Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Father Antonios Chebli

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Father Antonios Chebli
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Father Antonios Chebli Reply with quote
الاب أنطونيوس شبلي (1894-1964) بقلم وهيب ابي فاضل عضو المجلس الثقافي في بلاد جبيل

الحديث عن الاب انطونيوس شبلي يعني الحديث عن رجل دين وفكر، عمل في حقول البحث والتأليف، لا سيما في التاريخ وفي مواضيع الدين، دون ان يهمل واجبات رجل الدين.

يحتاج الانسان في كل زمان ومكان الى اثبات كيانه وتوضيح ذاته، فيضطر ان يرجع الى الماضي. الفرد يبحث عن ماضيه هكذا تفعل الاسر والشعوب، واول ما تسعى اليه الامم هو اثبات شخصيتها معتمدة على العلم في دراسة الماضي دراسة واعية تؤكد من خلالها ان وجودها ليس عرضا ً بل استمرارا ً. وتأخذ العبرة من تجارب الماضي لتقييم حاضرها وتركيز اسس مستقبلها.

تمر امامنا حضارة العصر نراها تنطلق صعدا ً تدفع بالانسان نحو الفضاء كأن لتقتلعه من جاذبية الارض وتدفع به باحثا ً عن كواكب جديدة. لكن الانسان يرتضي الانسلاخ عن كوكبه الارض فهو لا يلبث يبحث عن ذاته، يتعلق بجذوره، فيجد انه بحاجة الى دراسة نفسه من خلال ماضيه، كالبناء كلما ارتفع احتاج الى تعميق الاساس، والشجرة اذا اورقت وتمددت اغصانها لا تثبت الا اذا كانت عميقة الجذور.

معرفة الذات تحتاج الى معرفة الماضي، وتثبيت الذات يحتاج الى مسايرة الحضارة، وحضارة العصر تحتاج الى العلم، بالعلم نشأت وبدونه لا تدوم. والتاريخ هذه الدراسة الواعية للماضي، لا تتم الا على يد القادرين المؤهلين لها. والمؤرخ يحتاج الى عدد من العلماء يستند الى ابحاثهم - كالبناء عندما يشيد البناء يحتاج الى اياد كثيرة، هذه تأتي بالحجر وتلك تحضر الماء واخرى تعد الطين وهلم جرا ً- كذلك المؤرخ يحتاج الى عدد من المساعدين يجمعون المعلومات والمستندات ويفتشون في المكتبات وفي البيوت، وفي الصناديق العتيقة والدفاتر القديمة، يحتاج الى الاساطير وروايات المسنين... يجمعها فيدرسها وينسقها ويجعلها مادة اولية لعمله.

كتابة التاريخ عمل مضن يتطلب امكانيات واسعة علمية ومادية، ويفترض ان يتعاون من اجلها الكثيرون، وان يتأمن لهم المتسع من الوقت هذه الشروط تتوفر بشكل واضح في الرهبانيات، فالرهبانيات هي خير من يؤمن لافرادها شروط كتابة التاريخ...

الامكانيات موفورة للرهبان فهم لا تنقصهم الكفاءات العلمية لا بل - كان رجال الدين وما يزالون - نخبة من المثقفين، على اكتاف الكثيرين منهم قامت النهضة الحديثة في لبنان ومنه انطلقت الى الشرق، والامكانات المادية هي الاخرى موفورة، اضف الى ذلك انه لا يشغل الرهبان هاجس المشاغل الحياتية! فلا زواجا ً ولا اولادا ً، ولا سعيا ً حثيثا ً لتأمين اللقمة والدواء والمسكن والتعليم.

الاب انطونيوس شبلي نموذج عن الباحثين - المحبين للتاريخ - الذين خدموا الدين والعلم بجد واخلاص. ولد في ميفوق سنة 1894. ومنذ صغره ظهرت عليه بوادر الذكاء والتقوى. ارسله ابوه الى المدرسة فتعلم في قرية مسرح في بلاد البترون وهي قريبة من ميفوق ثم التحق بمدرسة النصر في كفيفان وبمدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي وكلتاهما في بلاد البترون وقد تعلم العربية والسريانية والفرنسية. وكان كلما تقدمت به السن ونمت معرفته، ترسخ ايمانه، وازداد تقشفا ً وعزوفا ً عن حياة العامة، وانصرافا ً الى خدمة الدين.

عرض امامه طريقان: الطب والدير - كان ابوه شبلي وجده لأمه الشيخ حنا مارون الذي ظل شيخ قرية ميفوق مدة 45 سنة وكان له المام بالطب العربي - كانا يريدان توجيه انطونيوس الى الطب ومن ثم ارساله للتعلم في فرنسا. لكن انطونيوس لم يرد لنفسه ما اراده ابوه وجده له. بل غلبت عليه دعوة الكهنوت، فهرب الى دير كفيفان فاعاده ابوه ثلاث مرات، وجعله تحت الرقابة وخبأ حذاءه وثيابه، لكنه غافل اهله في يوم أحد، وانتعل حذاء جدته، وذهب الى دير كفيفان، وكانت هذه هي المحاولة الناجحة التي ظل بعدها في الدير حتى اصبح راهبا ً.

عاش حياة الرهبانية باصدق مثال. كان المؤمن العميق والخاضع خضوعا ً امثل لمشيئة الله - اطاع رؤساءه واحب مواطنيه ولبنان والعلم، ومن اجلهم بذل كل جهده. كان له ميل غريب الى البحث والمطالعة، بالاضافة الى الجلد والثبات. آمن بان البلاد لا تتقدم الا بجهود القلة العاملة، بسواعد النشيطين، وبادمغة المفكرين والباحثين. آمن بانه ليس من الضروري لكي ينتج الانسان ان يكون عبقريا ً، بل يكفيه ان يكون نشيطا ً وجلودا ً، وقال بالحرف "العبقرية واحد في المئة نبوغ والهام وتسعة وتسعون في المئة عرق وجهاد وسهاد".

اخلص الاب شبلي للرهبانية الاخلاص كله، فاصبح لها بروحه وبماله وليس لاهله الا بالدم. روى لي اخوه الاستاذ بديع شبلي هذه الحادثة بقوله "اخذت من اخي انطونيوس من زمن بعيد ديوان الرصافي وقاموس بللو Bellot وهو من الفرنسية الى العربية، لكن انطونيوس ما لبث يطالبني بهما حتى استرجعهما بحجة انه لا يحق له ان يمتلك شيئا ً لنفسه، فملكه هو ملك الرهبانية وهو لا يحق له ان يهب شيئا ً من مالها".

كان الاب انطونيوس يتحلى بمميزات سهلت له سبل الانتاج، فبالاضافة الى جلده على العمل، كان قوي الذاكرة، طلق اللسان، هو محدث لبق يستمد من ذاكرته ذخائر الشعر وتجارب الدهر، يورد الامثلة والبراهين، فاذا كان في مجتمع تحول تلقائيا ً الى محدث وتحول الحضور الى سامعين مصغين بلذة الى حديثة الشيق.

هذه البراعة في الكلام جعلت منه واعظا ً وخطيبا ً، حتى ان المطران مبارك - مطران بيروت الذي عرف بأمير المنابر – استدعاه لالقاء العظات في مدرسة الحكمة، وكان المطران يجلس في غرفة يستمع اليه حتى قال له مرة "صرت تعلم علينا يا بونا شبلي". الميزة الكبرى للاب شبلي هي ولعه بالمطالعة وبالكتب لا سيما بالبحث عن كل نادر وثمين، فكان يطوف المكتبات في الاديرة وفي البيوت، يتصل بالاشخاص يسأل يستفسر يبحث في بطون الكتب، وكلما سمع بكتاب او بمخطوطة اسرع للحصول عليها، حتى جمع في دير سيدة المعونات في جبيل، مكتبة هي من اهم مكتبات الرهبانية ان لم نقل اهمها على الاطلاق - انها ذات قيمة فكرية كبيرة لما تحويه من كتب نادرة في مواضيع مختلفة خاصة في الادب والتاريخ وعلى الاخص تاريخ لبنان، عدا المخطوطات النادرة. ان في هذه المكتبة ثروة مهمة تكمن في المخطوطات التي تتحدث عن لبنان تتناول حقبة مهمة من تاريخنا تمتد من عهد الامراء حتى اليوم، ونحن نعلم ان تاريخ لبنان ككل او كاجزاء - ما زال بحاجة الى جهود جبارة، لجمع المعلومات وتنسيقها وكتابتها. فتاريخ بلادنا لم يكتب بعد الا بشكل سريع، وبفترات متقطعة، وما كتب منه اشبه بكتاب مدرسي منه بمصدر عام. ان جبيل مثلا ً بالرغم ما عرفت من احداث منذ اقدم عصور التاريخ حتى اليوم، لم يكتب عنها الا على يد الاجانب، حتى كتب عنها مؤخراً الاستاذ فوزي سابا (من بلدة شيخان) كتابه "جبيل وبلادها في التاريخ "الذي صدر سنة 1968.

ومما ساعد الاب شبلي في عمله، داليته على الاديار والثقة الكبرى التي اوحاها لرؤسائه فاطلقوا يده للعمل، لا بل شجعوه عليه.
تقلب في مناصب حساسة، ولكنها لم تقيده عن العمل وقد كان صديقا ً للرئاسات العامة، وتنقل في الاديار فكان كاتم اسرار - ورئيس معاملة جبيل والبترون ورئيس انطش جبيل - كان يرفض رئاسة دير، لعله كان يجد في الادارة حدا ً من نشاطه وانصرافا ً عن البحث والتأليف.

حياته سلسلة جهاد، قضاها في المطالعة وفي الكتابة والنشر والتأيف، هذا دون ان يقصر في القيام بواجباته الكهنوتية حتى في ايام مرضه، وآخر رعية خدمها كانت رعية جدايل القرية التي كانت تمر دينيا ً بازمة ضمير، قلما تنبه اليها رجال دين كما فعل الاب شبلي، اذ انه كالراعي الصالح لم يشأ ان يترك نعجة ضالة من القطيع. فظل يخدم رعية جدايل في السنوات الاخيرة من حياته، بالرغم من مرضه، فيتحمل آلامه واتعابه وسنيه السبعين ليخدم الانفس، واذا طلب اليه رؤساؤه ان يرتاح اجاب "وها لجماعة المؤمنين شو منعمل فيهم ما بيجوز نتركهم بدون قداس" وظل ذلك الجندي الباسل في خدمة الدين وخدمة العلم حتى وفاته في 18 كانون الاول سنة 1964.

مات الاب انطونيوس شبلي الجسد، لكن عمله الفكري ما يزال حيا ً. وحسبنا ان نذكر شيئا ً من اعماله حتى يتبين لنا اية خدمة قدم للعلم. فمن اهم اثاره "نشر كتاب الآثار المطوية وكتاب الشدياق واليازجي وكتاب الجزار وترجمة كتاب عن العذراء نقله عن الفرنسية. وكتبا ً عن الصالحين بينها كتابا شربل ورفقا، هذا عدا عن المقالات العديدة خاصة في مجلتي المشرق والورود.

"الآثار المطوية": كتاب في جزئين يبدأ الجزء الاول في مقدمة ويحوي 215 صفحة ويحوي الثاني 354 صفحة، فيهما مقالات ينشر معظمهما لأول مرة، منها ادبية وتاريخية ونوادر طريفة واحداث واخبار عن الاديار والحكام والأسر، تلقي نورا ً على حياة لبنان في القرنين الثامن والتاسع عشر.

أما كتاب "الشدياق واليازجي" فهو عبارة عن مجموعة مناقشات ومناظرات علمية وادبية ولغوية جرت بين عملاقي النهضة في سنة 1871 وقد نشر الاول مقالاته في مجلة الجوائب والثاني في الجنان. يبلغ الكتاب 350 صفحة وفيه مقدمة مفصلة تعتبر دراسة مستفيضة عن كل من الرجلين، كما تبحث في شروط الادب والشعر والمناظرة.

"كتاب الجزار": ان من درس تاريخ لبنان ولو بسطحية تبين له ان الزعامة التي وصلت اليها البلاد في عهد المعنيين وما بعدهم، والتفوق اللبناني شرقي المتوسط على كافة الولايات العثمانية كل هذا كاد يتوقف لتنتقل الزعامة الى عكا. لا بل اصبح الوالي العثماني في عكا يتدخل بشؤون لبنان ويسيرها.

وقد بدأت زعامة عكا تنمو منذ عهد ظاهر العمر (1733- 1775) وبلغت ذروتها في عهد الجزار وقد اختار القدر ذلك المفامر الاسوري، الطاغية الفاجر، وقذف به من بلاد الباشناق الى آسيا الصغرى فمصر فدمشق فبيروت حتى اصبح واليا ً على صيدا، وجعل اقامته في عكا (1876-1804) واصبح صاحب الامر والنهي في فلسطين ولبنان واحيانا ً في دمشق، واصبح زعماء لبنان ومنهم بشير الثاني العوبة في يديه.

تاريخ الجزار ظاهرة سوء جديدة تضاف الى مساوىء عهود بني عثمان ويفرض علينا القدر ان ندرس تاريخ الطاغية حتى من خلاله نفهم الكثير الكثير من تاريخ بلادنا في اواخر القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر. وقد كان الاب شيلي الفضل في اكتشاف مخطوطة منسوخة عن مخطوطة للمؤرخ الكبير الامير حيدر الشهابي.

يروي الاب شبلي قصة عثوره على المخطوطة فيقول بانه وجد نسختين الاولى تقع في 214 صفحة مكتوبة بالحرف السرياني الكرشوني الملفوظ بالعربي وهو بخط المطران بطرس البستاني وانتقلت المخطوطة الى طنوس الخوري الحاج من قيتولي ثم اشتراها رئيس دير مار جرجس الناعمة للرهبانية البلدية وهناك اكتشفها الاب شبلي واستأذن رؤساءه فنقلها الى دير سيدة المعونات.

اما النسخة الثانية فقد اتى على ذكرها الاب لويس شيخو اليسوعي وهي في المكتبة الشرقية للاباء اليسوعيين في بيروت. قابل الاب شبلي بين النسختين ونسخ عنهما، ثم دفع بالنسخة الجديدة الى الطبع مع الاب اغناطيوس عبده خليفه اليسوعي، وظهر الكتاب سنة 1955. وهو في 555 صفحة، منه مقدمة ثم تاريخ الجزار من الصفحة 35 حتى الصفحة 212. ثم مجموعة مخطوطات قيمة بينها نبذة عن الشهابيين وآل الدحداح وغيرهم وعن جبيل. ثم كتاب الخوري حنانيا المنير الذي يتناول الاحداث التاريخية في لبنان من سنة 1771 حتى سنة 1804 ويلحق بالكتاب جدول عام للفهارس باسماء الامكنة والبلدات واسماء الاشخاص والسنين.

اما الكتب الدينية فهي كثيرة ولهلها اهم اثاره.

قد اشتهر لبنان منذ القدم بانه ارض القداسة فهو جبل النساك: في سفوحه وعلى رؤوس جباله انقطع الناس، بحرارة الايمان، للصلاة والعبادة، ولعل من اعظم ميزات الشعب الحي ان يخلق افرادا ً كبارا ً في شتى الميادين، فيكون منه قاطع الطريق ويكون القائد والعالم والقديس، بينما الشعب الخامل لا يخلق مجرما ً ولا يخلق قديسا ً ولا قائدا ً ولا عالما ً، بل افرادا ً سواسية في الخنوع والاتكالية احسن معاني وجودهم انهم يعيشون.

والشعب الحي كذلك يستنير بالكبار منه، يصغي اليهم في حياتهم وبدون اخبارهم بعد مماتهم لتكون له من سيرتهم قدوة ومثال. وقد طبق الاب شبلي شيئا ً من هذا عندما بدأ يكتب شيرة بعض الاتقياء في لبنان مثل الآباء: شربل مخلوف، ونعمة الله كسلب الحرديني (او قديس كفيفان) ودانيال العلم (قديس قرطبا) والاخت رفقا الريس (قديسة مار يوسف الضهر).

منذ سنة 1913 اقام انطونيوس شبلي في دير مارقبريانوس كفيفان وفيما كان يقلب اوراق المكتبة عثر على اوراق تحتوي نبذا ً من حياة وعجائب الحرديني جمعها الأب نعمة الله القدوم من الكفر- جبيل) ونشرت في المشرق سنة 1902. فخطر لشبلي ان يجمع اخبار الصالحين. ونشر اول مقال له عن شربل سنة 1922 وقد ترجم المقال الى الفرنسية ونشر في باريس في السنة ذاتها.

وفي سنة 1925 سافر رئيس الرهبانية العام الاب اغناطيوس التنوري الى روما، وعرض على قداسة البابا اعمال الرهبانية في لبنان وموجزا ً عن حياة رجال صالحين يجدر النظر في امر تطويبهم، فالح قداسة الحبر الأعظم على ضرورة جمع الأخبار بشكل رصين حفظا ً للحقيقة ودفعا ً للتشويش. ولدى عودة الرئيس العام اختار الأب شبلي لهذه المهمة لما يعهده فيه من قدرة على العمل ورصانة في البحث وحرص على تقصي الحقائق وفقدها.

واقدم الأب شبلي على العمل. ولكي يكتب عن شربل ذهب الى مسقط رأسه بقاع كفرة حيث بحث في كل المستندات: في دفاتر الكنيسة في سجلات النفوس، جمع اخبار الرواة حتى تعرف الى اهل شربل الى ابويه واجداده واخوته واقاربه والبيئة التي عاش فيها. ثم تابع سيرة حياته في دير مار قزحيا كفيفان، وميفوق، وعنايا، ثم في سجلات بكركي يبحث في روزنامة الاديار ويستقرىء الذين عاشروا الأب الصالح حتى جمع المعلومات الكثيرة ثم عاد يغربلها حتى احتفظ بالاهم، وقدم في سياق بحثه معلومات قيمة عن احداث لبنان في القرن التاسع عشر وعن وضع الاديار وحياة الرهبان.

ثم جمع من عجائب رجل الله 34 حادثة او اعجوبة مثبتى بشكل لا يرقى اليه الشك، فخبر كل حادثة ممهور من صاحبها من عدد من الذين شاهدوها واطباء المعالجين. وقد اورد افادات لاطباء وصورها في الكتاب كما حصل على شهادات من كافة اشخاص يمثلون كافة الطبقات من الأمي والمثقف والمدني والكاهن والمسيحي والمسلم والمؤمن وغير المؤمن. وقد كان هذا الكتاب المستند الاساسي الذي قدمته الرهبانية في دعواها لدى الفاتيكان وعلى اساسه جرى تطويب رجل الله شربل. وبالطريقة نفسها جمع الأب شبلي المعلومات عن باقي الصالحين ومنهم الأخت رفقا الريس.

وقبل انهاء الحديث لا بد من التنويه باسلوبه في الكتابة لا سيما في المقدمات، فاذا قدم لكتاب ادبي نجد الصورة الأدبية الجميلة الرقراقة المسترسلة، والاسلوب الشعري والصور الجميلة وكثرة الاستشهاد بالشعر والحكم. اما اذا قدم للتاريخ - كما في كتاب الجزار - فنجد اللغة العلمية الرصينة بدقتها وايجازها ووضوحها، كما نلاحظ مفهومه العلمي للتاريخ وروح العالم المدقق.

اما في الكتب الدينية فلا تسل عن سلاسة الاسلوب ورشاقة الجملة، وعن روحانية شفافة وحساسية مرهفة تصدر عن نفس مؤمنة قلقة من هذا العالم، لا تجد الطمأنينة الا في ملجأ الله، تسعى دائما ً وابدا ً الى نكران الذات لقهر المادة والسمو فوقها والتطلع صوت المخلص الذي لم يشأ ان يكون ملكه من هذا العالم.

ونحن في عصر تميز بتقدم العلم وطغيان المادة، جنح فيه الكثير من المتعلمين الى الالحاد فراحوا باسم العلم يحاربون الايمان، فلم يعد امام المؤمن الا ان يأخذ من العلم سلاحا ً لمواجهة الالحاد ولدرء الخطر. فالعلم بدون ايمان فاسد والعلم بلا ضمير بلية البلايا.

اننا - مخلصين - نلتمس من رهبانياتنا الا تكون مؤسسات اقتصادية ومالية - بل نتمنى ان تصبح كالمؤسسات الدينية في الغرب - قوة خيرة فاعلة رائدة العلم والفكر تعتمد الروح والعقل لتعيد الايمان الى الكافر ولتنفح الروح في الحجر وقد عودتنا الرهبانيات الا تبخل في عطاء وتضن بمعرفة. ولنا في الرهبان الشباب امل كبير خاصة في خريجي جامعة الروح القدس - الكسليك.

وكما قال الأب شبلي "لا ينبغي للانسان ان يكون عبقريا ً حتى يخلد بل يكفيه ان تكون له النفس الطيبة والارادة الصافية والرغبة في العمل". والله يسدد خطى العاملين ويفتح للذين يقرعون الأبواب المغلقة. هذا ويظل الأب انطونيوس شبلي صورة للراهب الذي خدم الدين بقناعة وايمان وقدم للتاريخ - أكان منه الديني ام السياسي - خدمة كبيرة. فيبرز اسمه بجدارة بين اسماء الذين خدموا الدين والدنيا.

وهيب ابي فاضل
Sat Sep 06, 2014 12:24 pm View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits