاريخها وهويتها. هذه الوحدة تجعل من الدخلاء يذوبون أفرادا ً وجماعات في الحالة الرمزية لهذه الجماعة، فيغدو أبطالها أبطال كل الداخلين وكذلك معتقداتها الأساسية، حتى ان بعض الداخلين اليها يحوكون حول ثوابتها الأساطير، فتزداد منعة بهؤلاء كما يعظم احتماء هؤلاء بها.

أما الفرق بين التاريخ كزمن مليء بالأحداث، والاضطهاد بالذات، فيلتقي موراني مع الدويهي، في جعل الاضطهاد يفترض العيش والمشاهدة والمشاركة ومعرفة العادات واللغة والمعتقدات، بينما يبقى التاريخ في كثير من فواصله بعيدا ً عن هذه الأمور الحياتية. لذلك يقول موراني نقلا ً عن الدويهي، لا يستطيع أن يكتشف معنى التاريخ الحقيقي الا أبناؤه، تماما ً كما المؤرخ الصادق يعيش الحدث قلبا ً وعقلا ً واحساسا ً، وليس من يقرأ عنه أو يحفر في مقالع الأرض ليجد دلائل على أحداثه.

هكذا يكون الاضطهاد فاعلا ً يتكرر في مراحل هيكلة الهوية، وان كان هذا الأمر في حاجة الى تحليل شامل من أجل ايضاح السبل المؤدية الى هذه الهيكلة في الاضطهاد وخارجا ً عنه. لأن مثل هذه المراحل القاسية تدفع بالجماعة، ليس الى تجريد جزئيات محسوسة ومعيشة في أحداث التاريخ، وانما الى ايجاد نوع من الكلية المجردة التي تجمع في كيانها جميع الجزئيات المعبر عنها بالأحداث. وهكذا يكون حميد موراني الفيلسوف، قد جعل من هذه الكلية المجردة، نوعا ً من تجلي الروح بحسب التعبير الهيغلياني، لأنها ليست كلية بمعنى الاتساع والشمول، بقدر ما هي دخول نحو العمق الأعمق، الذي لا يستخلص من الجزئيات أو الأحداث، بل ما يتحقق فيها ويتجسد.عبر هذا التجريد تصل الجماعة الى وهج الذاتية الجماعية التي هي أوسع من الحدث وأقوى من الأفراد وأبقى من التحولات، ومع هذا الوهج تبلغ الجماعة مرحلة عدم الوجود كمجموعة من الأفراد، بل يكون وجودها حضاريا ً، له مقومات مميزة تعرف بروح الشعب، والكلمة لموراني، لذلك نقول انه أقرب الى فكرة تجلي الروح عند هيغل.

خامسا ً.. التنظيم الاجتماعي:

يرى موراني أن جميع مكونات الهوية التي تولدها وتنميها وتستمر بها، تسقط اذا لم تتحصن بتنظيم اجتماعي راسخ ومبني على أسس أقوى من الأمور العابرة المتغيرة، وخير تنظيم هو ذاك المبني على حقائق الايمان، لأن هذه تتجاوز التحولات وتتخطى الأرضيات لتصل الى العالم الآخر. يقول هذا من دون أن ينكر دور النظم السياسية المتعددة، أيا ً يكن توجهها. غير أنه يؤكد كذلك، على تبدل هذه النظم ويحصر عمرها بالزمن مهما طال. والدليل تلك الأمبراطوريات التي عاشت مئات السنين، والديمقراطية التي كادت تقطع الربط بنشأتها، والشيوعية والليبرالية وما الى ما هنالك من نظم تتحول وتتبدل وتزول، وتبقى الهوية، خاصة تلك الناتجة من الدين والتاريخ المشترك المرتبط بالمعتقدات الايمانية.

واذا ما قال موراني بضرورة التنظيم الاجتماعي لاستمرار الجماعة وحفظ الهوية، فنحن نوافقه الرأي، لأن الدلائل التاريخية على انهيار الأمبراطوريات وتفكك الجماعات وذوبانها في محيطها الواسع، غالبا ً أو دائما ً ما كان نتيجة ً لخلل في التنظيم الاجتماعي، أو الاضطراب في أسس هذا التنظيم. واذا ما قال أيضا ً، وتوافقا ً مع الدويهي، بأن التنظيم القائم على المعتقدات الايمانية والهيكلية البنيانية للمؤسسات الروحية، هو الأبقى، فنحن نوافقه الرأي، ذاك أن الوعود التي تقطعها العقائد الآتية من نتاج العقل البشري وحده بمعزل عن الثوابت الدينية، غالبا ً ما تؤدي الى الفشل، أو تنتهي بانتهاء مطلقيها، أو لا تعمر طويلا ً بسب ظهور قوى ً تقاومها أو نظريات جديدة تتأقلم معها الجماعات في رفض لسابقاتها.

أما الوعود التي تعطيها المعتقدات الايمانية والقائمة على مرتكزات دينية راسخة في ضمير الجماعة وقلبها وعقلها، فتتجاوز حدود الأرض والزمن المعروف الى ما بعد هذه الأرض المرئية وغير المرئية. ناهيك عن أن معظم هذه المعتقدات والممارسات تنتقل بالوراثة والتربية البيتية من الآباء الى الأبناء، قبل أن تصل الى مرتبة القناعة العقلية، اذا كان لهذه دور واضح في هذا الميدان.

هذه المرتكزات التنظيمية تجعل من الحفاظ على الديمومة والاستمرار عند الجماعة، هاجسها الدائم، واذا ما استمر هذا الهاجس يتفرع في خطوط الصمود الأساسية، كالوحدة والقوة ماديا ً وروحيا ً، والتمايز الواضح عن سائر المجموعات، لأن عدم التمايز، وعدم وجود الحدود الواضحة، يكون سببا ً للتفاعل العشوائي وبالتالي لاكتساب عادات ومعتقدات بعيدة عن الأصالة، وربما أدى ذلك الى تشعب الجماعة، وانخراط شعب منها في الجماعات الأخرى، للسبب الذي ذكرناه ولأسباب أخرى منها النفوذ والسلطة والحركة الاقتصادية، وأهمها التراخي في سلم القيم الموروثة والابتعاد عن الوحدات الخلقية السلوكية، التي تسهل عملية مرور كل غريب دخيل من المكتسبات المفككة للهوية. وخير وسيلة دفاع ضد هذا الخطر هو التنظيم الاجتماعي الراسخ والقاسي، يغربل كل طارئة ويراقب كل تسرب حضاري.

سادسا ً.. المصير المشترك:


لما كان للأرض في ثوابت تكوين الهوية مكانها المميز، حتى لو حصل تشتت للجماعة في أصقاع العالم، فقد ربط حميد موراني مسألة المصير المشترك وارادة الحياة بهذه الأرض الأم، التي تأخذ مكانها في التاريخ فتعرف بالجماعة كما تعرف الجماعة بها. فالمصير المشترك هو الشعور بأن كل فرد من هذه الجماعة مرتبط كيانيا ً بجميع الأفراد الآخرين، من دون أن تصبح الجماعة مجموعة أفراد، لأنها المرجع لكل واحد. فالفرد بذاته غير موجود من دون وجود الجماعة وجودا ً تاريخيا ً. لا شك في أن وجوده كشخص بشري يولد وينمو ويتزوج وينجب ويموت، هو أمر حاصل، غير أن الوجود الشخصي لا يمكن أن يتفاعل بشكل وجودي وانتمائي، وبالتالي يشكل فاعل في التاريخ، الا اذا كان وجودا ً جماعيا ً.

هنا يلتقي موراني مع أصحاب المذهب الجماعي أمثال ميشال صاندال الذين يعتبرون أن الفرد يتلاشى اذا حذفنا منه المكونات الأساسية والفرعية لوجوده العلاقاتي. فلو حذفنا اسمه واسم عائلته وبلدته ودينه ولغته وسلالته الدموية وأحداث التاريخ التي تعني كل هذه الاضافات، لما بقي من الشخص الا الكائن الوهمي على حد قول هيغل. لذلك يقول موراني: ان المصير المشترك هو تلك الخيوط التي تربط أفراد الجماعة بعضهم ببعضهم الآخر، وتربطهم جميعا ً الى الأرض الأم، التي يجب أن تبقى مكان الحج الأوحد الذي يجمع الشتات من كل أصقاع الأرض. انه مولد الحنين الى الأرض التي تجمع تراكم الماضي الى رجاء المستقبل.

وكما يلتقي موراني أصحاب المذهب الجماعي، فانه يبتعد بشكل واضح عن الفكر الليبرالي في موضوع الهوية والأرض والمصير المشترك. فالليبراليون يعتبرون أن كل الاضافات الثقافية على الفرد، انما هي عرضة للتحول والتغير والزوال، لأنها ليست من كيان الفرد. وما الجماعة الا نتيجة عقود بين أفراد، تجتمع اليوم لتنفصل غدا ً. وهذا المفهوم الليبرالي الذي يرفضه هيغل، مرفوض كذلك لدى حميد موراني، الذي يركز على الأرض الأم التي تتحول من جبال وأودية وصخور وتراب وأنهار وأشجار، الى مقر الطمأنينة والراحة الذي يحلم به الفرد أينما كان في الدنيا، ويرغب، حتى بعد الموت أن يرقد فيه.

هذا ويسند موراني رأيه في الأرض والمصير المشترك، الى ما ورد في الكتاب المقدس على لسان النبي أشعيا حين خاطب الأرض قائلا ً: ارفعي طرفك الى ما حولك وانظري. كلهم قد اجتمعوا وأتوا اليك. بنوك من بعيد يأتون، وتحملين بناتك في حضنك. حينئذ تنظرين وتتهللين ويخفق قلبك ويرحب. هكذا يخفق قلب الأرض بلقاء بنيها، ويخفق قلب الجماعة باحتضان أفرادها، ويخفق قلب الفرد للاثنين معا ً.

هذا المصير المشترك الذي ينبت في أرض وينمو فيها، يصبح معها علامة لا تمحى في التاريخ الخاص، وبالتالي في التاريخ الرحب. لذلك أول ما يتهدد الجماعة، لكي تتشتت وتذوب. هو تاريخها المرتبط بمصيرها المشترك. انه محو الذاكرة. السلاح غير المرئي الذي يجعل الانسان يتيه في الدنيا بلا ثوابت تحدد كيانه وارتباطه وانتماءه وتطلعاته وأحلامه. من هنا نرى في أحداث النزاعات بين الجماعات محاولات لدمج تاريخين أو أكثر في تاريخ واحد، أو ابتلاع زمن كبير لزمن آخر. فمن يرضى بدخول جماعة مميزة تاريخه الواسع، يرضى بها جماعة ً بلا تاريخ وبالتالي بلا مستقبل. وعلى هذا الرضى أو الرفض يرتكز المصير المشترك لجميع مكونات الجماعة البشرية والثقافية وأحيانا ً الدينية. فالقضية الأساسية لأفراد الجماعة كمركب اجتماعي سياسي، ليس في أن تبقى أو لا تبقى، انما القضية في أن تبقى على أرضها الأم التي تشكل معها وحدة تكوينية راسخة، تكون منطلقا ً ومرجعا ً، وتشكل قوة انتفاضية أمام كل تحد ً يهدد الجماعة بالنزوح الشامل، وبالتالي بالذوبان في التاريخ والمدى الواسعين.

في المارونية.. ختام:

وختاما ً نعود مع حميد موراني الأسقف الماروني المفكر الباحث، وندخل الى بيته، الى جماعته، الى طائفته، الى الموارنة الذين كانوا السبب الأول لبحثه في الهوية والكيان والأرض والتاريخ، فنرى أن جميع الثوابت التي حددها لتكوين الهوية وتحديد الجماعة الرمزية، انما تنطبق على الموارنة، هذا الشعب الأمة التي تحلقت حول مارون وحول يوحنا مارون وحول الأديار وحول البطريرك، فبنت تنظيمها الاجتماعي حول الهرمية الدينية، وكانت القيم والفضائل الروحية الحجر الأساس في بنيان أخلاقياتها؛ كما تنظمت حول قادة سياسيين، وان لم يكونوا دائما ً على قدر المسؤولية، انما كان وجود القائد ضرورة للبقاء، على حد قول هويس في كلامه على السلطة التي تنظم العلاقات بين الناس. فمهما كان الحاكم سيئا ً فان وجوده أفضل من عدم وجوده، الذي يؤدي الى ولوج مساحة الفوضى التي لا تعرف نتائجها.

الى جانب هذا التنظيم رأى موراني كذلك، أن الموارنة ارتبطوا بالأرض التي عرفت بجبل لبنان، فعرف الجبل باسمهم وعرفوا هم باسم هذا الجبل. واذا ما أصيبوا بالشتات والهجرة، يبقى جبل لبنان الأرض المحج لهذه الأمة، التي خرجت من أرض الاضطهاد ولجأت الى أرض الاستقرار النهائي والثبات الدائم.

أما ثابتة المصير المشترك التي لها دورها البارز في بناء الهوية المجتمعية، فتقع برأي موراني موقعها الأكيد على كاهل أبناء الجماعة المارونية، فما يهدد الفرد يهدد الجماعة بأسرها، وما يهدد الكنيسة يهدد المجتمع، وما يهدد المجتمع ينعكس خطرا ً على الكنيسة وبالتالي على الوجود. من هنا دعوته أبناء هذه الأمة الى التصرف انطلاقا ً من الحس المشترك الذي لا يخطىء، بينما قياسات المنطق والحسابات الآنية والسلوكيات التي تغلب عليها ظروف الفرد مهما علا شأنه، تبقى عرضة للخطأ، وقد تكون أحد الأخطار غير المنظورة التي تهدد استمرار الجماعة في الوجودين التاريخي المرتبط بالأرض والسياسي المرتبط بالعلاقات.
Sun Apr 01, 2012 6:40 pm View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits