Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
Architect Antoine Salameh

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
Architect Antoine Salameh
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post Architect Antoine Salameh Reply with quote
المهندس أنطوان سلامه

ولد في بيروت في العام 1930، وهو من بلدة جعيتا كسروان. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة راهبات القلبين الاقدسين - التباريس، ومنها انتقل الى مدرسة الحكمة، حيث أمضى سبع سنوات، نال في نهايتها شهادة الباكالوريا القسم الاول وفي العام 1948، أنهى دراسته الثانوية عند الآباء اليسوعيين، بنيله شهادتي الباكالوريا القسم الثاني فرع الرياضيات، اللبنانية والفرنسية.

انتسب الى معهد الهندسة العالي في جامعة القديس يوسف في بيروت. وكان المهندس ابراهيم عبد العال، واضع تصميم مشروع نهر الليطاني، أستاذه في مادة علم الهيدروليك في المشاريع الزراعية.

في العام 1952، نال شهادته في الهندسة المدنية، ونظرا لتفوقه في دروسه الجامعية استطاع دخول "المدرسة الوطنية للجسور والطرق" Ecole Nationale des ponts et chaussées في فرنسا، وتخرج منها في العام 1954.

بدأ عمله في فرنسا كمهندس متدرب في تنفيذ مشاريع عدة، منها: المطار العسكري في Chalon sur Marne، والمعمل الحراري لتوليد الطاقة، في مدينة Creteil ومشروع تحويل مجرى نهر ال Rhin في منطقة Fessenheim ، حيث كانت تجري اعمال بناء معمل هيدر وكهربائي لتوليد الطاقة.

شاء القدر ان يفتح له باب الأمل للوصول الى عمل يرضي طموحه، عندما قررت الحكومة اللبنانية تنفيذ مشروع نهر الليطاني، وانشائها لهذه الغاية "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني". تعاقدت هذه المصلحة من اجل دراسة ومراقبة تنفيذ المشروع مع مجموعة شركات فرنسية، سميت "المجموعة الفرنسية لنهر الليطاني" Groupe Francais du Litani، فعمل المهندس سلامه في هذه المجموعة حتى العام 1955، من خلال شركة في مدينة تولوز، التي كانت الشركة الرئيسية في المجموعة الفرنسية المذكورة، وكانت تعمل في لبنان حينذاك لتنفيذ المعمل الكهرومائي والمنشآت المختلفة التابعة له على مجرى نهر الليطاني.

في أوائل العام 1956، عاد الى لبنان ليبدأ بالعمل ضمن "المجموعة الفرنسية لنهر الليطاني". فكان أول مهندس لبناني يشارك في تحديد معالم المشروع ويساهم في كل مراحل الدراسات ومراقبة التنفيذ العائدة اليه. شغل المهندس سلامه مركز المساعد الأول للمهندس الفرنسي المسؤول عن الدراسات ومتابعة تقدم الورش. كما كان على تواصل دائم مع استاذه المهندس ابراهيم عبد العال الذي كان ممثل الحكومة في مجلس ادارةالمصلحة الوطنية للنهر. وقد تأثر جدا ً بوفاته المفاجئة في العام 1959، وعند تأسيس "جمعية أصدقاء ابراهيم عبد العال" انتسب اليها، ثم انتخب عضوا ً في مجلس ادارتها. وهو اليوم نائب رئيسها ورئيس لجنتها الفنية.

لم تثن المسؤوليات المتعددة المهندس سلامه عن التفكير بتأسيس منزله العائلي، فتأهل في 2 تشرين الاول من العام 1960 من الآنسة سيمون فؤاد ابي عاد، ورزقا بثلاثة اولاد، هم:جوزف، جويل ومالك.

في أيار من العام 1961، أعفيت المجموعة الفرنسية من مهامها، فطلب "مجلس ادارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" من المهندس سلامه أن يتولى المسؤوليات التي كانت موكلة اليها. فقبل المهمة، بعد أن وافق مجلس الادارة على طلبه، القاضي بأن يضم اليه جميع المهندسين والفنيين اللبنانيين الذين كانوا يعملون معه في المجموعة الفرنسية. وهكذا تولت مصلحة الدروس المستحدثة التي ترأسها سلامه اعداد الخرائط اللازمة لمتابعة تنفيذ الأعمال، بالاضافة الى وضع الخرائط الجديدة لسد القرعون بعد صدور قرار "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" بتغيير التصاميم العائدة اليه. ونفذت هذه الدراسة بدقة، كما تابعت جميع الورش تقدمها مما دفع بمهندسي مؤسسة كهرباء فرنسا، العاملين في المصلحة الوطنية للنهر، الى تقدير المستوى الفني العالي الذي يتمتع به الفريق اللبناني.

عمل المهندس انطوان سلامه بكل جهد واخلاص في مشروع الليطاني. ولما اطمان الى سير العمل بصورة طبيعية، أراد أن ينطلق في عالم الهندسة، لا سيما وان المشاريع الانمائية في عهد الرئيس فؤاد شهاب (1958-1964)، كانت قد انطلقت بزخم، بواسطة "مجلس تنفيذ المشاريع الانشائية" والمؤسسات الانمائية الأخرى. فقرر انشاء مكتب خاص للدروس ومراقبة الأشغال. فقدم استقالته من "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني"، ودخل مجال العمل الهندسي الاستشاري في أواخر العام 1961، من خلال مؤسسة تحمل اسم "المهندس انطوان سلامه دروس ومراقبة أشغال"، وحولت هذه المؤسسة لاحقا في 11 تموز من العام 1980 الى شركة تحمل اسم "جيكوم - المهندس انطوان سلامه وشركاه ش.م.م".

ساهمت المؤسسة التي أنشأها في انجاز أكبر المشاريع اللبنانية، ومن أبرزها: المائية، الطرق والجسور والمحولات على المفارق المزدحمة، وضع المخططات ودرس الانشاءات للنقل المشترك، دراسة تنفيذ الأبنية والتنظيم المدني ومن الاشغال التي هي قيد التنفيذ والمراقبة حاليا ً، سد بقعاتة كنعان الذي تقدر قيمة الاشغال العائدة اليه بستين مليون دولار اميركي.

في العام 1963، أصبح رئيسا ً لبلدية جعيتا، فخدم بلدته استنادا ً الى المامه بالشأن الانمائي، فوضع المخططات لتطويرها والمحافظة على جمالها. عمل بكل ما في وسعه مع صديقه القائمقام خليل الأسطا على انشاء اتحاد لبلديات كسروان الفتوح. وعند تأسيس الاتحاد، اتفق مع رئيسه المحامي نهاد نوفل، على انشاء مكتب فني يضم مجموعة من الاختصاصيين للمساعدة في وضع مخطط انمائي شامل لمنطقة كسروان الفتوح. لكن محاولات المهندس سلامه الانمائية لم تثمر في اتحاد بلديات كسروان الفتوح وكذلك في بلدته جعيتا، فاستعملت قوى الامر الواقع المسيطرة على المنتطقة في حينها لارغام اكثرية أعضاء المجلس البلدي على الاستقالة، مما أدى الى حل بلدية جعيتا في العام 1986.

في العام 1964، أسس شركة "ايزوتيك" لمعالجة المشاكل الدقيقة في الأبنية والمنشآت الانمائية، وفي سنة 1978 وبسبب الاحداث الأليمة، أسست الشركة فرعا ً لها في باريس، فأمتدت أعماله الى أوروبا والصين والدول العربية. وعند انتهاء الحرب عادت "ايزوتيك" الى بيروت حاملة معها تقنيات جديدة.

وفي العام 1966، أسس شركة "تكنيسول" المتخصصة بدراسة التربة والأساسات، وكانت الشركة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط في حينه، فمارست أعمالها في لبنان والبلدان المجاورة.

عمل المهندس سلامه في المجال السياسي فكانت نظرته للسياسة كنظرة الرئيس فؤاد شهاب، ترتكز على وضع خطة انمائية شاملة للوطن، وتعمل على التخطيط من أجل الوصول الى انماء متوازن بين كل المناطق اللبنانية. حاول الانسجام مع اثنين من اكبر الاحزاب اللبنانية، لكنه لم ير في برامجها ما يتناسب مع تفكيره السياسي والاجتماعي، فملأ الفراغ بالانصراف الى لقاءات ذات طابع سياسي بواسطة الانتساب الى جمعيات سياسية كالجمعية التي أحاطت بالرئيس شارل حلو (1964-1970) خلال الفترة التي سبقت انتخابه.

وفي بداية الحرب اللبنانية تعرف على الشيخ بشير الجميل، فأعجب بصراحته وحماسته للقضية اللبنانية، فأسس، بناء على طلبه، لجنة ضمت مجموعة من رفاقه، سميت "دار العمل"، لتأمين الخدمات الاساسية، وخلق الهيئات الشعبية، ومعالجة المواضيع الاقتصادية والانمائية، وادارة جميع الشؤون المتعلقة بالاشغال العامة في ما كان يسمى بالمنطقة الشرقية حينذاك. وعندما ترشح الشيخ بشير الى منصب الرئاسة الاولى انبثق عن "دار العمل" فريق عملي سمي Groupe Gamma، ضم نخبة من الاختصاصيين في جميع الحقول، قاموا بتحضير برنامج شامل متكامل لمدة ست سنوات.

بعد هذه الخبرة التي انتهت باستشهاد الرئيس بشير الجميل، اعتزل المهندس سلامه العمل السياسي وانحصر عمله بنشاطه المهني وبعض النشاطات العلمية.

المهندس انطوان يوسف سلامه، اسم كبير لمع في تخطيط وتنفيذ أكبر المشاريع الانمائية في لبنان والخارج، محولا ً طاقاته المهنية والفنية الى عملية ابداع حضاري منفتح على آفاق المستقبل.

أنطوان سلامه عنوان الهندسة في كتاب المدينة
الدكتور عبدو قاعي


أيها الأصدقاء نقرأ في سيرة حياة أنطوان سلامه، التي كتبها بنفسه، النص الآتي:

- "ولدت وربيت في بيروت وكنت منذ صغري أنتظر بشوق أشهر الصيف التي كانت تنتقل في خلالها كل عائلتي، لمدة شهر أو شهرين، الى قرية داريا، عند والدي أمي: جدي الخوري يوسف صفير وجدتي الخورية فرنساوية زغيب.

ان الحنين الى هذه الفترة من حياتي، هو باق في داخلي حتى اليوم، انطلاقا ً من ذكرى الطريق الذي كنا نسلكه انطلاقا ً من بيروت، بين حدائق الليمون على الساحل، حتى الوصول الى قرية داريا التي كنا نصل اليها بعد سبعة كيلومترات تقريبا ً من المشي، والتي كانت تدهشنا، عند وصولنا اليها بلون الأخضر الذي كان يغطيها، وبرائحة ترابها والأحراج الملاصقة بها، التي كانت تنعش صدورنا.

لذلك، عندما شاء القدر أن أصل الى رئاسة بلدية قريتي جعيتا، برغبة جامعة من أهاليها، قبلت هذه المهمة بكل فرح، لأنني اعتقدت بأنني سأستطيع أن أعمل من خلالها للحفاظ على جمالها وجمال جوارها، وأن أنظم تطورها.

خدمت قريتي، خلال فترة رئاستي للبلدية، بضمير حي، وبالاستناد الى معرفتي لكل الأصول الانمائية، ووضعت المخططات لتطويرها، وبالوقت نفسه للحفاظ على رونقها وجمالها.

- ان نظرتي الى السياسة ترتكز على وضع خطة انمائية شاملة للوطن، تعطي لكل المواطنين نفس الحقوق، وتفرض عليهم نفس الواجبات، فعملت من خلالها على التخطيط من أجل الوصول الى انماء متوازن بين كل المناطق اللبنانية.
انني اعتبر، أنه لا يمكن التوصل الى الأمن الأهلي الدائم الا بواسطة تطبيق هذه السياسة.

بحثت، منذ أن ابتدأت بالاحتكاك بصراعات المجتمع اللبناني، وعمليا، منذ نهاية دراساتي الثانوية وابتداء دراساتي الجامعية، عن المحيط السياسي الذي يركز سياسته على هذا المبدأ.

وفي سبيل التعرف على هذا المحيط، حاولت الانسجام مع اثنين من أكبر الأحزاب السياسية التي كانت قائمة في لبنان (ولا تزال) في هذا التاريخ.

ولم تطل محاولاتي المذكورة أعلاه، لأنني لم أر في برامج هذه الأحزاب، ولا في تصرفها على الأرض، ما يتناسب مع تفكيري السياسي والاجتماعي فملأت هذا الفراغ بالانصراف الى لقاءات ذات طابع سياسي بواسطة الانتساب الى جمعيات سياسية كالجمعية التي أحاطت بالرئيس شارل حلو في الفترة ما قبل انتخابه. "

وينهي أنطوان كلامه، في خلاصة القول، بتقييمه الشخصي لانجازاته، فنراه في ذلك، يجمع بين تنهدات الأسف وتأوهات الوجع، لما حل بحلم حياته، الحلم الذي ارتسم في مخيلته آملا ً بتنظيم المدينة في لبنان، أو بالأحرى، بترتيب عمران لبنان المدينة ولبنان الريف والطبيعة، بذهنية المهندس الساهر على انجاز عمارته كفعل بناء متواصل ومترابط الجوانب، من أجل خلق أفضل الظروف للعيش معا ً في الوطن اللبناني الذي أحبه بكل جوارحه، فنسمعه يصرخ بصوت متهدج قائلا ً:

"لا يمكنني أن أنهي الكتابة عن مسيرة حياتي الا بشكر الله على كل ما أعطاني، طوال سنوات حياتي، من فرص لتنفيذ البعض مما كنت أطمح اليه، ولخدمة بلدي والمجتمع الذي أعيش فيه بكل اخلاص ومحبة.

لا يمكنني أيضا ً الا أن أبدي تأسفي، ولا بل ألمي لرؤية بلدي الحبيب لبنان يتراجع سنة ً بعد سنة، من عهد الانتداب الفرنسي وعهد الاستقلال، حيث كان لبنان ينمو بقوة وبوحي أولاده، فيعزز الطمأنينة والأمل في قلوبهم، الى عهدنا اليوم، حيث نرى لبنان الجميل قد عبثت به الأيدي الهدامة، وشوهته وهدمت اقتصاده الزاهر واحتلت ربوعه ومدنه قوى الشر، وأفقدته قدراته على بناء الوحدة، وعلى توفير الأمن والأمل بالمستقبل.

عسى يرجع شباب اليوم الى ضمائرهم والى التاريخ، ويستيقظون لنجدة بلدهم وانتشاله من الأيدي التي دنسته، ويعيدون اعماره بالمحبة والعلم."

فمن هو هذا الرجل؟

هو انسان حر طليق، يعطي من ذاته ومن عمله ومواهبه المهنية بمسؤولية الملتزم برسالة سامية، رسالة الهندسة التي أخذ على عاتقه التعمق في مجالات تطبيقها ونشرها، تجسيدات خلابة لجسور تربط بين رموز الأزمنة التي رحلت وتشكلات فنون الحياة في حركة الأزمنة المتكونة، بسرعة سيولة الضوء، في الحقبات المتعاقبة لحركة الزمن الآتي، دوما ً، من ضمن تفجرات الحياة في أروقة الحاليات البائسة لعيشنا في واقعنا الحالي.

هذا الانسان، المتأصل في انسانيته، عاش التزامه، ولم يزل، في اطار متجدد للعمران، تعهد بشق معابره من خلال المعالم التي رسمها لصورة لبنان كما أراده أن يكون. فعمل هكذا، منذ بدء حياته المهنية والى الآن، على اعلاء شأن هذه الصورة، وهو يجهد لنقل لبنان، من حالة فوضى العمران، الى حالة التناغم العمراني، الذي من شأنه أن يساعد على اعادة بناء التوازن الاجتماعي والاقتصادي في لبنان، وفي كامل مدنه وقراه.

هذا الانسان كان له أن يسعى بمسؤولية لعصرنة النقل، ولتحديث الطرقات ومد الجسور ولتحسين أوضاع السير والعبور على مختلف المعابر، وبمختلف أنواع وسائل النقل.

هو من شدد، في كل خططه، على الضرورة الملحة لتنويع أشكال المعابر من أجل تيسير الانتقال من نقطة الى نقطة بأسرع وقت ممكن، و بأفضل الشروط البيئية، و الحياتية الأخرى، لجهة تأمين الهدوء و الراحة و السكينة و الطمأنينة للمسافرين من مكان الى اخر، في كل الأوقات، بأقصر مدة نقل، وبأصغر مسافة عبور، بين أمكنة السكن المختلفة، وبين الأماكن المقصودة المتنوعة، داخل المدن وخارجها، وعلى مستوى الوطن اللبناني الكل.

هو من الذين ركزوا على خطة نقل شاملة لكل لبنان، تتجاوب وتتطور مع المخطط الانمائي المتوازن للوطن، وتجمع كل أنواع وسائل النقل الممكنة، برا جوا وبحرا وغيرها، وتأخذ بعين الاعتبار ضرورة تأمين كل وسائل النقل المذكورة أعلاه، لوصل لبنان بالعالم الخارجي ولكي يحافظ وطننا على دوره كهمزة وصل بين الغرب والشرق.

هو أيضا بين الذين شددوا على لزومية الحفاظ على مياه لبنان واحترام ينابيعه وأنهاره وثلوجه، باعتماد كل الوسائل، الحديثة منها و التقليدية، وذلك بواسطة الدفاع عنها في الداخل من كل تعد وتلوث، و بحمايتها من مطامع البلدان المجاورة وخاصة جارنا الجنوبي الذي وضع اليد على شبه كامل مياه نهر الحاصباني وحوضه الجوفي، الذي يتدفق من ينابيع الوزاني واللدان وبانياس.

فهو من ابتدأ حياته المهنية في لبنان مع أول فرقة عمل أنشئت لوضع المخططات لمشروع تجهيز نهري الليطاني والأولي، والذي قام من خلال مكتبه في ما بعد بالدراسات للمنشآت المائية العديدة، من سدود وشبكات للري ولمياه الشرب والمياه المبتذلة ومحطات التكرير. وهو الذي يناضل في لبنان وفي المؤتمرات العالمية، مع العديد من الرفاق، وكرئيس اللجنة العلمية في "جمعية أصدقاء ابراهيم عبد العال" من اجل الحفاظ على المياه اللبنانية من المغتصبين في الداخل والخارج، وبصورة خاصة على مياه حوض نهر الحاصباني السطحية والجوفية التي اغتصب القسم الأكبر منها عدو لبنان على حدوده الجنوبية.

هو من الذين ناضلوا في سبيل الحفاظ على البيئة، وخاصة على الأحراج والشواطىء فعمل بكل ما في وسعه خلال عمله في المجال البلدي، وكمهندس يدير مكتبا ً كبيرا ً للدروس في لبنان من أجل الوصول تنظيميا ً الى تصنيف الأراضي اللبنانية بصورة علمية ليخصص، ضمن تخطيط شامل للوطن، قسما ً منها للبناء و قسما ً آخر للزراعة و قسما ً ثان آخر للصناعة والقسم الباقي للأحراج والأماكن الأثرية والتراثية.

كما أنه من الذين ناضلوا بكل الوسائل المتاحة له، من أجل تأمين سلامة الشواطىء البحرية والحفاظ عليها لكي تبقى ملكا ً عاما ً يحق للجميع الوصول اليها والتمتع بجمالها اذ أنه لا يجوز الابقاء على الوضع القائم حاليا ً حيث نرى الأملاك البحرية بما فيها الشواطىء الرملية التي ابتدأت التضحية بها منذ عدة عقود، ولا تزال تضحى اليوم باستثمارات عقارية وسياحية تتنافى مع الأصول البيئية، وتطوير الثروة السياحية اللبنانية.
هو، أخيرا ً، من الذين نقلوا خبرتهم الانسانية والفنية الى الدول المجاورة للبنان، من سوريا الى الخليج العربي.

لو قرأتم مسيرة حياته، التي خطها بيده، لتأكدتم بأنفسكم، من صحة ما جئت به اليكم عن هذا الرجل الذي أفتخر بأن أكون من أقربائه، لناحيتي القربى الوراثية والقربى الانسانية في الخيارات الحياتية المختلفة، المادية والروحية.

أقول هذا، لأنه صدف أن تقاربت نضالاتي في حقول الاجتماع والاقتصاد والتربية البيئية والانشاءات العمرانية والتخطيط المدني مع نضالاته، وهي تتزامن معها من نضال الى آخر.

فقد رافقته هكذا في همومه، وعملنا في بعض الأحيان سوية للحفظ على روح المدينة ومثالها الثقافي والحضاري العام.

عملنا سوية في مجالي التخطيط المدني والنقل، ضمن نطاق مهمة غايتها دراسة تأمين النقل المشترك في داخل مجمل المدن اللبنانية، ولوصل هذه المدن بعضها ببعض، وهذا في خضم الحرب اللبنانية، وفي الفترة التي كنت مسؤولا ً فيها عن تنسيق نشاطات فريق العمل الذي تفانى أعضاؤه في ممارسة نشاطاتهم الفكرية وجهودهم التطبيقية، من أجل وضع مخطط توجيهي للعمران في منطقة بيروت الكبرى.

نعم، لقد صدف أن رافقنا بعضنا في الهموم والاهتمامات من أجل التوصل الى فك طوق الرجعية والاقطاعية في المجالات الثقافية والسياسية، بالاضافة الى المجالات المذهبية والانتمائية الأخرى، أي المجالات العائدة الى الانتماءات العرقية والعائلية والمذهبية، وللاستزلامات الحزبية والدينية أو المصلحية بكافة أشكالها، توصلا ًالى ابراز أهمية المشروع المدني في لبنان، بأبعاده الجغرافية والتاريخية، بالاضافة الى أبعاده الانسانية والسلوكية، على المستويين الفردي والجماعي، وذلك من أجل تحقيق أمل بناء لبنان، لبنان المدينة المتناغمة مع الريف والهادفة لنزع فتائل التفرقة بين أبنائه، أي هذه الفتائل القائمة على أساس ثقافات الانتماءات الجزئية والمتنافرة الى حد تكرار حصول النزاعات التي تمزق المجتمع، وتفرض حكم الاقطاعية الطائفية في لبنان.

كما اننا قد رافقنا بعضنا من أجل حل عقد المساوىء المزمنة المسجلة في الذاكرات الثقافية، ومعالجة الأخطاء الناتجة عنها، فتبين لنا أنه يجب الاعتراف بهذه الأخطاء والعودة عنها، والعمل معا ً، ولو اقتضى ذلك المواجهة اللا عنفية، على القراءة الصحيحة للقيم النبوية الصادقة، وللحكمة الانسانية الجامعة التي بني على أساسها لبنان، والتي بموجبها ، تلتئم القلوب من جديد، ويتبدد الخوف، ويتشرد منطق الشر، لينمو في الأمكنة عينها لحلولها، لا منطق المحبة الذي يحمي القلوب من الوقوعت في تجربة هذا المنطق، في ارتقائها الدائم نحو ثقافة اللقاء مع الآخر، في وطن العيش معا ً، لبنان. فينتشر هكذا هذا اللا منطق وفقا ً لأزمنة نبوية مختلفة لزمان الله الواحد على أرض لبنان، كتعابير متنوعة للحضارة الانسانية الجامعة والعابرة للثقافات التي مرت بتجربة الحوار.

لكنه، وحيث أن المعالجات لهذه المشكلة التي أصابت اللبنانيين في عمق ذاكرات معتقداتهم، والتي جعلتهم في غاية الحذر، بعضهم تجاه بعضهم الآخر، لم تكن بالعمق الانساني الكافي لكي تؤمن الطمأنينة من جديد وفقا ً لما هو مطلوب، كان أنه، بسبب فقدان هذه الطمأنينة، حصل أن وقعت أحداث 1975، وكان أن تمادت هذه الحرب في تفاقمها الى أن أوصلتنا اليوم الى حالة من الدمار الروحي الكامل، أي هذا الانحلال الخلقي، الذي سمحنا لأنفسنا من خلاله، بتعاطي الزبائنية السياسية والاقتصادية والتربوية، والدينية في بعدها الطائفي، للحفاظ على ما هو لنا في مواجهة الآخرين، أي أفراد الجماعات الطائفية الأخرى التي تطمح، من جهتها، الى النيل من مكتسبات بعضها البعض، لتعيد تحديد موقعها في ميزان السلطة. وبنتيجة هذه القراءة البحثية التي قمنا بهما لما جرى ويجري تبين لنا أنه ينبغي أيقاف التاريخ الطائفي في لبنان، وبشكل قاطع، من اجل التوصل الى بناء التاريخ المدني على خطى الزمان الروحي للتكوين الديني للاله الواحد، المتعدد التعبير في لاهوتياته النبوية العابرة للأزمنة، والمخاطبة لها وفقا ً لمنطقها الخاص.

وهذا يعني اعادة تركيب الدولة اللبنانية على أساس مدني، والطوائف على أسسها الروحية، حيث المنابع لا تأتي من الأحداث التاريخية الدامية التي تفصل بين عائلتين أرضيتين متخاصمتين على السلطة، بينهما في الأصل من عائلة روحية واحدة، بل من الروح الالهية التي تجمع الكل بالكل.

وفي خلاصة الكلام، أنتهز هذه الفرصة لأقول ان أنطوان سلامه هو هذا المعنى الضائع على المعابر الشائكة التي حاول أن يشقها ويعبدها من أجل السفر نحو المجتمع اللبناني، بعد أن نكون قد آلينا على أنفسنا التخلي عن نزاعاتنا القبلية التي ترسخت فينا، فغدونا طوائف متشابكة ومتنافرة في مواجهة دائمة، من أجل استملاك القيم، قيم الانسان في بعدها الروحي والمادي،ووضعها، من قبل كل طائفة، في حسابها الخاص.

أنطوان سلامه، هو هذه الكلمة الهائمة بهندسة العمران التي تجسدت لتعمل في حقول انماء الحياة في لبنان، برغبة من اب، من طينة الأبوة اللبنانية الحقة. فكان له أن تستجاب أمنياته، فأنجبت له شريكة حياته، ملكة، ابنا بكرا ص من حلاوة الحب الذي يربطها به، طفلا ً وضيعا ً، ما ان تفتحت عيناه على دنيا الحياة، حتى استقر باله، حبا ً ورجاء ايمان.

كيف لا وهو أنطوان سلامهن ابن يوسف حبيب سلامه، الذي ما توقف يوما ً، مع زوجته الحبيبة سيمون، عن النضال، انطلاقا ً من مدينة بيروت التي ولد فيها، بينما جذوره تنتمي الى بلدة جعيتا، القرية المرمية على سفح التلة الشمالية من ربوع كسروان العزيز على قلبه، والتي أحبها بكل جوارحه. وتألم من التشويهات التي أحدثتها فيها، وفي منطقة كسروان على العموم، أيدي المفسدين والجهال من أبنائها ومن أبناء لبنان الآخرين، فبكى وأبكانا، ونحن اليوم نشهد له بفخر لما قام به ولما خطط له في مجالات تجهيز البنى اللازمة لاعمار لبنان، وتزويدها بالمعاني والرموز التي تعزز ترسيخ معالم التكوين المجتمعي في لبنان.

نحن اليوم، نلتقي لنبارك المشروع المجتمعي الذي أبرز معالمه أنطوان سلامه، ولو كانت له أيادي الهدم والتفرقة بين أبناء لبنان بالمرصاد، فعبثت بالكثير من مقوماته، مما ارتد وجعا عليه بسبب قوة الفساد عند الكثير من أصحاب القرار وقساوة قلوبهم وتناسيهم بوقاحة لما تفرضه المصلحة العامة، وذلك من أجل انماء مصالحهم الشخصية فتجاهلوا قناعاته عمدا ً وهدموا البعض من مشاريعه حتى بعد اقرارها وأبعدوه بدون أي تردد عن الكثير من المشاريع الانمائية المصيرية.
Thu Nov 06, 2014 7:14 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits