Back Home (To the main page)

Middle East fine art store

 

Sections

About us

Contact us

 
 
Home > Panoramic Views


الضيافة والخلعة والضريح (...تابع)

يقدم اهل الميت للمدعوين الليمونادة وبعض المرطبات والقهوة مرة غير محلاة بالسكر والتبغ (الدخان) ويرسل الحاكم من الامراء او الاقطاعيين كالشيوخ وغيرهم من يعزي اهل المتوفى ويحمل اليهم الخلع من قبله علامة الرضى ومحافظة على من كان من عهدته. اما الضريح فان الامراء والحكام والطبقات الأخر من الخاصة يبنونه على شكل قبة وتحتها رمس يفتح حين الدفن. وكثيرا ً ما يضعون عليه قبرية اي كتابة ونحوها تدل على المتوفى.

وبعضهم يضع نصبا ً عليه قبرية. والبسطاء والفقراء تكون قبورهم عبارة عن رجمة من الحجارة ولجهة الرأس حجر عمودي. والبعض يتفننون ببناء الضريح من حجارة فاخرة منحوتة ونحوها. ويجوز دفن جثة مع اخرى في ضريح واحد عند النصارى فقط.

الحداد والعادات الأخر

الحداد يقوم بلبس الثياب السوداء رجالا ً ونساء وارسال شعر اللحية والوجه الى يوم الاربعين بعد الوفاة واذا كان الميت اميرا ً او حاكما ً شمل الحداد جميع مقاطعته على اختلاف سكانها ومذاهبهم وهكذا من دونه من الاقطاعيين.

وعند النصارى يعمل للميت "الثالث" وذلك بتقديم حسنات قداديس للكهنة عن نفسه وسلق القمح ووضعه على اطباق او صوان مع الزبيب والحلوى وحمله الى الكنيسة مع قداس قربان فيصلي الكاهن عليها في آخر القداس وتسمى النياحة (كلمة سريانية بمعنى الراحة) وتفرق على الشعب ليترحموا على الميت وتقدم معها الشموع للهيكل والزيت لاسراج قناديله. وعند غير المسيحيين يجدد الحزن على الميت بعد اسبوع فقط. ثم بعد مضي اربعين يوما ً على الميت او نحوها بحسب الاسابيع تجدد المناحة ويقدم للكنيسة عند النصارى ما قدم في اليوم الثالث. وتخرج النساء الى القبر للبكاء على الميت. ويعودون الى بيته بالندب والعويل وقد تجتمع بعض القرى المجاورة بحسب منزلة المتوفى. وهناك يحلق الرجال شعورهم المرسلة حدادا ً. ونساء الميت يطفن على اهل القرية فيخلعن اثواب الحداد عن نسائها شاكرات لهن مجابرتهن لهم بالحداد. ويعاد تذكار الميت بعد نصف سنة وبعد سنة وهو نهاية حداد الانسباء فيغيرون اثوابهم السوداء رويدا ً رويدا ً الى ان تعود بيضاء. وكذلك تلبس النساء الحلى التي تركتها حدادا ً. ويعودون الى المآكل التي انقطعوا عنها مثل اطعمة المواسم والاعياد والكبة وما شاكل. ويغسلون اثوابهم التي تركوا غسلها مدة الحداد.

واما الدروز فيحتفلون بتذكار الميت بعد اسبوع ليس الا. وتشترك كل الطوائف بهذه العادات ومشاطرة الحزن والحداد. وقد تذبح الذبائح على القبر وتوضع عليه الاطعمة للفقراء. وتطلق فوقه البنادق حزنا ً.

ومن الخرافات الشائعة في المآتم ان الميت اذا بلع الكفن سبب ذلك موت كثيرين فلهذا عند وضع الجثة في اللحد يشق الكفن من جهة الوجه ويثنى. ويتطيرون من فتح المقبرة بعد دفن حديث فيها ويقولون انها لا تفتح على اقل من ثلاثة من الاسرة او البيت. ويتركون السراج الذي اوقد في غرفة المتوفى ليلا ً عند خروج روحه فيبقى مسرجا ً طول النهار الى ان ينطفىء بفراغ زيته. وعند ادناف المريض يتطيرون من نعيب البومة ويخافون عليه من الموت. وكذلك اذا كسر ماعون في البيت واذا عوى كلب عواء مقلوبا ً او صاحت دجاجة كالديك.

شؤونهم العمومية دينا ً ودنيا

لهم بشؤونهم على اختلاف احوالها عادات واعتقادات وتقاليد لا يمكن اقتلاعها الا بتوالي الحقب ولقد عالجها العلم الحديث والمدينة العصرية كثيرا ً فلم يستطيعا استئصالها ولكنهما نجحا باضعافها.

الاعياد والمواسم السنوية

ألفوا تكريم ايام واعياد خاصة يعطلون بعضها ويكرم المسيحيون منهم يوم الاحد وينقطعون فيه عن العمل. والدروز وغيرهم يوم الجمعة. فيحتفلون بالصلوات فيهما وفي الاعياد ويصومون بعض الاشهر اكراما ً للاعياد فالمسلمون والشيعيون والدروز يصومون شهر رمضان. والنصارى عندهم اصوام كثيرة. ولكن صيام الاولين يقوم بالانقطاع عن الاكل من الصبح الى المساء فيأكلون بعد ذلك ما شاؤوا. والنصارى ينقطعون عن اكل اللحوم وترك الطعام من نصف الليل الى الظهر والارثوذكسيون منهم ينقطعون عن تناول السمك ايضا ً في بعض الاصوام. ويحتفلون جميعهم بالمرفع وهو الاستعداد للصيام الكبير الذي يسبق عيد الفصح او عيد قيامة المخلص فيقصفون فيه ويلعبون ويشربون الخمر وغيره ولا سيما يوم خميس السكارى في الاسبوع الاخير من ايام المرفع وقد تجري فيه مساخر وألعاب هزلية. والاسبوع الاخير عند الارثوذكس والكاثوليك ينقطعون فيه عن اكل اللحم فيستعيضون بأكل الجبن والالبان والبيض ونحو ذلك وتسمى "جمعة البياض او الجبن".

وتكثر في الاعياد المآكل الخاصة والتهادي ودعوة الكهنة والاصحاب والشيوخ لتناول الطعام معهم وينيرون المعابد بالاسرجة. ويقدمون القربان والشمع والزيت للمعابد ويتزينون بالملابس الجديدة. ويطلقون البنادق ويجتمعون في بعض الاديار التي على اسم قديس العيد ليلة عيده ولو كان معتزل وينامون هناك ويقصفون. ويشعلون الوقود زينة ً. ويجرون من الاعتقادات والعادات ما هو جدير بالتفصيل فمنها عند النصارى:

رأس السنة - وفيه يتهادون منذ القديم ويعطون اولادهم "الصباحية" في صباح السنة الجديدة التي يسمونها "صباح الخير" ويدعونها "البسترينة" وهي هدية كانت تقدم لالاهة القوة عند قدماء الرومانيين فسموها باسمها كلمة لاتينية من (Strenna) وهي شيء من الدراهم تبركا ً بالسنة الجديدة التي تقع في اول كانون الثاني عند النصارى بعد ان كانت في اول ايلول. ويلعبون على دراهم ويسمون ذلك "الفور". ويتجنبون فيه الكدر والخصام لئلا تكون السنة كلها على هذا النمط ويتهانؤون.

الغطاس - في السادس من كانون الثاني وهو اعتماد المسيح من يوحنا في الاردن ويسمى الظهور بالعربية والدنح بالسريانية بمعناها. تقلى فيه الزلابيه وتعمل المحشيات من الخبز بلحم وتسمى البخوت او الفطائر. ويطوف فيه الكهنة على البيوت يرشونها بماء مقدس ويسمى "التكريس" ويأخذون على ذلك دراهم. ومما يجري فيه من الغرائب ان عطسة الطفل في هذه الليلة تدل على زيادة سنة في عمره فكلما عطس مرة سرت الام ولذلك تقول له "صحة" و"نشو". ويستحم الناس تلك الليلة بماء الينابيع ويسهرون فاتحين الابواب حتى يمر المسيح ويقول للناس: دايم دايم. معتقدين ان جميع الاشجار تركع امامه الا التوت لانه جبار فلذلك يشطفونه (اي يقطعون بعض جذوعه اليابسة) ويوقدونها بسهرتهم انتظارا ً لمرور الدايم دايم. ويتخذون الخميرة وهي قطعة عجين تلف في قماش جديد ابيض ويعلق فيها بعض قصلات من الحنطة ونباتا القويسة وبخور مريم ويعلقونها في شجرة غير التوت وتبقى ثلاثة ايام وثلاث ليال ولكنها تغطس كل صباح في عين ماء بيد بكر عزيب قبل الشمس فيتحول فطرها الى خمير يستعمل في السنة الجديدة. ويجب ان تعجن الخميرة العذراء البكر. ويحركون الموءن البيتية لتزيد.

اول الصوم - تبتدىء صلوات خاصة ويخرجون لاستقبال الراهب في السواحل الى خارج القرى ويبارك الرماد عند الموارنة ويذرى على رؤوس المسيحيين ويسمى "رش الرماد" او"ذر الرماد".

سبت العازار- يقام فيه تذكار العازار الذي اقامه المسيح واعتاد القدماء ولا سيما في المدارس ان يعملوا "العازارية" وهي الطواف على البيوت بشاب لابس قميصا ً ابيض يمثل العازار وحوله اختاه مريم ومرتا بلبس النساء ثم ولدان حاملان "مديحة العازار" فمتى وصلوا البيت استلقى الممثل العازار المذكور وجلست اختاه فوق رأسه تبكيانه والمداحان يقرآن الانشودة بتلحين خاص الى ان يقولا فيها: عازار عازار قم. فينهض ويخرج الى خارج ويجمع الاولاد دراهم وزيتا ً للاستاذ والكنيسة.

احد الشعانين - يطوف فيه الاولاد بالكنائس باغصان النخل او الزيتون المسماة الشعانين معلق فيها كعك بدبس واثمار وزهور وشموع. وذلك رمز استقبال اطفال اورشليم للسيد المسيح عندما دخلها راكبا ً على جحش ويتبركون بحفظ الاغصان. والشعانين من السريانية (سعانين) ولعلها من السعنة بمعنى عسيب النخل. وعند العرب "السباسب" بمعنى الاغصان.

يوم الخميس الكبير- تصير فيه حفلة تناول القربان المقدس للكبار والصغار. ويأكلون فيه الاشياء الحلوة.

يوم الجمعة الكبيرة - يصير فيه حفلة تجنيز المسيح والطواف بنعشه بشموع وصلوات ويعرف بالزياح ويزدحم فيه الاولاد والكبار رجالا ونساء متسابقين الى المرور من تحت النعش تبركا ً. ويؤكل فيه المر والحامض وفي ذلك رمز الى ما تجرعه المسيح من المر على الصليب. ويذهب الناس في الاودية والعقبات الكؤود متجشمين مشاق الصعود والانحدار فيها حزنا ً على المسيح ويسمى "التشرحط" ويأكلون النباتات المرة ويجمعون زهورا ً عطرية يحملونها الى الكنيسة ويسمونها "الحنوط" لتوضع في حفلة الجناز وفي ذلك اشارة الى تحنيط يوسف لجثة يسوع.

يوم الفصح - والفصح عبرانية بمعنى العبور تصير حفلة القداس ليلا ً و"الهجمة" ايضا ً ويسمى العيد الكبير. ويعمل فيه الكعك بحليب ويسلق البيض ويلون بالاحمر وغيره رمزا ً الى القيامة والموت ويتهادى به وبالكعك وتصير المكاسبة او المفاقسة وهي قرع البيض بعضه ببعض فالكاسر غالب يربح ما يكسره منها. ويتعايدون بقولهم: المسيح قام. فيجاوبون: حقا ً قام.

ثاني الفصح - ويسمى الباعوث وهي سريانية اي الدعاء تصير فيه حفلة الباعوث بعد الظهر يطاف فيها حول الكنيسة او في داخلها وتقرأ الاناجيل بلغات مختلفة ويسوغ في هذا اليوم فقط ان يقرأ العوام الاناجيل التي يقرأها الكهنة عادة. ويتعايدون باللغة اليونانية والجواب بها ايضا ً عند الشرقيين اي الارثوذكس والكاثوليك.

العنصرة - يصير فيها تمثيل حلول الروح القدس على التلاميذ بألسنة نارية وتكلمهم بلغات مختلفة وقد يرش فيه الماء في البيوت كالغطاس تبركا ً ويركع فيه الشرقيون ايضا ً ولا سيما الارثوذكس ويعمل فيه الاولاد العنزوقة كما مر.

عيد الجسد - هذا العيد حديث عند الشرقيين ولكنه تجري فيه حفلة حافلة بالطواف في القربان ولا سما في زحلة وبكفيا وغزير وهو مختص بالطقس الغربي اقيمت له حفلة عند اللاتين في رومية سنة 1246م ثم نقل الى الشرق في القرن التاسع عشر وادخله الكاثوليكيون في طقوسهم وابدع حفلة تقام له في مدينة زحلة اذ يطوف اسقفها والكهنة حول المدينة تذكارا ً لطواف قديم دفع عنهم شر الطاعون. والشرقيون اي الارثوذكس لا يحتفلون به. وهو يقع في الخميس الثاني بعد العنصرة.

عيد التجلي او الرب - يقع في السادس من آب وتصير فيه حفلة تجلي المسيح على طور طابور. وليلة العيد توقد كل اسرة شموعا ً او سرجا ً على عدد ابنائها في كل بيت. ويصير فيه تبريك العنب بصلوات خاصة فلذلك يحمل كل شيئا ً من اثمار كرمه الى الكنيسة وبعد الصلاة توزع على الحضور تبركا ً باكلها. ولذلك يقولون: "بعيد الرب يمتلي العنقود حب" و"عيد التجلي يقول للصيف ولي". ومن خرافاتهم ان الذي يتمشط بعيد الرب يمتلىء رأسه حبا ً (بثورا ً).

عيد قطع رأس يوحنا المعمدان - الذي يقع في 29 آب. يضع فيه بعض الناس فوق رؤوس اولادهم ليلا ً بطيخا ً بعددهم دون تنقية وفي الصباح تكسر رؤوس البطيخ فمن كانت بطيخته اجود كان اسعد حظا ً ويسمى البطيطيخي.

يد الصليب - يوقدون في ليلته نيرانا ً حتى ترى لبنان شعلة من نار ويتبرك به المسيحيون متذكرين استرجاع هرقل الملك الصليب المقدس من ايدي الفرس. وهو يقع في الرابع عشر من ايلول. ويطاف فيه بالصليب في الكنيسة ويقبل تبركا ً. وكان بعض اللبنانيين في القديم يرسمون على احد اعضائهم رسم الصليب بالدق (الوشم) في ليلة العيد. وبين الصليبين الشرقي والغربي يحسب الاثنا عشر يوما ً كل يوم لشهر ويكون كل شهر في نوئه (طقسه) مثل ذلك اليوم ويسمون هذا الحساب "البواحير" والبواحير عند القدماء سبعة ايام من تموز تبتدىء من الثامن عشر منه كانوا يستدلون من كل يوم منها على شهر من الخريف والشتاء. ومن اقوالهم في امثالهم العامية: "صلب واعبر شعنن وادخل" يريدون العبور في الصيف بعد عيد الصليب والدخول فيه بعد عيد الشعانين. و"بعد عيد الصليب كل اخضر بيسيب" لان عصر العنب يصير بعد عيد الصليب فيترك الناطور الكروم. و"بعد عيد الصليب الاخراني صيف ثاني" اي بعد عيد الصليب على الحساب الارثوذكسي.

عيد البربارة - يقع في الرابع من كانون الاول وفي ليلته يطوف الاولاد على البيوت يتناغون بنشيدة هزلية يتقدمهم ولد سود وجهه ولبس الاكسية الهزلية وحمل هراوة كبيرة ووضع لحية يسمونه "العرندس" و"البسبس"و"المسود" فيجمعون من البيوت دقيقا ً (طحينا ً) ودبسا ً وزيتا ً ودراهم فيقدمون الزيت للكنيسة. ويجتمعون في بيت يطبخون فيه المعكرون بدبس ويأكلون ويقصفون. وفي البيوت يسلقون القمح ويوقدون الشموع فيتكحلون بسناجها (شحارها) ويأكلون المعكرون بالدبس واضعين فحمة او قشرة في بعضها فمن اصابها كان اسعد حظا ً. ويقولون: "بعيد البربارة بياخد النهار من الليل نطة الفاره".

عيد الميلاد - يقع في الخامس والعشرين من كانون الاول وهو تذكار ميلاد المسيح يصير فيه القداس ليلا ً. وتعمل بعض المآكل ويتهادون به. وبعضهم يعملون شجرة تعلق فيها اكياس النقل كالزبيب ونحوه وتفرق على المهنئين ويعمل ذلك الاساقفة والكهنة. ومن امثالهم فيه: "بين المواليد والقلندس (رأس العام) عند جارك لا تقرفص وان قرفصت لا تبات يصبح الثلج عليك قامات" و"بين الغطاس والميلادي اياك تسافر يا غادي" وهذه الحفلات تشترك فيها جميع الطوائف المسيحية على السواء.

واما اعياد غير المسيحيين فتشترك الطوائف الثلاث الاسلامية والشيعية والدرزية بعيدين كبيرين يتهانؤون فيهما ويقصفون ويحتفلون بالملابس والمآكل والهدايا وهما:

عيد الاضحى - او الضحية ويسميه الدروز (عيد الله اكبر) يعملون فيه كعكا ً بدبس وحلويات ولا بد ان ينتخب كل بيت احسن كبش من الغنم ولا سيما الاملح ويضحى.

عيد الفطر- وهذا يقع بعد صيام رمضان وقد جرت العادة ان يحشى فيه خروف يطبخ مساء العيد ليؤكل في غده وتعمل الحلويات.

والمشهور عند الطوائف التعطيل عن العمل في الاعياد الكبرى ولكنها عند النصارى اعم منها عند غيرهم والنصارى يعتبرون الاحد ولا يشتغلون فيه والباقون يحترمون يوم الجمعة ولكنهم يشتغلون فيه وكذلك الاعياد.

المتاجرات والمبايعات

كان لبنان في القديم مشهورا ً بتجارة الفينيقيين اقدم التجار وابرعهم بالبيع والشراء فكانت سفنهم تمخر البحر الى اطراف اوربا واقصى الشرق وقوافلهم تذرع الفلوات وتنقل ذهابا ً وايابا ً في الخافقين. وبقيت التجارة في اعقابهم احقابا ً طويلة ولا سيما في زمن اليونان والرومان. الى ان كثرت الحروب الاهلية بين عشائره وتفرقت كلمة ابنائه فتعطلت التجارة. وقد اقيمت فيه اسواق قديمة ولا يزال اسم "سوق الغرب" دليلا ً على عرضهم بضائعهم وحاجاتهم للبيع والاتجار بها وبقيت هذه العادة الى يومنا في تلك القرية اذ تحمل المبيعات اليها وتعرض على المشترين. ومما نذكره من اساليب البيع القديمة حمل البضاعة من بلدة الى اخرى ووضعها في ساحتها وصعود البائع على السطح ومناداته باعلى صوته تعريفا ً لها مثل قولهم مثلا ً "القمح يا عاوزين القمح قبل النفاق" فيتهافت عليه المشترون ويساومونه وبعد تقرير الثمن يشتري كل ما يحتاج اليه وكثيرا ً ما يحمله في حرجه (حجره او طرف ثوبه) او في منديله. وقد يكون البيع مقايضة صنف بآخر على التبادل بتعديل قيمة المتبادلين مثل الفيالج (الشرنق) بالحلوى والحبوب بالتفاح وغيره من الفواكه. والحديد بالقضامي اي الحمص المشوي والوزن بميزان بسيط وزناته من الحجر تسمى العيار. واغرب من ذلك ان تجار الغنم تقطع غنمها في القرى بالشركة مع المعلفين فيأخذ الانسان خروفين ويعلفهما وفي ايام الذبيح (اي القورما) في الخريف يقاصره (يقاسمه) فيأخذ خروفا ً ويبقى له الثاني. او انه يقبض ثمنه منه فيبقى الاثنان له. واذا اخذ خروفا ً رباه بالنصف فاما ان يعطيه ثمن نصفه او نصف لحمه عند ذبحه. واذا استدانوا فالى موسم الحرير او الخمر او الدبس او الزيتون والزيت وهي اهم حاصلاتهم. ويحملون زيتهم وزيتونهم وخمرهم ودبسهم على ظهورهم او على حيوانات طائفين بها القرى لبيعها.

ولم تنشأ عندهم الحوانيت والمخازن الا في بعض المدن الساحلية قديما ً. وفي غيرها في الايام المتأخرة. وكان اعراض اللبنانيين عن التجارة لمخالطتهم الدروز الذين انصرفوا عنها الى الزراعة وقد يتعاطون الصناعة ولكنهم اميل الى الزراعة.

واهم ما عرفناه من قديم تجارة اللبنانيين نقل الاخشاب من غاباته الكثيفة وجلب الغنم والماعز والقطن. وبيع الشرانق والحرير المحلول بايديهم منها. وتبديل الخام الوطني الذي ينسجونه بالقطن في جهات نابلس وحوران. وكانت اثمان حاجاتهم وعقاراتهم نجسة جدا ً حتى ان ثمن البيت وما يجاوره من التوت وهو بستان كبير لا يتجاوز خمسين غرشا ً الى مائة غرش منذ اكثر من قرنين. وضمان حمىً كبير لقطع اشجاره واحراقها فحما ً تسعة غروش.

وفي زمن المعنيين في القرن السابع عشر وما قبله للميلاد كان في ايام الرخص ثمن مد الحنطة ثلاث بارات والشنبل ثلاثين والغرارة ثلاثة غروش وغرارة الفول غرشا ً. وثمانية اكيال الكرسنة غرشا ً وقلة الزيت ثلاث بارات. وفي زمن الغلاء ثمن شنبل الحنطة اربعة غروش واحيانا ً المد ثلاثة غروش والغرارة ثمانين ومد الدقيق خمسة غروش والشعير غرشا ً واردب الارز خمسة وعشرين غرشا ً وقنطار السمن مائة وخمسين غرشا ً ومثله الزيت وحمل ورق التوت عشرة غروش وقلة الزيت ستة غروش ورطل الحرير عشرين غرشا ً. وكانت اجرة الفاعل نحو بارة والبناء بضع بارات وقيمة الغرش بمثابة خمسين من غروشنا.

وراجت التجارة في عهد المعنيين وكثر قدوم التجار البنادقة واليونان الى سورية ولبنان واشتغلوا بالحرير وحاصلات البلاد وكثروا بزمن الزيادنة والجزار وبقيت من سلائلهم بقايا منهم بنو مشاقة الذين يلقبون بتجارتهم في المشاقة وهي الحرير الغليظ الخيوط.

ولقد فصل في كتاب دواني القطوف (ص 193-277) كثير من التجارات واصنافها والنقود والاسعار والمعاملات والثروة والموازين فراجعها لأن فيها ما يشفي الغليل.

واما معاملاتهم في مبايعاتهم فانهم كانوا يعقدون البيع والشراء بالكلام ويصدقون فلم يحتاجوا الى السندات والوثائق ثم كتبوها بسيطة كما نراها في ما لدينا من قديمها واليك الآن صورة تحرير وثيقة كتبت سنة 1834م بالحرف الواحد: "حد المطرح الغرب طاقة المعصرة والشرق حجر الاصفر والميرة عالجيرة" وهذه صورة تمسك (سند او كمبيالة) بحرفه كتب في اول القرن التاسع عشر للميلاد: "صح عندنا الى ابن خالنا... اثني عشر غرش ونصف رسمال وندرنا في وفاها بالموسم القادم علينا هي وربحها الغرش نصف الربع حرر... محرره على نفسه..."

وبقيت الوثائق (الحجج) بلا تسجيل في المحاكم الى ان صدر امر داود باشا اول المتصرفين في اول حزيران سنة 1862 فسجلت ولم يكن يعتبر فيها ما لا يسجل. وسنة 1869 في 25 آب صدر الامر بالرهن في المحاكم.

اما التاريخ فكان عند الموارنة بحساب الاسكندر الى سنة 1606م فاتبعوا الحساب الغريغوري وسنة 1858م اتبعه الروم الكاثوليك وتركوا تاريخ آدم وكان جميعهم يؤرخون بالهجرة الى مجيء الدولة المصرية.

مآكلهم وانواع اطعمتهم ومشاربهم

 

 


Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved


Advertise | Terms of use | Credits